شخصيات ثقافية بارزة تحتفل باليوم العالمي للفن الإسلامي

في يوم 20 نوفمبر، 2024 | بتوقيت 9:03 م

كتب: محمد لطفي

 

استضاف المركز الإعلامي الدولي المتعدد الوسائط التابع لوكالة “سبوتنيك”، الاثنين الماضي، أعمال الطاولة المستديرة بصيغة “الفيديو كونفرنس” بين موسكو وسانت بطرسبورغ، الدوحة، بيروت، القاهرة، دمشق، المكرسة للاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي.
وشهدت الفعالية مشاركة نخبة من الشخصيات البارزة من بينهم ميخائيل بيوتروفسكي، مدير متحف “الأرميتاج” الحكومي، وشيخة النصر، مديرة متحف الفن الإسلامي القطري، ومدير عام متحف الشرق، وألكسندر سيدوف، الباحث العلمي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، والمصور اللبناني – الفرنسي باتريك باز، مدير ومؤسس مركز بيروت للتصوير الفوتوغرافي، ورينات أبيانوف، رئيس دائرة الثقافة في الإدارة الروحية لمسلمي روسيا، إمام مسجد موسكو المركزي وعالم الإثنوغرافيا، وصلاح المغاوري، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط “مينا”.

وناقش الخبراء خلال الاجتماع الاتجاهات الحالية ومناحي التطوير في مجال الفن الإسلامي، وتم التطرق إلى مسائل العمل في قطاع المتاحف، وكذلك مواضيع التعاون الدولي بين روسيا والبلدان العربية في سياق المشاريع الثقافية المشتركة، فضلاً عن آفاق توسيع التعاون في مجال المعارض مع دول منطقة الشرق الأوسط.

وفي السياق ذاته، افتتح النقاش ميخائيل بيوتروفسكي، مشيراً إلى أن “التعاون بين روسيا والدول العربية شهد تطوراً فعالًا، في السنوات الأخيرة”، إذ تحدث مدير متحف “الأرميتاج” عن المشاريع والعمل مع متحف عُمان، قائلًا:
نحن نتواصل على مستوى مرموق، فعلى سبيل المثال، هناك قاعة عُمان في الأرميتاج، وهناك قاعة الأرميتاج في متحف سلطنة عُمان الوطني، كما سيتم في المستقبل القريب افتتاح معرض آخر للأرميتاج في مسقط، مخصص لنماذج من الفن الإسلامي.

وفي حديثه عن المتاحف الأخرى الموجودة في بلدان الخليج، تطرق بيوتروفسكي إلى العلاقات القوية مع متحف قطر، قائلًا:
في المستقبل القريب نقوم بإعداد معرض مخصص للإضاءة والمصابيح في الفن الإسلامي، ونأمل أن نحصل على بعض الأشياء من متحف قطر.

وفي حديثه عن التعاون مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، أشار عميد كلية الدراسات الشرقية في جامعة سانت بطرسبورغ الحكومية، بالقول: “المشاورات المستمرة”، وتعليقاً على أهمية عمل المتاحف في أصعب الظروف، قال ميخائيل بيوتروفسكي:
المتحف كان دائماً حافظاً وحامياً للثقافة في ظروف الصراعات والمواقف الصعبة.

وتحدثت مديرة متحف الفن الإسلامي، السيدة شيخة النصر، عن أهمية الحفاظ على مكانة المتاحف باعتبارها “جزءًا لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية في قطر”.
وخلال حديثها عن التعاون الدولي، أعربت النصر عن خالص الامتنان للسيد بيوتروفسكي، لإتاحة الفرصة لتحقيق التعاون مع متحف “الأرميتاج” وأشارت قائلة:
نحن سعداء للغاية بالعمل مع متحف الأرميتاج ونأمل أن يستمر هذا التعاون في المستقبل، وكذلك مواصلة إقامة المعارض المشتركة.

وفي السياق ذاته، صرحت مديرة متحف الفن الإسلامي أنه من أهم وظائف المؤسسة، أولا وقبل كل شيء، “الحفاظ على التراث الثقافي للعالم الإسلامي والتفاعل الفعال مع الجمهور من خلال البرامج التعليمية، فضلًا عن تعزيز التبادل الثقافي والحوار”.
وأشار مدير عام متحف الشرق ألكسندر سيدوف، إلى أن “المتحف يعرض سنوياً مشاريع تتعلق بالفن الإسلامي”، وفي عام 2025، أعلن سيدوف عن اثنين من المعارض الرئيسية المخصصين لمختلف جوانب تطور الفن الإسلامي في روسيا، حيث سيتم عرض أكثر من 100 قطعة متحفية في معرض “روائع الفن الإسلامي”، كما سيتم إيلاء اهتمام خاص للفن الإسلامي في روسيا وعلى وجه الخصوص في داغستان و جمهورية القرم ومنطقة الفولغا.
وأكد ألكسندر سيدوف أن “العديد من المعروضات سيتم عرضها لأول مرة بعد الترميم، حيث سيتمكن جمهور موسكو أيضًا، في العام المقبل، من التعرف على مجموعة متحف “حمزاتوف” للفنون الجميلة في داغستان، وذلك خلال مشروع معرض متحف الشرق “الاستيحاء من السجاد”.

وتحدث مدير مركز بيروت للتصوير الفوتوغرافي، باتريك باز، عن المعالم الرئيسية في تطور فن التصوير الفوتوغرافي في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هناك الآن انتقال إلى مرحلة جديدة في تطور هذا الاتجاه، وتابع قائلاً:
لقد تمكنا من اتخاذ خطوة كبيرة إلى الأمام لأننا ندرك مدى أهمية التصوير الفوتوغرافي للفن الإسلامي، فهو يسمح لنا ببناء الجسور بين الفن الجديد والتقليدي ودراسة التاريخ ومعالجة المسائل والقضايا الاجتماعية، والجدل حول الصور النمطية، لا سيما فيما يتعلق بالصور النمطية الثقافية للشرق.

وتحدث رينات أبيانوف، عن المشاريع الثقافية للإدارة الروحية لمسلمي روسيا، وأهمها مسابقة موسكو الدولية لتلاوة القرآن، وأضاف بهذا الشأن، قائلاً:
تقام المسابقة في موسكو منذ 22 عامًا، وقد تمكنت من ترسيخ مكانتها، حيث أصبحت بالفعل منصة معروفة على نطاق واسع. علماء بارزون وباحثون في علوم القرآن يأتون إلى هنا من أجل المشاركة، أما جائزة دبي المرموقة فقد باتت الإنجاز الكبير للمسابقة، حيث تم الاعتراف بالمسابقة كأفضل مسابقة لتلاوة القرآن الكريم تقام في دولة غير عربية.