خبير: تراجع مبيعات التجزئة في ماكاو بوتيرة أبطأ وسط انتعاش بعض القطاعات

قال الدكتور عبدالرحمن طه، خبير الاقتصاد الرقمي، إن مبيعات التجزئة في ماكاو سجلت انخفاضًا بنسبة 10.6% على أساس سنوي في الربع الأخير من 2024، وهو تراجع أقل حدة مقارنة بانخفاض 19.1% في الربع السابق، مما يشير إلى تحسن تدريجي في النشاط الاقتصادي بعد فترة طويلة من التباطؤ.

وأشار طه إلى أن هذا الانخفاض كان الرابع على التوالي لكنه الأقل في هذه السلسلة، مما يعكس تعافيًا جزئيًا في قطاعات متعددة. فقد تباطأ التراجع في مبيعات الدراجات النارية وقطع الغيار (-6.3% مقابل -16.9%)، والمتاجر الكبرى (-10.9% مقابل -20.4%)، واللحوم المجمدة والمشوية (-10% مقابل -18.8%)، والمنتجات الغذائية الصينية (-12.5% مقابل -18.6%)، ومستحضرات التجميل (-6.6% مقابل -24.8%)، والمنتجات الجلدية (-16% مقابل -27.1%)، والأثاث والإضاءة (-4.6% مقابل -26.4%)، والساعات والمجوهرات (-33.7% مقابل -42.8%).

وأكد طه أن بعض القطاعات شهدت انتعاشًا ملحوظًا، حيث ارتفعت مبيعات المأكولات البحرية المجففة بنسبة 18.6% مقارنة بـ 5.4% في الربع السابق، كما ارتفعت مبيعات الأحذية بنسبة 15.7% مقابل 8.1% سابقًا، إلى جانب نمو مبيعات المنتجات الأخرى بنسبة 11.2% مقارنة بـ 0.6%. كما سجل قطاع الملابس للبالغين نموًا بنسبة 6.8% بعد انخفاضه بنسبة -2.2% في الربع السابق، وانتعشت مبيعات الصيدليات بنسبة 0.9% مقارنة بانخفاض -6.7% سابقًا.

ويشير طه إلى أن مبيعات التجزئة في ماكاو شهدت قفزة بنسبة 13.4% على أساس ربع سنوي في ديسمبر 2024، مقارنة بنمو 2.9% في الربع السابق، مما يعكس تعافيًا تدريجيًا وتحسن ثقة المستهلكين في الأسواق.

ويرى طه أن التحسن الملحوظ في بعض القطاعات، إلى جانب التباطؤ في وتيرة الانخفاض العام، يشير إلى احتمالات انتعاش قوي لقطاع التجزئة في ماكاو خلال 2025، خاصة مع استمرار التحسن في الإنفاق المحلي وزيادة تدفقات السياحة.
ومن ناحية أخرى أشار طه إلى أن ماكاو (Macau) هي منطقة إدارية خاصة تابعة للصين، تقع على الساحل الجنوبي للبلاد، بالقرب من هونغ كونغ. تُعرف بأنها عاصمة المقامرة في العالم، حيث تمتلك أكبر صناعة كازينوهات وتجذب ملايين السياح سنويًا.و كانت مستعمرة برتغالية حتى عام 1999، ثم عادت إلى السيادة الصينية بموجب مبدأ “دولة واحدة ونظامان”، مما يمنحها حكمًا ذاتيًا واسعًا ونظامًا اقتصاديًا منفصلًا عن الصين.

ويشير طه إلى أن اقتصادها قائم على السياحة وصناعة الألعاب (الكازينوهات)، مما يجعلها واحدة من أغنى المناطق في العالم من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي يتحدثون سكانها اللغة الكانتونية والبرتغالية، وهي واحدة من أغنى المناطق في العالم بسبب اقتصادها القوي القائم على المقامرة والسياحة.
ويقول طه انه وبمعنى آخر فإن ماكاو هي نسخة آسيوية من لاس فيغاس، لكنها تدر أرباحًا أكبر بكثير بسبب التدفق الضخم للسياح، خاصة من الصين القارية.