الأرض بتتكلم عربي وكمان بترول ( الجزء الثاني )

في يوم 12 ديسمبر، 2024 | بتوقيت 1:33 م

كتب: بقلم 🖋️ عماد حمدى منسي

صناعة البترول في مصر لها جذورها التاريخية التي تمتد منذ عهد الفراعنة، حيث توجد على جدران المعابد رسومات توضح أن الفراعنة استخدموا الزيت الخام كوقود للإضاءة في المصباح الزيتي. ومع ذلك لم تتم أول عملية مسح جيولوجي في مصر إلا في القرن التاسع عشر على يد ضابط بحري فرنسي في عام 1835 .

تعتبر مصر من أوائل دول العالم التي أحرزت السبق في مختلف مراحل الصناعة البترولية كما تعتبر بشهادة “أوبك”.. أيضاً أول دولة عربية اكتشفت النفط حيث دونت المنظمة فى سجلاتها للدول الأعضاء وهم مصر والإمارات والبحرين والجزائر والسعودية وسوريا والعراق وقطر والكويت وليبيا وتونس، تاريخ اكتشاف كل دولة للنفط وبدء انتاجه.

ووفقًا للتدوين جاءت مصر فى مقدمة الدول ثم يليها العراق والبحرين وبدأت كل من السعودية والكويت فى نفس العام .فقطاع البترول المصرى كان وسيظل دوماً من أهم القطاعات الاستثمارية وأهم أعمدة الدولة الاقتصادية فهو شريان الاقتصاد العالمي والمصري ومصر غنية بعدد من الحقول سواء بالبحر المتوسط بالمياه الاقليمية المصرية او في صحراء مصر وخليج السويس،مما أتاح فرصة لجذب الاستثمار الاجنبى الى مصر رغم غلو تكاليف البحث والتنقيب عن الخام وبالاخص فى المياه العميقة والدليل على ذلك حقل ظهر البحري وكشف نرجس التي تم تحقيقه مؤخراً وغيره من الحقول البحرية والبرية.

لقد واجه قطاع البترول تحديات عديدة قبيل ثورة 30 يونيو، تلاها استقرار وانطلاق لتحقيق أهداف الدولة في زيادة الإنتاج من الثروات البترولية والغازية، ونجح قطاع البترول في الاستمرار فى أن يقود قاطرة التنمية الاقتصادية في مصر.

ويعد الوفاء باحتياجات السوق المحلى من المنتجات البترولية والغاز وتعظيم العائد الاقتصادى وتأدية خدمات متميزة للمواطنين والتطوير المستمر لكافة جوانب هذه الصناعة الحيوية ، محل اهتمام ومتابعة دقيقة ومتواصلة من القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يتابع الموقف التنفيذي للمشروعات البترولية الجارية وحرصه على متابعة معدلات الأداء والانجاز في قطاع البترول ودعمه وتذليل كافة التحديات التي تواجهه في سبيل تحقيق نتائج إيجابية ملموسة. كما يحرص المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية علي عقد لقاءات و مباحثات مع الشركاء الأجانب وشركات البترول العالمية في مصر لتذليل كافة المعوقات التي تواجه زيادة الإنتاج بالإضافة إلى زياراته المتعددة لمواقع العمل البترولي ولقاء العاملين بها لما لها من أثر فعال يدفع مسيرة العمل إلى الأمام

وإمتد الدور الفعال لقطاع البترول إلى توصيل الغاز لملايين الوحدات السكنية والتوسع أيضاً في مشروعات القيمة المضافة فى صناعتى التكرير والبتروكيماويات حيث زادت كمية الإنتاج من الخامات والمنتجات التعدينية . وتم توقيع إتفاقيات جديدة مع الشركات العالمية للبحث عن البترول والغاز فى مصر
وتنفيذ مشروعات لتنمية الحقول المكتشفة .

ووضع قطاع البترول والغاز أقدامه على طريق الحياد الكربونى فكان له السبق والريادة متبنيًا إستراتيجية لإزالة الكربون وخفض الانبعاثات من كافة عملياته واستخدام التقنيات المتطورة في سبيل تحقيق ذلك، كما تم تحويل آلاف السيارات للعمل بالغاز الطبيعى المضغوط.

عززت مصر من دورها كمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز الطبيعى والبترول باعتبارها حلا جاهزًا لتلبية جانب مهم من الطلب على الغاز الطبيعى في القارة الأوروبية إثر التحديات الناجمة عن أزمة الطاقة العالمية، إضافة إلى إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط ليضم الدول المنتجة والمستوردة ودول العبور للغاز حول منطقة شرق المتوسط.

حققت صناعة البترول والغاز حضورًا قويًا بالمحافل الدولية للبترول والغاز التى حرصت على دعوة مصر للحضور والمشاركة في هذه المحافل التي تجمع قادة صناعة الطاقة فى العالم مثل أوبك بصفة مراقب ومؤتمر “سيراويك CERAWEEK” ومؤتمر “أدبيك” بالامارات ، كما نظمت احداثًا دولية وإقليمية بالغة الأهمية في مجال الغاز الطبيعى.لعل أبرزها مؤتمرى ايجيبس وموك

بجانب مشاركة تاريخية لقطاع البترول والغاز خلال قمة المناخ COP27، حيث استضافت مصر القمة، ولأول مرة شاركت الوزارة وشركات البترول العالمية والمحلية فى فعاليات المؤتمر تأكيدًا على التزامهم الصادق فى المشاركة فى إيجاد حلول لقضية المناخ.

وعلى جانب آخر لايقل أهمية عن قطاعي البترول والغاز تم بدء التنفيذ الفعلي للإصلاحات بقطاع التعدين بإهتمام ورعاية خاصة من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث تم اجراء تعديلات على بعض مواد قانون الثروة المعدنية، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لثروات مصر التعدينية، وقد لاقى القانون الجديد استحسان العديد من المستثمرين المحليين والأجانب، وزادت كمية الإنتاج من الخامات والمنتجات التعدينية وبدء تعظيم القيمة المضافة من ثروات الحجر الجيرى والكوارتز في مشروعات تصنيع كبرى كمجمعى إنتاج الصودا اش والسيليكون.

وأخيرا مصر مأعظمها وقد ( تكرر ذكرها والثناء عليها في نصوص القرآن والسنة )
، وستظل دائماً وابدا صاحبة السبق والريادة في كل المجالات بفضل الله سبحانه وتعالى وجهود أبنائها المخلصين

عماد حمدى منسى
[email protected]