” الدسوقى ” يستعرض أهمية إنشاء محطة الضبعة النووية.. خلال المؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة

تنظمه نقابة المهندسين المصرية.. بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب..

في يوم 19 يناير، 2025 | بتوقيت 1:53 م

كتبت: شيرين سامى

استعرض الدكتور عبد الحميد الدسوقى نائب رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء خطوات إنشاء مشروع محطة الضبعه النووية وأثره على الدخل القوميى ، جاء ذلك خلال محاضرته التى ألقاها خلال انعقاد جلسة المحور الثاني للمؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة الذي تنظمه نقابة المهندسين المصرية بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، التي حملت عنوان الطاقة النووية لتوليد الكهرباء “محطة الضبعة” والتي رأسها المهندس الاستشاري مبروك عامر-رئيس شعبة الهندسة الكهربائية بنقابة المهندسين المصرية.

أشار الدكتور المهندس عبدالحميد الدسوقى – فى كلمته نيابة عن الدكتور المهندس محمد دويدار رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، إلى أن الطاقة النووية بدأت في العالم بوجه قبيح عام 1945 خلال الحرب العالمية ولكن مبادرة الطاقة النووية من أجل السلام التي تبناها الرئيس الأمريكي “آيزنهاور” عام 1953 أكدت على أنه من الممكن استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية ومنها الصناعة والزراعة والأمراض المستعصية.
وأوضح “عباس” أن عام 1957 شهد إنشاء هيئة الطاقة الذرية المصرية وهي الهيئة الأم وأنشأت للاستخدام السلمي، وأن أول محاولة مصرية في استخدام الطاقة النووية لتحلية مياه البحر كانت خلال عام 1964، لافتًا إلى أنه من الصعب اختيار موقع لإنشاء محطة للطاقة النووية حيث يلزم لها دراسات زلزالية واقتصادية ومن قبل ذلك صدور قرار استراتيجي، وقبل التشغيل إقامة مناقصة عالمية.
وأوضح “عباس” أن تنفيذ مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية يمثل تتويجا لسنوات عديدة من الجهود المصرية لإدخال الطاقة النووية إلى مصر حيث تعود خطط إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية إلى أواخر السبعينيات، عندما بدأت إجراءات اختيار الموقع.

وأكد الدسوقى ،أن مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية يعد عنصرا مهما في استراتيجية التنمية المستدامة في مصر، وتحقيق رؤية مصر 2030، ويؤدي إلى تحقيق فوائد عديدة لمصر، منها التنوع في مصادر الطاقة للدولة، وإنتاج وتوليد طاقة عالية، مما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بطريقة موثوقة اعتمادية ومستدامة ويعتبر أساسًا لتنمية اقتصادية مستقرة، والحفاظ على الموارد الطبيعية غير المتجددة– النفط والغاز واستخدامها بشكل رشيد، وانه مصدر طاقة نظيف خالي من انبعاثات الكربون، ويلعب دورًا بارزًا في مواجهة الاحتباس الحراري.

واستعرض الدسوقى ،خطوات إنشاء مشروع محطة الضبعة النووية وأثره على الدخل القومي.

و حول أهمية البرنامج النووي المصري لإنتاج الكهرباء، أكد ان الطاقة النووية طاقة نظيفة لا ينتج عنها أي إنبعاثات غازية ملوثة للبيئة أو مسببة للإحتباس الحراري. كما انها تساهم فى الحفاظ على موارد الطاقة من البترول والغاز الطبيعي حيث أنها موارد ناضبة وغير متجددة بالإضافة إلى تعظيم القيمة المضافة من خلال استخدام البترول والغاز الطبيعي كمادة خام لا بديل لها في الصناعات البتروكيميائية والأسمدة.، هذا بالإضافة إلى تطوير الصناعة المصرية ونقل التكنولوجيا من خلال برنامج طويل المدى لإنشاء المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي مما سيحدث نقلة ضخمة في البحث العلمي والتطوير ويؤدي إلى الارتقاء بجودة الصناعة المصرية وإمكاناتها وقدرتها التنافسية في الأسواق العالمية بسبب المعايير الصارمة للجودة التي تتطلبها الصناعة النووية.

