د. محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة ل ” العالم اليوم”:  التأثيرات الكارثية لتغير المناخ تفوق تأثيرات الحروب عشرات المرات

اتخذنا اجراءات استباقية لولاها لكان هناك مشكلة كبيرة في الانتاج الزراعي والامن الغذائي..ولكنها لازالت غير كافية

في يوم 15 أكتوبر، 2024 | بتوقيت 6:30 ص

كتب: مني البديوي

اكد الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة والخبير الدولي بالتغيرات المناخية ان التأثيرات الكارثية لتغير المناخ قد تفوق تأثيرات الحروب عشرات المرات،  مشددا علي انه لا توجد منطقة في العالم بمناي عن تغير المناخ مما يستدعي دق ناقوس الخطر والاستعداد الدائم للتعامل مع هذه القضية الخطيرة.
واضاف في تصريحات ل ” العالم اليوم” ان مصر بموقعها الجغرافي لا يؤهلها تماما لتلقي الشكل العنيف من تغير المناخ ولكنه يوجد شكل اخر يمكن وصفه بانه تغيرات مناخية ” صامتة” نري تأثيرها ولا نري المظهر او بمعني انه يمكن أن نفاجيء بالتاثيرات بدون ان يكون هناك مظهر واضح او عنيف .
وأوضح أن اهم هذه التغيرات المناخية ” الصامتة ” تداخل الفصول المناخية بمعني ان الصيف والخريف والشتاء والربيع لا تعترف بالمواعيد الرسمية الفلكية لبداية الفصول حيث نجد علي سبيل المثال الصيف يلتصق بالشتاء بدون وجود ربيع ، مشيرا الي ان ذلك يؤثر علي نمط الزراعة في مصر والذي يتسم بانه نمط ” عروات” او مواسم زراعية وتلك ترتبط بالفصول حيث أن العروة مرتبطة بالبدايات والنهايات للفصول الفلكية وعندما حدث تداخل لهذه الفصول بدا يحدث مشاكل فعلية للتراكيب المحصولية الموجودة.
وأكد فهيم ان معظم المحاصيل تأثرت خاصة الخضر والفاكهة وان التأثير تفاوت في درجته ما بين خفيف او متوسط خلال الثماني أعوام الأخيرة.
وفيما يتعلق بالإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الحكومة ووزارة الزراعة تحديدا لمواجهة تأثيرات تلك التغيرات المناخية علي المحاصيل اوضح رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة انه بالفعل قد تم اتخاذ إجراءات ولولاها لكان هناك مشكلة كبيرة في الانتاج الزراعي والامن الغذائي وأولي هذه الإجراءات استنباط أصناف عالية الجودة  حيث تم استناط أصناف من القمح وهو المحصول الاستراتيجي الأول والقومي للمزارع والدولة قصيرة العمر قليلة الاحتياج المائى ومتحملة نوع ما للتغيرات المناخية ، بالإضافة الي أصناف عالية الإنتاجية يتراوح إنتاجها من 18 الي 20 اردب للفدان بدلا من القديمة التي كانت لا تتجاوز من 10 الي 12 اردب للفدان …وما حدث للقمح حدث لمحاصيل استراتيجية اخري مهمة مثل الأرز والذرة ..وغيرها.
واستطرد: ان المحور الثاني من إجراءات المواجهة التي تم اتخاذها تضمن تقديم خدمات الانذار المناخي المبكر والتي تستطيع أن تنتج توصيات في صورة إجراءات استباقية ووقائية وتحوطية للمزارع بحيث يقلل قدر الإمكان من التأثيرات السلبية لتغير المناخ .
وقال اننا حاليا علي أعتاب موسم الزراعة المصري الذي يزرع به محاصيل هامة علي المستوي القومي مثل القمح والقصب وبنجر السكر والفول والبصل والثوم ..والخضر التصديرية ..وبداية موسم النمو في الفاكهة وان الأمر يستدعي التركيز قدر الإمكان من كل المؤسسات المعنية لدعم المزارع خاصة الصغير لحماية المحاصيل من أثر هذه التغيرات من خلال نشر الممارسات الزراعية المتوافقة مناخيا مع نشر الخريطة الصنفية خاصة المحاصيل الاستراتيجية .
وأكد فهيم ان من أهم الإجراءات الاستباقية الإلتزام الصارم بالخريطة الصنفية بمعني عدم زراعة أصناف حساسة في الوجه البحري .
 وشدد علي اهمية رسائل وتوصيات الانذار المبكر للمزارعين لاتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة للحد قدر الإمكان من التغيرات المناخية، موضحا ان مركز تغيرات المناخ لديه العديد من سبل التواصل مع المزارعين .
واضاف ان الدولة تعمل علي الانتهاء من انشاء مراكز الخدمات الزراعية في قري حياة كريمة وهي مزودة بوسائل ومعاينات إرشادية لضمان وصول للمعلومات للمزارع حتي القرية .
واعترف رئيس مركز معلومات تغير المناخ انه علي الرغم من الإجراءات الاستباقية التي تم اتخاذها فانها لازالت غير كافية وأننا بحاجة الي إجراءات أكثر ، لافتا الي ضرورة وأهمية الوصول الي  عدد أكبر من المزارعين لتقديم خدمات الانذار المبكر لهم وكيف ان ذلك يتطلب امكانات مالية كبيرة وانه يجب علي شركاء التنمية دعم مصر في ذلك.