د.طارق الهوبي رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء ل ” العالم اليوم “: إمكانات نمو التجارة داخل القارة في المنتجات الغذائية و الزراعية هائلة ويجب تعزيزها

افريقيا سوق واعد وقادر على استيعاب نسب كبيرة من صادرات المنتجات الغذائية والزراعية

دعم الإنتاج والمنتجين يزيد معدلات التجارة و تشجيع الاستثمار في الأغذية ضرورة لمواجهة أية أزمات.. " فوود افريكا" فرصة للمنتجين والمستثمرين من مختلف القارة للقاء ودراسة التعاون

في يوم 3 ديسمبر، 2024 | بتوقيت 7:08 ص

كتب: مني البديوي

 

“السوق الأفريقي يمثل أحد أهم أولويات استراتيجية الدولة المصرية لتعزيز التجارة الخارجية وتحقيق مستهدفاتها للوصول بنسب الصادرات السلعية إلى 100 مليار دولار سنوياً…” …بهذه العبارات التي عكست ثقل وأهمية السوق الأفريقي بالنسبة للدولة المصرية تحدث الدكتور طارق الهوبي رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء في حواره مع ” العالم اليوم” ، مؤكدا ان توسع التجارة الإقليمية يتيح للبلدان الإفريقية خطوة نحو بناء القدرات الإنتاجية والقدرة التنافسية.

واضاف انه لا شك أن إزالة الحواجز التجارية له أهمية كبيرة مع الاخذ بالاعتبار أنه سوق واعد يتمتع بمعدلات استهلاكية كبيرة وقادر على استيعاب نسب كبيرة من صادرات المنتجات الغذائية و الزراعيةالمصرية.

و بسؤاله عن الخطوات المطلوبة لتنشيط التعاون المشترك وخاصة مع استمرار تدني معدلات التبادل بما لا يليق بما يجب أن تكون عليه في ظل الاتفاقيات المتواجدة ، شدد الهوبي علي ان التعاون الإقليمي نابعًا من إدراك عميق للأهمية الاستراتيجية للمحيط الجغرافي وان علاقات مصر مع دول حوض النيل وعضويتها في الكوميسا يتيح لها نطاقاً أرحب من الحركة في مجال فتح الأسواق والحصول على مزايا نسبية جديدة.

ولفت الي التكتلات التجارية الافريقية التي تتواجد بها مصر وضرورة دعم التكامل الاقليمي فيما بينها من حيث انضمامها إلى اتفاقية السوق المشتركة لدول الشرق والجنوب الأفريقي “الكوميسا” وحتمية التواجد المصري في التجمعات الأفريقية التي تضم هذه الدول وبالأخص التجمعات الاقتصادية المتمثلة في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية” والتى تعتبر أكبر منطقة تجارة حرة في العالم حيث تجمع 55 دولة من الاتحاد الأفريقي وثماني (8) مجموعات اقتصادية إقليمية لإنشاء سوق واحدة للقارة” …و غيرها من التكتلات مثل السادك SADC، والإيكواس ECOWAS، والسين صاد CEN SAD، والإيكاس ECCAS، والإيجاد IGAD، واتحاد المغرب العربي UMA. وتجمع شرق افريقيا( EAC).

وبسؤاله عن الملتقي الأول الذي نجحت الهيئة في تنظيمه للمنظمات المعنية بسلامة الغذاء علي مستوي القارة وما تحقق خلال الفترة الماضية من التوصيات والنتائج التي تم الاتفاق عليها ، قال الهوبي أنه كان اجتماع رفيع المستوى لكبار مسؤولي تنظيم الأغذية للسلطات الأفريقية المختصة بالأغذية
وان إعلان القاهرة الذي تم اصداره نهاية فعاليات اللقاء في 13 أكتوبر العام الماضي 2023 قد اوصي بضرورة تعزيز الأطر التنظيمية الأفريقية التعاونية للأغذية لدعم تنفيذ استراتيجية سلامة الأغذية في أفريقيا 2022-2036، وتفعيل
الوكالة الأفريقية لسلامة الأغذية (AFSA).

واستطرد : ان البلدان الأفريقية تظهر التزاماً متزايداً بتحديث ومواصلة تعزيز إنتاجها الزراعي وإنتاجها الغذائي والأغذية الزراعية مع إتاحة فرص التنمية التي يمكن أن يكون لها آثار إيجابية مهمة على اقتصادات البلدان الأفريقية والقارة.

واضاف ان التقديرات تشير إلى أن إمكانات نمو التجارة داخل القارة في المواد الغذائية والمنتجات الغذائية الزراعية هائلة ويجب تعزيزها من خلال تعزيز المواءمة بين الأطر التنظيمية للأغذية الأفريقية الأمر الذي يتطلب تطوير المنتدى المناسب للحوار والتعاون بين البلدان الأفريقية المنظمين للأغذية.

