“اليمانى” يستعرض دور الذكاء الاصطناعى بين المنفعة و الضرر

خلال كلمته بالمؤتمر الرابع عشر للاتحاد العربى للتنمية المستدامة..

في يوم 6 ديسمبر، 2024 | بتوقيت 10:11 ص

كتبت: شيرين سامى

تحت رعاية جامعة الدول العربية انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الرابع عشر للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمقر جامعة الدول العربية و التى تستمر على مدار يومي 4 – 5 ديسمبر 2024 ، تحت عنوان ( الذكاء الاصطناعي بالوطن العربي بين التأصيل النظري والتطبيقات العملية) “أهداف التنمية المستدامة أنموذجاً”، برئاسة الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد بالاشتراك مع جامعة ليبيا المفتوحة ويورك بريس الدولية للتعليم الرقمي والاتحاد العربي للتعليم التقني والعديد من الجامعات والهيئات الرسمية والمجتمعية من مصر وبمشاركة إحدى عشرة دولة عربية تضمنت (مصر ،السعودية ،ليبيا ،تونس ،الجزائر المغرب ،الامارات،قطر ،سلطنة عمان ).
افتتح المؤتمر الوزير مفوض د. رائد الجبوري – مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية – جامعة الدول العربية. بكلمة ممثل عن الأمانة العامة للجامعة نقل خلالها تحيات أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة، والسفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الإقتصادية وتمنياتهم للمؤتمر بالخروج بتوصيات تدعم وتُعزّز العمل العربي المشترك.

و فى مستهل كلمته قال د.محمد اليمانى رئيس المجلس العربى للطاقة المستدامة التابع للاتحاد العربى للتنمية المستدامة و البيئة :” في فبراير الماضي ، تشرفت بالمشاركة في ورشة عمل بمدينة الرياض بعنوان ( الذكاء الاصطناعي من اجل الاستدامة ) بدعوة كريمة من جامعة الدول العربية ومنظمة اليونيسكو ، بهدف تأكيد دور اخلاقيات الذكاءالاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة ، وسبق ان أعّدّت اليونسكو وثيقة تقنينية عالمية هي الأولى من نوعها ، وهي “التوصية الخاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي “في نوفمبر 2021، واعتمدتها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ، حيث صرح الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرا بأننا بحاجة الى استراتيجية عالمية موحدة ومستدامة تقوم على التعددية ومشاركة جميع اصحاب المصلحة بهدف التعامل مع المخاطر الناجمة من ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعيAI ، بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وذلك بهدف تجنب العواقب السلبية المحتملة على المدى الطويل ، وتوظيفه لأغراض التنمية المستدامة ومراقبة ازمة المناخ ولتحقيق طفرات في مجال الأبحاث الطبية والتعليم وبما يخدم رفاهية ومنفعة البشر” .

و أضاف اليمانى : هنا يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي على انه “مجموعة من التقنيات التي تمكن آلة أو نظام امن التعلم، والفهم، والتصرف والاستشعار ، وهو ببساطة محاكاة عمليات الذكاء البشري من قبل الآلات،وخاصة أنظمة الكمبيوتر، وهذا يتراوح بين التعلم والاستدلال والتصحيح الذاتي، فينجم عن ذلك فوائد وأضرار للذكاء الاصطناعي” .

و حول فوائد الذكاء الاصطناعي ، أكد اليمانى أنها تتمثل فى مايلى :
•تحسين الكفاءة : يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة تفوق البشر، مما يزيد من الإنتاجية.
•تقديم الرعاية الصحية : يساعد في تشخيص الأمراض وتحليل الصور الطبية، مما يحسن نتائج العلاج.
•تخصيص التجارب يمكن استخدامه لتحليل تفضيلات المستخدمين، مما يسهم في تحسين تجربة العملاء.
•تسهيل الحياة اليومية : يُستخدم في المساعدات.

و حول أضرار الذكاء الاصطناعي اوضح أنها تتمثل فيما يلى :

•فقدان الوظائف يمكن أن يؤدي إلى تقليص فرص العمل التقليدية نتيجة الأتمتة.
•التحيز والتمييز إذا تم تدريب النماذج على بيانات غير تمثيلية، فقد تنتج عنها قرارات متحيزة.
•الخصوصية والأمان يمكن أن تؤدي استخدامات الذكاء الاصطناعي إلى انتهاكات الخصوصية وجمع البيانات بشكل غير أخلاقي.
•الاعتماد المفرط الاعتماد الزائد على الأنظمة الذكية قد يضعف مهارات البشر.
•تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات (SWOT)

و لخص اليمانى نقاط القوة في ما يلى :

•قدرة التعلم الآلي: يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على التعلم من البيانات وتحسين أدائه مع مرور الوقت من خلال تجربة واكتساب المعرفة.
•قوة التحليل: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات بسرعة وفعالية أكبر من البشر: مما يسمح بكشف الاتجاهات والنماذج الخفية في البيانات.
•التشغيل المستمر : يمكن للأنظمة الذكية العمل بشكل مستمر دون الحاجة إلى توقف أو تناوب: مما يزيد من كفاءتها واستدامتها.

