ناقشتها ندوة “إطلاق دليل البناء الأخضر”.. ” كفاءة الطاقة و جودة البيئة” كلمة السر نحو مستقبل أخضر
في يوم 6 نوفمبر، 2024 | بتوقيت 9:43 ص
كتبت: شيرين سامى
يؤدي تحسين كفاءة استخدام الطاقة، لا سيما في قطاع المباني، دورا أساسيا في التخفيف من آثار تغير المناخ ما يحتم ضرورة زيادة الجهود المبذولة في هذا المجال. كما يتيح تحسين الكفاءة حصول الفئات المعرضة للمخاطر على المزيد من خدمات الطاقة وبالتالي خفض الانكشاف على مخاطر نقص الطاقة.
و تعد مستويات كفاءة استخدام الطاقة في المنطقة العربية منخفضة مع ارتفاع مستويات استخدام الطاقة للفرد الواحد ، ويعود ذلك جزئيا إلى معونات دعم الوقود الأحفوري والكهرباء.
ونظرالأهمية قطاع المباني من حيث انبعاثات الكربون، لا بد من زيادة الاستثمار في كفاءة استخدام الطاقة في هذا القطاع، واعتماد أدوات تمويل جديدة وتنفيذها.
فى هذا الصدد ، عقد المركز القومي لبحوث الاسكان والبناء ندوة ” إطلاق دليل البناء الأخضر ” بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) .
وقد صرح ا.د. محمد مسعود السعداوي رئيس المركز أن الدليل يعتبر مرجعاً هندسياً مساعداً في فهم وتطبيق معايير البناء الأخضر، حيث يقدم إرشادات تدعم الممارسات الخاصة بالمباني الخضراء عن طريق زيادة كفاءة استخدام الموارد، بما في ذلك الطاقة والمياه ومواد البناء، خلال المراحل المختلفة لدورة أعمال البناء بداية من إختيار الموقع وصولا إلى الإدارة والتشغيل وحتى نهاية العمر الإفتراضي للمبنى.
و أوضح ان .
و شملت حلقة النقاش الأولى “محور استدامة الموقع ، و محور كفاءة استهلاك المياه”، بينما شملت حلقة النقاش الثانية ” محور كفاءة الطاقة ، و محور الجودة البيئة الداخلية” ، بينما شملت حلقة النقاش الثالثة ” محور المواد والموارد و محور الإدارة والتشغيل”.
كفاءة الطاقة
و فى كلمتها قالت ، ا.د. هند فروح مدير معهد العمارة والاسكان – بالمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، رئيس فريق إعداد دليل البناء الأخضر ، أن قطاع البناء يستهلك أكثر من ثلث إجمالي الإستهلاك العالمي للطاقة، مما يجعله أكبر القطاعات إستهلاكا للطاقة.
و اوضحت ان الإتحاد الأوروبي ،قد حدد الكفاءة في استخدام الطاقة ، بإعتبارها واحدة من أفضل الطرق لتعزيز تأمين الطاقة على المدى الطويل ، موضحة أن تقليص الطلب على الطاقة يبدأ بالبناء الكفء من حيث إستغلال الطاقة و من حيث التكلفة من مرحلتي التصميم المعماري وبناء غلاف المبنى.
و أوضحت ان ، الدليل الإرشادي لكفاءة استخدام الطاقة بالبناء يستند إلى أفضل الممارسات الدولية، و هو احد اهداف دليل البناء الأخضر.
و أشارت د.هند فروح فى حديثها ل ” العالم اليوم” إلى مواصفات غلاف المبنى الكفء في استخدام الطاقة،موضحة انه ينظم غلاف المبنى ” نقل الحرارة بين المساحات الخارجية والداخلية ، و تعد الكتلة الحرارية والعزل هما الإستراتيجيات الرئيسية للحد من النقل الحراري.
مشيرة إلى ان المواد ذات الكتلة الحرارية العالية لديها قدرة كبيرة على تخزين الحرارة ، و هذه المواد لديها كثافة عالية و تكون ثقيلة الوزن مثل الحجر أو الطوب الطفلي الطبيعي. فيمكنهم إمتصاص وتخزين الحرارة خلال النهار وتحريرها ليلا.
و أضافت أنه يتوفر لدى المباني جيدة العزل بالمناطق الحارة حمولة تبريد أقل نظرا لإنخفاض انتقال الحرارة من الخارج إلى الداخل. موضحة أن هذا يوفر جودة حياة أفضل في الفراغات الداخلية، ويعزز راحة وإنتاجية الاشخاص كما يقلل الحاجة للتبريد الإضافي.
