الذهب الأصفر جوهرة الصحراء

بقلم / عماد حمدى منسى

سمي الذهب بهذا الاسم حسب ترجيح لأقوى الروايات لأنه يذهب بالعقول إلى غير توقع عند امتلاكه أو تمنيه.
و أطلق على الذهب في مصر القديمة اسم «نبو» وكان الاسم الذهبي ( أو اسم حورس الذهبي ) هو أحد الألقاب الخمسة التي كان يتقلّدها فرعون مصر ابتداءً من الأسرة الثالثة.

ويعتقد المؤرخون وغيرهم من الخبراء أن أول من اكتشف الذهب على الإطلاق كان المصريين القدماء حيث وجدوا المعدن الأصفر لأول مرة حوالي عام 2450 قبل الميلاد. وذلك من خلال أعمال التنقيب بالصحراء الشرقية والبحر الأحمر والنوبة، كما أنهم برعوا فى صنعته، لذا نجد أن الذهب لديهم كان له حضور قوى وفعال في حياتهم ، فهم من اكتشفوه وصنعوه ولبسوه ونحتوه، ولكنهم لم يعبدوه.

أن مصر دائما ماتذخر بالكنوز والتاريخ خير شاهد علي ذلك من خلال الاكتشافات الاثرية من أن لاخر كما تمتلئ المتاحف بالآثار التي تمثل عصور متلاحقة وحقبا زمنية مختلفة و التي تدل علي عظمة التاريخ المصري ولعل أشهر الكنوز
والتي ظلت حديث العالم، كنوز الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، التي عثر عليها المستكشف البريطاني هوارد كارتر، في العام 1922. وقد نُسب الفضل إلى عالم كيمياء مصري يُدعى زوسيموس حيث عثر علي الذهب بالصدفة أثناء تعدينه وبحثه عن معادن اخري في منطقة النوبة.

وللذهب إستخدامات عديدة منها الإقتصادي حيث لا يمكن لدولة أن تنشئ عملة خاصة بها تمثلها بين العالم إلا حينما تحتفظ باحتياطي ذهب مماثل لهذه العملة، بالإضافة إلى صناعة الحلي وبعض الصناعات التقنية الالكترونية كالتي نشهدها اليوم من هواتف والكترونيات.
كما أصبح بالإمكان توظيف الذهب في الشفاء من العديد من الأمراض مثل الروماتويد والعين الأرنبية و حديثاً في علاج السرطان باستخدام النظارة المشعة.

ويوجد الذهب في حالة نقية وقابلة للعمل تقريبًا، في حين تميل معظم المعادن الأخرى إلى التواجد في أجسام خام تشكل بعض الصعوبات في الصهر. ولا شك أن الاستخدامات المبكرة للذهب كانت زخرفية، وكان بريقه وديمومة وجوده (لا يتآكل ولا يتشوه) مرتبطًا بالآلهة والملوك في الحضارات المبكرة.

وتذخر مصر بنحو 270 موقع ذهب، بينها 120 موقعا ومنجما معروفين وتتوزع إلى 4 قطاعات ومن أهم المناجم التي يوجد بها احتياطي كبير من الذهب مناجم
( السكري ‘ إيقات ‘ حمش ‘ وادي العلاقي ‘ عتود ‘ البرامية ‘ أبو مروات ‘ أم عود ، بالإضافة إلى منطقتي حلايب وشلاتين ومنطقة المثلث الذهبي .

وتولي وزارة البترول والثروة المعدنية أهمية كبري لملف التعدين وبتشجيع وتحفيز من معالي الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ، حيث يشكل قطاع التعدين عنصراً أساسياً من عناصر الدخل القومي لذلك كان لابد من العمل المخطط والمدروس والجاد مع وضع تشريعات جديدة تضمن الاستفادة القصوى للثروة المعدنية ولضمان تحقيق هذا الهدف أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، أن الدولة تعمل على تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية، والآن نعمل في الإجراءات التشريعية لتنفيذ هذا القرار. إنطلاقا من أن الثروة المعدنية في أي من دول العالم هي أحد الدعامات الأساسية التي ترتكز عليها في تطوير صناعاتها وتنمية اقتصادها .

وكان لزيارة المهندس كريم بدوي لمنجم السكري وجولاته ولقأءاته داخل الموقع والتي اتسمت بروح الأخوة والمحبة والمشاركة في حب مصر ، أثراً بالغا وفعالا علي نفوس العاملين في المنجم وادراكهم بحجم المسؤولية الموضوعة علي عاتقهم لبذل المزيد من الجهد لتنمية وزيادة الإنتاج .

ويتم استخراج الذهب بطريقتين ، التقليدية القديمة وهي حفر المناجم وتفتيت الصخور اللماعة، والثانية هي الحديثة ويتم خلالها عمل دراسات جيولوجية لمناطق تواجد الذهب في طبقات الأرض الداخلية باستخدام آلات ضخمة تقوم بعمل حفر عميقة في هذه المناطق، ويتمّ استخراج معدن الذهب بشكله الخام مع الصخور والمعادن الأخرى التي تلتصق فيها ثم تبدأ عملية تنقيته من الشوائب والمعادن الأخرى المتواجدة معه.
وأخيراً إذا كان الماضي عريق فالمستقبل مشرق بإذن الله

عماد حمدى منسى
[email protected]