المهندسين الكهربائيين تناقش “الموقف الحالي والمستقبلي لمحطات الطاقة النووية في مصر”
في يوم 20 فبراير، 2025 | بتوقيت 5:09 م

كتبت: شيرين سامى
في إطار جهود تعزيز الوعي بالطاقة النووية وتطبيقاتها في مصر، عقدت جمعية الهندسة الإدارية بالتعاون مع جمعية المهندسين الكهربائيين المنتدى الثقافي الدوري للجمعية ندوة تحت عنوان “الموقف الحالي والمستقبلي للمحطات النووية في مصر”، شارك في الندوة ا.د. أمجد الوكيل، الرئيس السابق لهيئة المحطات النووية، وأدار الحوار المهندس الاستشاري فاروق الحكيم، رئيس المنتدى الثقافي حيث تناول الحوار أبرز التطورات في مجال الطاقة النووية، والمراحل التي وصل إليها البرنامج النووي المصري لإنتاج الطاقة الكهربية، بالإضافة إلى التحديات والفرص المستقبلية في هذا القطاع الحيوي.
يأتي هذا المنتدى في إطار تعزيز الحوار العلمي والتقني حول مستقبل الطاقة في مصر، ومناقشة آفاق التنمية المستدامة من خلال الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
حيث تواصل مصر تطوير قدراتها في مجال الطاقة النووية السلمية عبر تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، الذي يمثل إحدى الركائز الأساسية لاستراتيجية الدولة في تأمين احتياجاتها من الطاقة النظيفة. ويأتي هذا المشروع كجزء من رؤية مصر 2030 الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة.
ناقشت الندوة التى أدارها المهندس الاستشاري فاروق الحكيم، رئيس المنتدى الثقافي ، أهمية الطاقة النووية لمصر ، حيث تعتبر الطاقة النووية أحد أكثر مصادر الطاقة كفاءة واستدامة، و توفر إنتاجًا مستقرًا للكهرباء دون انبعاثات كربونية ضارة، مما يساعد في مكافحة التغير المناخي. كما تتيح المحطات النووية لمصر فرصة كبيرة لتطوير الصناعات الوطنية ونقل التكنولوجيا الحديثة، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.
و أكد الحكيم خلال إدارته للندوة ؛ أنه بانشاء محطة الضبعة النووية تحقق مصر الحلم النووى و تدخل عصر الطاقة النووية.
وحول فوائد الطاقة النووية لمصر أوضح د.أمجد الوكيل خلال استعراضه لأهمية انشاء محطة نووية فى مصر، انها تتمثل فى :
• الاستدامة البيئية:
تقليل الانبعاثات الكربونية والحفاظ على جودة الحياة.
• تأمين مصادر الطاقة:
توفير مصدر مستقر للطاقة الكهربية يقلل من التقلبات في إمدادات الطاقة.
• التنمية الاقتصادية:
توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مختلف المجالات المرتبطة بالمشروع.
• نقل التكنولوجيا:
تعزيز القدرات العلمية والفنية من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين.
و أوضح أن ، مشروع محطة الضبعة النووية يمثل علامة فارقة في تاريخ مصر بمجال الطاقة النووية، حيث يتضمن إنشاء أربع وحدات من مفاعلات VVER-1200 من الجيل الثالث المتطور (Gen III+)، والتي تتميز بأعلى معايير الأمان والسلامة.
و أضاف ، انه من المتوقع أن توفر المحطة طاقة إجمالية تصل إلى 4800 ميجاوات، ما يساهم في تلبية جزء كبير من احتياجات مصر من الكهرباء.
و حول المراحل الرئيسية للمشروع أكد الوكيل انها تتمثل فيما يلى:
المرحلة التحضيرية:
تضمنت تقييم الموقع، وإعداد التصاميم المختلفة والوثائق اللازمة للحصول على إذن الإنشاء.
مرحلة الإنشاء:
تبدأ بصب الخرسانة الأساسية للوحدات النووية، وتشمل تجهيز البنية التحتية، وتشييد المباني وتصنيع وتركيب المعدات النووية وأنظمة الأمان وتأهيل الكوادر البشرية لأعمال الاختبار والتشغيل والصيانة.
مرحلة الاختبارات والتشغيل:
تبدأ بعد إتمام الإنشاء، وتشمل الاختبارات اللازمة لضمان كفاءة وأمان المفاعل قبل بدء التشغيل التجاري.
التشغيل التجاري:
بعد اجتياز جميع الاختبارات، يتم تشغيل المحطة بكامل طاقتها لدعم شبكة الكهرباء الوطنية.
و اشار الوكيل إلى أن تنفيذ مشروع الضبعة النووي يتم بالتعاون مع شركة “روساتوم” الروسية، إحدى الشركات الرائدة عالميًا في مجال بناء وتشغيل المحطات النووية. كما تخضع المحطة لرقابة هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية ومتابعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك لضمان تطبيق أعلى معايير الأمان والسلامة النووية.
فى ذات السياق أوضح الوكيل ، ان المشروع يمثل فرصة كبيرة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، حيث يساهم في تدريب وتأهيل الكوادر المصرية المتخصصة في المجال النووي، إلى جانب تعزيز الصناعات المحلية التي تشارك في عمليات الإنشاء والتوريد.
و حول فرص العمل المتوقع توفيرها من مشروع الضبعة ، اكد الوكيل أن المشروع يوفر حوالي 4000 فرصة عمل مباشرة وحتى 9 أضعاف هذا الرقم من فرص العمل غير المباشرة وذلك خلال مراحل الإنشاء والتشغيل، إلى جانب خلق صناعات مساندة تدعم سلسلة الإمداد والتوريد.
و اختتم الوكيل حديثه بالاشارة إلر أن ، الطموح المصري لا يتوقف عند محطة الضبعة النووية، حيث تسعى الدولة إلى توسيع مشاريعها في الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النووية من خلال دراسة إمكانية إنشاء محطات إضافية في المستقبل.
كما يجري بحث إمكانية استخدام المفاعلات النووية الصغيرة والمتوسطة (SMRs) لتوفير الطاقة في المناطق النائية وتعزيز شبكات الكهرباء في مختلف أنحاء البلاد.
و اضاف أن مشروع محطة الضبعة النووية يؤكد التزام مصر بتطوير حلول طاقة نظيفة ومستدامة تلبي احتياجاتها المتزايدة من الكهرباء، مع الحرص على تطبيق أعلى معايير الأمان والسلامة النووية. ويعد هذا المشروع نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا للطاقة النووية في مصر، مما يعزز مكانتها كدولة رائدة في مجال التكنولوجيا النووية بالمنطقة.
و حول أهمية الكود المصري لتصميم وتنفيذ المنشآت الخرسانية بمحطة الضبعة ،و الذي يُعد دليلًا أساسيًا للمهندسين والمختصين في المنشآت والبنى التحتية. و فى تصميم وتنفيذ المنشآت الخرسانية، عقب الدكتور فاروق الحكيم ،أن الجانب الروسى المنفذ للمحطة يلتزم بالمعايير الدولية فى التصميم و أن الكود المصرى يستخدم فى حالة الأبنية المحلية ، مؤكدا أن الكود المصري لتصميم وتنفيذ المنشآت الخرسانية هو أداة حيوية لمهندسي الإنشاءات والمختصين و يمثل إطارًا دقيقًا يجسد الجودة والسلامة في مشاريع البنية التحتية.