و لفت الدسوقى إلى الحاجة الى الطاقة النووية ، فى ظل محدودية مصادر الطاقة التقليدية من الفحم والبترول خاصة مع زيادة عدد السكان. مشيرا إلى أهمية تنوع وتأمين مصادر الطاقة المختلفة سواء من الطاقات التقليدية أو الطاقات المتجددة والجديدة. بالإضافة إلى أن ، التنمية المستدامة (حق الأجيال القادمة في الاستفادة بمصادر الطاقة الحالية).
كما اكد انها تساهم فى تقليل التلوث البيئي واتفاقية كيوتو للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. مع مواكبة التقدم التكنولوجي والتصنيع المحلى. وخلق جيل من الخبراء في المجال النووي.هذا بالأضافة إلى البعد الاقتصادي للمحطات النووية.

و حول إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة أثناء دورة حياة محطة الطاقة النووية، أوضح أنها مشابهة لتلك الناتجة من انبعاثات محطات طاقة الرياح وفقا لخبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، و تعادل كمية الانبعاثات التي تطلقها محطة الطاقة النووية 12 جراما من مكافئ ثاني أكسيد الكربون / كيلووات في الساعة، ومن محطة طاقة الرياح 11 جراما من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
و اضاف انه ،للمقارنة، يفوق معدل الانبعاث الخاص بتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية ذلك الخاص بالتوليد النووي بواقع 4 أضعاف، ويفوق المعادل الخاص بإنتاج الطاقة من الفحم بما يقرب من 70 مرة، ما يدل بالتأكيد على أهمية كبيرة للطاقة النووية لتحقيق الأهداف المناخية.

و حول مستقبل الطاقة النووية أكد ان، محطة الضبعة النووية ستعمل على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 15 مليون طن سنون، أي ما يعادل إزالة 3 ملايين سيارة من طرق مصر ، كما ستوفر ما لا يقل عن 7 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.
و أكد الدسوقى ، أن استخدامات التكنولوجيا النووية تمتد إلى ما هو أبعد من توفير الطاقة منخفضة الكربون، ويمكن استخدام الطاقة النووية في العديد من التطبيقات الصناعية مثل تحلية مياه البحر وإنتاج الهيدروجين.

جدير بالكر ، أن فعاليات المؤتمر استمرت على مدار يومين بدءًا من السبت 18 يناير حتى الأحد 19 يناير، بمشاركة أساتذة الجامعات المصرية والعربية، وكبار الخبراء في مجال الطاقة في الوطن العربي و برعاية جرؤدة ” العالم اليوم ” ، وبحضور المهندس طارق النبراوي- نقيب مهندسي مصر نائب رئيس اتحاد المهندسين العرب، والمهندس محمود حامد عرفات- أمين عام نقابة المهندسين المصرية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، والدكتور المهندس عادل الحديثي- أمين عام اتحاد المهندسين العرب، والدكتور المهندس ناجي حسين المغربي- رئيس لجنة الطاقة بالاتحاد،و المهندس مبروك عامر رئيس شعبة الهندسة الكهربائية بنقابة المهندسين.
كما شارك في فعاليات المؤتمر اللواء أركان حرب مهندس مختار عبداللطيف رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، والدكتور أحمد مهينة- وكيل أول وزارة الكهرباء.

ناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسية، الأول “استراتيجية الطاقة المتجددة- حاضر ومستقبل”، والمحور الثاني “الطاقة النووية لتوليد الكهرباء- محطة الضبعة النووية”، ويتناول المحور الثالث مناقشة “استراتيجية الدول العربية للهيدروجين منخفض الكربون”، فيما يناقش المحور الرابع “التجارب الناجحة للطاقة المتجددة في العالم العربي”.