كما أبرز اليمانى نقاط الضعف كمايلى :

•الاعتماد على البيانات: يتطلب أداء الذكاء الاصطناعي بدقة الاعتماد على البيانات الكبيرة والجودة. وقد تكون هذه البيانات غير متاحة أو غير كافية في بعض الحالات.
•القدرة على الشرح: قد يكون من الصعب على الذكاء الاصطناعي شرح عملياته واتخاذ القرارات بطريقة مفهومة للبشر: مما يقلل من قابلية القبول والثقة في تطبيقاته.
•القيود التقنية: قد تواجه التقنيات الحالية في مجال الذكاء الاصطناعي قيودا تقنية مثل قوة المعالجة وسرعة الشبكات مما قد يؤثر على أدائها وفعاليتها.

و حول الفرص المتاحة أكد انها تتمثل فى :

• تحسين الكفاءة: يتيح الذكاء الاصطناعي فرصا هائلة لتحسين الكفاءة والإنتاجية في مختلف الصناعات والقطاعات. ومن خلال استخدام تقنيات متطورة، يمكن تحليل البيانات بشكل أفضل واستخلاص القيمة منها بطريقة تفوق قدرات الإنسان البشري.
• التطور التكنولوجي: يتيح الذكاء الاصطناعي الفرصة للتطور في مجالات عديدة مثل: الطب، والتعليم. والتجارة الإلكترونية والصناعة عالية التكنولوجيا، والسيارات ذاتية القيادة، والروبوتات بمختلف استخداماتها وأجيالها، بالإضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل: تعلم الآلة، وتحليل البيانات التي تساعد على تحسين الخدمات المقدمة للعملاء.
• تحسين القرارات يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المؤسسات والشركات والحكومات على اتخاذ قرارات أفضل من خلال تحليل البيانات الكبيرة واستخراج الأنماط والاتجاهات التي تسهم في توفير توجيهات دقيقة تؤدي إلى تحسين الأداء وزيادة الربحية وتقليص المخاطر المحتملة.

و حول التحديات أشار إلى أنها تتمثل فى مايلى:

• الأمن والخصوصية: تثير التقنيات الذكاء الاصطناعي مخاوف بشأن الأمان والخصوصية؛ حيث يمكن استخدام البيانات بشكل غير مشروع أو استغلالها لأغراض غير قانونية، بالاعتماد على تقنيات تحديد الوجوه والرقابة والتتبع وغيرها من أدوات تجميع البيانات لأهداف أمنية وتجارية وسياسية.

•البطالة التكنولوجية: قد يؤدي تقدم الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الوظائف التقليدية وزيادة معدلات البطالة في بعض القطاعات مما يتطلب تطوير السياسات التعليمية لإعادة تأهيل القوى العاملة وتوجيهها نحو الوظائف الجديدة التي يمكن تكوينها بمهارات متقدمة.

• التحديات القانونية والأخلاقية يطرح الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي تحديات أخلاقية مثل المسؤولية المعنوية للقرارات التي يتخذها النظام الذكي وتأثيرها على المجتمع، وهو ما يتطلب وضع إطار قانوني وأخلاقي واضح لتحديد استخدامات الذكاء الاصطناعي وضمان تطبيقها بطريقة تحافظ على المبادئ الأخلاقية وحقوق الإنسان.

الآثار الاقتصادية المتوقعة من أنشطة الذكاء الاصطناعي:

• يتوقع بحلول ۲۰۳۰ أن يضيف الذكاء الاصطناعي 10 تريليون دولار للاقتصاد العالمي، وأن تشهد الدول التي تستطيع استيعاب الذكاء الاصطناعي بشكل تام في اقتصاداتها نموا في الناتج المحلي الإجمالي يصل حتى ٢٥ مدفوعا بالذكاء الاصطناعي، إذ يبلغ عدد الشركات العاملة في مجالات الذكاء الاصطناعي نحو ٣٤٦٥ شركة على مستوى العالم وتوفر نحو ٥٨ مليون فرصة عمل، وتحتل مصر المركز ٥٦ عالميا وفق ما أعلنه المجلس الوطني المصري للذكاء الاصطناعي .

• تتصدر الصين الدول ذات المساهمة المرتفعة للذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام ۲۰۳۰، تليها دول أمريكا الشمالية ثم المنطقة العربية بخاصة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية: ثم أوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى GCCE ومصر. ويعتمد التقرير في منهجية تقديره لتلك التوقعات على قدرة الدول الرقمية ومدى جاهزيتها للتحول الرقمي والتقني وفق الإمكانات الحالية.