معهد المحاسبين الإداريين يناقش أهمية التشغيل الآلي والتحول الرقمي لتطوير أداء الوظائف المالية والمحاسبية

هنادى خليفة : جائحة كورونا ساهمت فى تسريع وتيرة التحول الرقمي وزيادة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية

أداء الحكومة والقرارات السريعة التي اتخذها المركزي ادت لتسهيل المعاملات المالية الالكترونية

في يوم 25 يوليو، 2021 | بتوقيت 12:50 م

كتبت: شيرين محمد

عقد معهد المحاسبين الإداريين (IMA) ،إحدى أكبر المؤسسات التي تعمل حصريًا على تطوير والنهوض بمهنة المحاسبة الإدارية، حلقة نقاشية بعنوان “التحول الرقمي في مصر” مع مجموعة مختارة من المدراء الماليين الذين يعملون في كبرى الشركات العالمية والإقليمية العاملة في مصر لمناقشة التحول المؤسسي الذى يعمل على دمج التكنولوجيا في الوظائف المالية والمحاسبية.
وحضر الحلقة النقاشية شريف الزيني، نائب الرئيس و المدير المالي في مجموعة السويدى للكابلات، وأحمد جمال، المدير المالي في مجموعة مستشفيات كليوباترا ، و سامر مصطفى، المدير المالي في شركة كورونا للشوكولاتة، و محمد علي، المدير المالي في شركة ليكسيل.
أدار الحلقة النقاشية هنادي خليفة، مديرة العمليات في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند لدى معهد المحاسبين الإداريين، حيث تبادل المشاركون خبراتهم وتطلعاتهم المستقبلية فيما يخص العديد من الموضوعات على رأسها كيفية التأكد من تدفق الإيرادات، تحديد الميزانيات فضلاً عن تبنى وتطوير تقنيات الحديثة لزيادة فرص النمو.
خلال الحلقة النقاشية، ناقش معهد المحاسبين الإداريين التأثير العميق للتحول الرقمي الذي يجتاح العالم حاليًا ويؤثر على المعتاد في كيفية إدارة الاعمال والحياة اليومية بشكل عام، كما تطرق النقاش الى الدور الحيوي الذي يلعبه المدراء الماليين في هذا التحول خاصة فيما يخص التوجه الى دمج التقنيات التكنولوجية الحديثة في العمليات اليومية لمؤسساتهم في جميع أنحاء مصر، حيث ان البحث عن الكفاءات وتطوير الاعمال على رأس أولويات المدراء الماليين. ومع الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بعد الجائحة العالمية، ظهر أهمية التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي لتسريع وتيرة تطوير الاعمال وزيادة الاستثمارات جنبا الى جنب مع توفير الموارد وزيادة الكفاءات المكتسبة. كما أكد المتحدثون على ان نجاح الاعمال حاليا يتم تقييمه من خلال مستوى التحول الرقمي في العمليات التنفيذية، والأسلوب الفكري بالإضافة الى كيفية تنظيم واستغلال الكفاءات والموارد المتاحة والتي تتم بقيادة المدراء الماليين الذى يأخذون زمام المبادرة لقيادة التحول في مؤسساتهم.
وأشادت هنادي خليفة، مديرة العمليات في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند لدى معهد المحاسبين الإداريين بثراء المناقشات والآراء التي تمت مشاركتها من قبل المدراء الماليين المشاركين عن خططهم المستقبلية في مرحلة ما بعد الجائحة، وقالت ” لطالما كان التحول الرقمي من الخطط المستقبلية للشركات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم ومصر، ولكن مع وجود الجائحة العالمية والإجراءات الوقائية التي فرضتها من زيادة الاعمال الافتراضية، والعمل عن بعد وغيرها من التدابير الاحترازية، ساهمت في تسريع وتيرة التحول الرقمي وزيادة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية.”
وأضافت خليفة “لقد كان من الجيد أن نرى فرق العمل في القطاعات المالية والمحاسبة في طليعة تبني التقنيات والعمليات الجديدة فحيث يأتي هذا التغيير مصحوباً بالحاجة إلى مهارات جديدة وهو ما يعمل المدراء الماليين على توفيره من خلال تطوير المواهب الشابة القادرة على قيادة المؤسسات في المستقبل.”
ولقد أطلقت الحكومة المصرية استراتيجيتها الوطنية “رؤية مصر 2030” التي تعكس الأبعاد الأساسية للتنمية المستدامة سواء البعد الاقتصادي أو الاجتماعي أو البعد البيئي لتحقيق مبادئ التنمية المستدامة للأمم المتحدة في كل المجالات.
ومن المحاور الأساسية لرؤية مصر 2030، هو “بناء مصر الرقمية” من خلال تطوير البنية التحتية، وتعزيز الشمول الرقمي، وتحقيق الشمول المالي، وتعزيز بناء القدرات وتشجيع الابتكار. ومع الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم والاعتماد على التكنولوجيات في أداء الاعمال، كان من الأهمية تسريع وتيرة التحول الرقمي وهو ما لمسناه خلال العام الماضي خاصةً في القطاع المالي مع زيادة انتشار الدفع الإلكتروني، المعاملات البنكية الالكترونية والمحافظ المالية الالكترونية وغيرها من الخدمات التي عملت على تحقيق الشمول المالي الرقمي على مستوى الأشخاص والشركات.