و أوضحت ان مواصفات المواد و اختيارها هو جزء هام من تصميم البناء حيث ينبغي النظر في الخصائص الحرارية لدى اختيار وتحديد مواد البناء بالإضافة إلى مواصفات زجاج المبنى أيضا ، و ذلك لتحسين استهلاك الطاقة للمبنى ، هذا بالإضافة إلى ضرورة إحكام عزل الهواء بالمباني.
كما أشارت إلى ، ما يمكن ان يوفره تصميم المناطق الخارجية من ظل للمباني والمساحات الخارجية. فالأشجار والشجيرات تقوم بحماية أجزاء المبنى من الإشعاع الشمسي المباشر. وبالتالي تساهم في الحد من إستهلاك الطاقة اللازمة للتبريد.
جودة البيئة
بدورها قالت ، ا.د. منى عزوز، استاذ التصميم البيئى والتنمية المستدامة ووكيل معهد بحوث العمارة والإسكان بالمركز القومى لبحوث الإسكان والبناء ،أن للبيئة الداخلية
المحيطة بالإنسان تأثير كبير على صحته وراحته وإنتاجيته في العمل. لذا فإن هذا الجزء من الدليل الارشادى للبناء الأخضر يهدف إلى تحسين جودة البيئة الداخلية بالمباني للمحافظة على صحة وراحة جميع مستخدمي المبنى وزيادة إنتاجية العاملين ورفع مستوى و رفاهية المستخدمين بالبيئة الداخلية.
و اضافت ان ذلك يتضمن أيضا، المردود الإجتماعي فهناك مردود بيئي ينبع من تحسين جودة الهواء الداخلي وهو خفض استهلاك الطاقة التي تستخدم في تنقية الهواء الداخلي والتي تعتبر من أهم أسباب التغير المناخي. كما أن هناك مردود اقتصادي يظهر من خلال خفض مصاريف العلاج وتشغيل المبنى وكذلك زيادة القيمة الشرائية للمبنى عند البيع.
و أوضحت ان جودة البيئة الداخلية تعتمد على جودة الهواء الداخلي وتحقيق الراحة لمستخدمي المبنى سواء الراحة الحرارية أو البصرية وخلق بيئة تساعد على الحماية من المخاطر والتخفيف من الضغط النفسي لتعزيز جودة حياة مستخدمي المبنى.
تنمية مستدامة
و فى ذات السياق، اوضحت الدكتورة هبه محروس استاذ مساعد بقسم العماره بكلية الهندسه وعضو لجنة البيئة بنقابة المهندسين ، أن الجلسه الحواريه عن الدليل الإرشادي للمباني الخضراء ناقشت الاهمية الصحية لمستخدمين الفراغات المعماريه نتيجه للتاثر بمواد التشطيب الداخلي ، و التهوية الطبيعيه و الاضاءه الطبيعيه ، مما يترتب عليه اهميه المواد المستخدمه لتاثيرها علي جوده الهواء ، هذا إلى جانب التصميم الداخلي الأخضر نظرا لتاثيره علي الافراد نفسيا وبصريا وصحيا .
و اوصت د.هبه، أن يكون الدليل الارشادى بشكل عام ، أكثر انتشارا بتوعية المهندسين من خلال نقابة المهندسين بالقاهره والمحافظات ودمج الجهات الحكوميه لتطبيق آليات الدليل ، مشيرة إلى انها تمثل خطوه هامه لتحقيق التنمية المستدامه المستهدف تحقيقها في الدوله المصريه عام ٢٠٣٠.
توصيات
فى نهاية الجلسة اوصى المشاركون باطلاق دليل ارشاد البناء الأخضر من خلال استراتيجية محورية تهدف إلى تقليل الأثر البيئي وتعزيز الكفاءة في استخدام الموارد. من خلال تبني تقنيات ومواد بناء صديقة للبيئة، و تحقيق توازن بين التقدم العمراني والاعتبارات البيئية و الاقتصادية للمبانى الخضراء ، حيث أكدوا على ضرورة مواكبة النهج العالمى فى استخدام دليل للبناء الأخضر يتناسب مع معطيات المجتمع المحلي، و ذلك نظرا للتغيرات المناخية والتحديات البيئية المتزايدة، حيث أصبح البناء بطريقة مستدامة ضرورة ملحة لضمان الحفاظ على الكوكب للأجيال القادمة.