وأكد ان ممثلي السلطات التنظيمية للأغذية الأفريقية بقيادة مفوضية الاتحاد الأفريقي وبدعم من الشركاء الدوليين في الاجتماع الافتتاحي لمنتدى السلطات التنظيمية للأغذية الأفريقية (AFRAF)، الذي انعقد في القاهرة خلال الفترة من 11 إلى 13 أكتوبر 2023 قد اعترف بضرورة تطوير آلية مستدامة للتعاون بين السلطات المختصة بالأغذية في أفريقيا لمعالجة بيئة الصحة وإنتاج الأغذية وتجارة الأغذية المتزايدة التعقيد والترابط،
وقرر إنشاء شبكة من السلطات الأفريقية المختصة بالأغذية على مستوى رؤساء السلطات، والمعروفة باسم منتدى السلطات التنظيمية للأغذية الأفريقية أو AFRAF بهدف العمل كمنتدى لتبادل المعلومات وتبادل الخبرات وتنمية التعاون بين السلطات المختصة بالأغذية في الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي .

واضاف انهم اتفقوا ايضا واوصوا بضرورة صياغة جدول أعمال للمبادرات التعاونية للمساهمة في تطوير مسار للأمام من أجل التنسيق والتكامل التنظيمي للأغذية الأفريقية كجزء من تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) ولمواجهة التحديات المشتركة التي تواجهها السلطات الأفريقية المختصة بالأغذية ومنظمة الأغذية والزراعة قطاع إنتاج الأغذية والأغذية الزراعية ، والمساهمة في تنفيذ التزامات استراتيجية سلامة الأغذية في أفريقيا (FSSA) – 2022-2036، من خلال دعم تشغيل بيئة تنظيمية للأغذية قائمة على العلم وفعالة في أفريقيا.

وقال الهوبي ان المنظمون المجتمعون في القاهرة اتفقوا ايضا على العمل من أجل اعتماد ميثاق ينظم عضوية وعمليات المنتدى الأفريقي لزراعة الأغذية واستخدام هذه الآلية كمحرك لتعزيز تطوير التعاون التنظيمي للأغذية بين الهيئات التنظيمية للأغذية في أفريقيا، بطريقة تدعم تفعيل AFSA وهو مكمل لجهود تنسيق الصحة والصحة النباتية التي يتم تنفيذها تحت رعاية المجموعات الاقتصادية الإقليمية في أفريقيا.

وبسؤاله عن أهم التحديات التي تواجه وفرة الغذاء علي مستوي القارة و الخطوات المطلوبة لمجابهة ذلك، اكد الهوبي أن هناك عديد من التحديات التي تواجه وفرة الغذاء ليس علي مستوي القارة فحسب وانما علي مستوي العالم اهمها تغير المناخ وشح المياه وفقدان التنوع البيولوجي وانخفاض إنتاج الغذاء.. وغيرها من التحديات التي تؤدي إلى ضعف الأمن الغذائي وتدفع الى المزيد من نقص الغذاء بالقارة.

و تابع : انه لمجابهة هذه التحديات لابد من إحداث تحول في الأنظمة الغذائية العالمية لتعزيز صحة المواطن الافريقي والاقتصادات وبناء القدرة على الصمود في مواجهة الأزمات.

وقال ان دعم الإنتاج والمنتجين كذلك يزيد معدلات التجارة في مستلزمات صناعة الغذاء والزراعة وان تشجيع الاستثمار في صناعة الأغذية وتعزيز التغذية على نحو مستدام لمساعدة البلدان ليس فقط على التصدي لحالات الطوارئ المرتبطة بالأغذية بل أيضا على إيجاد حلول مستدامة لتجنب حالات طوارئ في المستقبل.

وفيما يتعلق برؤيته حول أهمية معرض “فوود افريكا ” كمنصة مصرية وخطوة لتنشيط الصادرات والتعاون بين دول القارة، شدد رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء علي ان المعرض يعتبر نقطة إلتقاء رئيسية للصناعات الغذائية و الزراعية وانه يتيح الفرصة للمنتجين والمستثمرين والموزعين من مختلف القارة للقاء والتشاور ودراسة اوجه التعاون في قطاع الصناعات الغذائية و الزراعية، بما في ذلك مجالات المكونات والمواد الخام و مدخلات الانتاج ، و عرض لخطوط الانتاج الحديثة والتعبئة و التغليف، بالإضافة إلى الابتكارات في مجال المنتجات الغذائية الجديدة.

واضاف ان المعرض يسلط الضوء كذلك على اهمية و دور سلامة الغذاء فى الحفاظ على صحة المستهلك و كذلك دعم هذا القطاع فى السوق المحلى و فى تعزير تنافسيته فى الاسواق الاقليمية و العالمية.