واشادت هنادى خليفة بأداء الحكومة المصرية والقرارات السريعة التي اتخذها البنك المركزي لتسهيل المعاملات المالية الالكترونية المدعمة بتطوير البنية التحتية.
ويعتمد التحول الرقمي على العديد من المحاور ابرزها البنية التحتية ، و العمالة المدربة والمؤهلة لهذا التحول ، و الابداع الرقمي مع ضمان الامن المعلوماتي .
ومن هنا تأتى أهمية تكاتف جهود القطاعين العام والخاص والمؤسسات التنموية للعمل على هذه المحاور من خلال تطوير البنية التحتية وجلب أحدث التكنولوجيات في مجال الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، وتحليل البيانات الكبيرة ومراكز البيانات، مع الاهتمام بالامن السيبراني لضمان الحفاظ على سرية المعلومات المتبادلة ،و اعداد الكوادر البشرية المؤهلة لقيادة التحول الرقمي في جميع القطاعات من خلال توفير برامج التدريب ومشاركة الخبرات العالمية والشهادات المعتمدة ، و جلب وتطوير الحلول التكنولوجيا الحديثة لمواكبة التطور السريع في هذا المجال .
ولقد تم انشاء معهد المحاسبين الإداريين منذ أكثر من 100 عام، ويقدم خدماته في 150 دولة حول العالم من خلال 350 مقر محلى ، ويعتبر المعهد واحداً من أكبر التنظيمات المهنية المرموقة التي تركز بشكل حصري على تطوير مهنة المحاسبة الإدارية من خلال التعليم المستمر وتكوين شبكات التواصل، والتشجيع على تبنّي أعلى مستويات الممارسات الأخلاقية في العمل.
و اهتمام المعهد الاساسي هو “الفرد”، فالكوادر البشرية تعد ثروة المؤسسات الحقيقية، حيث ان نجاح الاعمال حاليا يتم تقييمه من خلال مستوى التحول الرقمي في العمليات التنفيذية، والأسلوب الفكري بالإضافة الى كيفية تنظيم واستغلال الكفاءات والموارد المتاحة، والتي وجدنا انها تتم بقيادة المدراء الماليين الذين يأخذون زمام المبادرة لقيادة التحول في مؤسساتهم.
و أكدت هنادي خليفة انه خلال الفترة السابقة، كافة المؤسسات كان لديها العديد من التحديات تأتى على رأسها ضمان استمرار الاعمال، مع الحفاظ على العمالة (رأس المال البشرى)، لذلك كان للمدراء الماليين دور محوري خلال هذه الفترة. فالمدير المالي قاد عملية التحول الرقمي من خلال العديد من القرارات التي من شأنها عملت على استغلال الموارد الطبيعية والبشرية على أكمل وجه، مع تقليل التكاليف والتي من شانها الحفاظ على الإيرادات في معدلات تضمن استمرار العملية الانتاجية.
ولقد تضافرت كل الجهود مع اتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية من خلال تقليل التفاعل الاجتماعي وتطبيق استراتيجية العمل عن بُعد، ولقد نجحت الحكومة المصرية والمواطنين في هذا الاختبار وكانت مصر الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي حققت نمو اقتصادي إيجابي.
واشارت إلى انه على مدار أكثر من 50 عاما، يقدم معهد المحاسبين الإداريين شهادة “المحاسب الإداري المعتمد” CMA والتي تعمل على تطوير المهارات الشخصية والمهنية. فتقدم برامج التدريب التابعة للشهادة استراتيجيات عن كيفية التعامل مع مسؤوليات الإدارة المالية الداخلية المهمة، من بينها التخطيط وإعداد الموازنات وإعداد تقارير الأعمال وتحليل القرارات وإدارة المخاطر. كما ندعم تطوير المسيرة المهنية للأعضاء بتمكينهم من الوصول إلى مجتمع مهني ناشط فضلا عن تعزيز المعايير الأخلاقية لمعاملات الإدارة المالية الداخلية.
ويعد معهد المحاسبين الإداريين (IMA) هو واحد من أفضل الجمعيات للمهنيين الماليين ، و يقدم شهادة المحاسب الإداري المعتمد (CMA) المرموقة. تتمثل مهمة IMA في تعزيز التعليم والتطوير في مجال المحاسبة الإدارية والتمويل، والدعوة لأعلى الأخلاقيات وأفضل الممارسات التجارية ، وتوفير منتدى للبحث.
ويعتبر معهد المحاسبين الإداريين واحداً من أكبر التنظيمات المهنية المرموقة التي تركز بشكل حصري على تطوير مهنة المحاسبة الإدارية. كما يدعم المعهد هذه المهنة على المستوى العالمي من خلال عدة محاور مثل البحث وبرامج المحاسب الإداري المعتمد CMA و”الاعتماد في مجال الاستراتيجية والتحليل التنافسي” (CSCA) والتعليم المستمر وتكوين شبكات التواصل، والتشجيع على تبنّي أعلى مستويات الممارسات الأخلاقية في العمل. وتضم الشبكة العالمية لمعهد المحاسبين الإداريين، الذي تم اختياره للحصول على لقب الهيئة المهنية مرتين من قبل نشرة المحاسب/المحاسبة الدولية، نحو140 ألف عضو في 150 دولة و350 فرعاً محلياً للمختصين والطلبة.
ويقع المقر الرئيس للمعهد في مدينة مونتفيل بولاية نيوجيرسي الأمريكيّة؛ ويقدّم خدمات مخصصة عبر أقسامه العالمية الأربعة في كلٍ من الأميركتين، وآسيا/المحيط الهادي، وأوروبا، والشرق الأوسط/الهند.