“قرطاح” يوصى بتبنى الدول العربية سياسات فعّالة للتكامل بين الذكاء الاصطناعي والتعليم والبحث العلمي
في يوم 4 ديسمبر، 2024 | بتوقيت 10:48 م
كتبت: شيرين سامى
تحت رعاية جامعة الدول العربية انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الرابع عشر للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمقر جامعة الدول العربية و التى تستمر على مدار يومي 4 – 5 ديسمبر 2024 ، تحت عنوان ( الذكاء الاصطناعي بالوطن العربي بين التأصيل النظري والتطبيقات العملية) “أهداف التنمية المستدامة أنموذجاً”، برئاسة الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد بالاشتراك مع جامعة ليبيا المفتوحة ويورك بريس الدولية للتعليم الرقمي والاتحاد العربي للتعليم التقني والعديد من الجامعات والهيئات الرسمية والمجتمعية من مصر وبمشاركة إحدى عشرة دولة عربية تضمنت (مصر ،السعودية ،ليبيا ،تونس ،الجزائر المغرب ،الامارات،قطر ،سلطنة عمان ).
افتتح المؤتمر الوزير مفوض د. رائد الجبوري – مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية – جامعة الدول العربية. بكلمة ممثل عن الأمانة العامة للجامعة نقل خلالها تحيات أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة، والسفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الإقتصادية وتمنياتهم للمؤتمر بالخروج بتوصيات تدعم وتُعزّز العمل العربي المشترك.
استهل بدر الدين قرطاح رئيس مؤسسة ابن رشد للنهوض بالبحث العلمي، والابتكار والتنمية المستدامة ،كلمته بتقديم الشكر للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة على تنظيم هذا المؤتمر المتميز، و توجه بالشكر إلى جامعة الدول العربية على رعايتها لهذا الحدث الهام.
و تابع : “يسعدني أن أشارككم اليوم في هذا النقاش حول الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي، خاصة من خلال تسليط الضوء على التجربة المغربية في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي”.
• الذكاء الاصطناعي كأداة لتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي..
و أوضح د. بدر الدين ،أن الذكاء الاصطناعي شهد تطوراً كبيراً في العقدين الأخيرين، وأصبح واحداً من أهم محركات التحول الرقمي في العالم. في سياق أهداف التنمية المستدامة.
و أشار إلى أنه ،يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم بشكل فعال في تعزيز عدة مجالات، مثل التعليم والصحة والبيئة، من خلال:
• تحسين جودة التعليم: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تطوير مناهج تعليمية متجددة، وتقديم تعليم شخصي يتناسب مع احتياجات كل طالب. كما يمكنه تحسين طرق التقييم والمتابعة، وتقديم أدوات دعم للأساتذة.
• دعم البحث العلمي والابتكار: يوفر الذكاء الاصطناعي بيئة عمل مثالية للباحثين من خلال أدوات تحليل البيانات الكبيرة، والقدرة على معالجة كميات ضخمة من المعلومات بشكل أسرع وأكثر دقة.
• تعزيز الحوكمة في المؤسسات التعليمية: من خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارات المدارس والجامعات، يمكن تحسين عمليات اتخاذ القرار، وتحقيق مستوى أعلى من الشفافية والفعالية.
• التجربة المغربية في إدماج الذكاء الاصطناعي في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي..
و أشار د. بدر الدين إلى أنه في دولة المغرب، تم تبني الذكاء الاصطناعي كجزء من استراتيجية تطوير التعليم والتكوين، وذلك من خلال عدة خطوات هامة:
1. تحديث المناهج التربوية: في إطار إصلاح التعليم، تم إدراج تقنيات الذكاء الاصطناعي في بعض البرامج الدراسية، خاصة في الجامعات والمدارس التقنية. وهذا يعكس التوجه نحو بناء الجيل القادم من المبدعين والباحثين في هذا المجال.
2. التعاون بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص: في المغرب، هناك شراكات بين الجامعات والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تطوير حلول تعليمية مبتكرة، مثل الأنظمة الذكية للمساعدة في التعلم، وتحليل أداء الطلاب.
3. التدريب وتطوير الكفاءات: تم إنشاء برامج تدريبية لرفع مهارات الأساتذة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التدريس. كما أن هناك برامج لتدريب الطلاب على استخدام هذه التقنيات في مجالات متعددة مثل الطب والهندسة.
• توصيات ندوة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي..
و استعرض د. بدر الدين توصيات الندوة العلمية التي نظمها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في دجنبر 2023، حيث تم التأكيد على أهمية إدماج الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم والبحث العلمي.
و أشار إلى أن من أبرز التوصيات التي خرجت بها الندوة مايلى:
1. إعطاء الأولوية للذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية: ضرورة تضمين الذكاء الاصطناعي كأداة أساسية لتطوير المناهج الدراسية وتنظيم طرق التدريس بما يتماشى مع تطورات العصر.
2. تعميق النقاش حول القضايا القانونية والأخلاقية: ضرورة وضع إطار قانوني وأخلاقي ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات التعليمية، بما يضمن حماية حقوق الإنسان وحرية التعبير.
3. تطوير البيئة التكنولوجية في المؤسسات التعليمية: توجيه الجهود نحو تحسين بنية تحتية تكنولوجية في المدارس والجامعات، بحيث تصبح بيئة التعليم قابلة لاستيعاب هذه التقنيات الحديثة.
4. التعاون مع القارة الإفريقية: بناء شراكات مؤسسية لتنمية استراتيجية مشتركة في مجال الذكاء الاصطناعي بين دول إفريقيا، بهدف تعزيز الابتكار وتعميق التعاون في مجالات التعليم والبحث العلمي.
•الآفاق المستقبلية ودور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة..
و أكد د.بدر الدين على انه ،لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، يجب أن نركز على الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي في تعزيز القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والبيئة. وفي هذا السياق، يمكن تلخيص التحديات والفرص كما يلي:
• التحديات: تتعلق غالباً بالافتقار إلى البنية التحتية اللازمة، ونقص في التدريب المناسب للكوادر التعليمية، إلى جانب ضرورة تحديث التشريعات والقوانين.
• الفرص: تمثل الفرص في استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم، وتعزيز فرص البحث العلمي، بالإضافة إلى تحسين الكفاءة في التعامل مع البيانات وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية.
•خاتمة..
و فى ختام كلمته ، لفت د. بدر الدين إلى إن إدماج الذكاء الاصطناعي في مجالات التربية والتكوين والبحث العلمي في الوطن العربي هو خطوة حاسمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
و أضاف أنه ،من خلال التجربة المغربية وتوصيات الندوة العلمية، يظهر بوضوح أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو رافعة حقيقية للتحول الاجتماعي والاقتصادي. لذا، يتوجب على الدول العربية أن تتبنى سياسات فعّالة للتكامل بين الذكاء الاصطناعي والتعليم والبحث العلمي، والعمل على تعزيز القدرات البشرية والمادية في هذا المجال.