“عبد المسيح سمعان” يطرح تحديات عملية بناء الانسان في العصر الحديث وسبل التغلب عليها
بناء الانسان هو محور اساسي لتقدم المجتمعات ورفاهية الافراد
=========≈
شارك ا.د. عبد المسيح سمعان ،والدكتور عبد المسيح سمعان، عميد معهد الإدارة العالي – مقرر لجنة التعليم والبحث العلمي ببيت العائلة المصرية- استاذ الدراسات البيئية جامعة عين شمس ، صباح اليوم فى فعاليات الملتقى العلمي لإطلاق مبادرة «بالإنسان نبدأ» فى إطار المبادرة الرئاسية “بداية”التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، و ذلك تحت عنوان «بناء الإنسان وصناعة الحضارة نحو تكامل العلوم والقيم: بناء الإنسان في ظل التحديات الحديثة»، و بالتعاون بين الأزهر الشريف ممثلا في مركز الأزهر للفلك، والكنيسة المصرية ممثلة في المركز الثقافي القبطي، وبمشاركة بيت العائلة المصرية.
و أوضح د.عبد المسيح سمعان خلال كلمته ، المقصود ب مصطلح “بناء الانسان” ، حيث يشير إلي عملية تطوير وتنمية القدرات العقلية والنفسية والاجتماعية والروحية للفرد، بهدف تعزيز شخصيته وجعله قادراً علي مواجهة تحديات الحياة بشكل إيجابي، يتضمن ذلك التربية والتعليم، وتنمية القيم الاخلاقية، تنمية المهارات والقدرات الشخصية، وتعزيز الاحساس بالمسؤلية تجاه المجتمع.
و حول التحديات التى تواجه بناء الإنسان ذكر أنها تتمثل فى :”التحديات النفسية والاجتماعية،التعليم ،القيم الاخلاقية والمبادئ،التغيرات الاقتصادية،الهوية الثقافية والتعددية،التكنولوجيا والرقمنة
،و أخيرا التحديات البيئية” ، حيث تناول بالتفصيل كل واحدة على حدا.
وحول سبل التغلب علي التحديات التي تواجه عملية بناء الإنسان في العصر الحديث أكد د.عبد المسيح أنها تتلخص فيما يلى :
أولا- التعليم والمعرفة المتعددة شاملا التعليم الرسمى و الغير رسمى، حيث اشار إلى أن عملية التعلم يجب أن تكون مستمرة مدي الحياة.مشيرا إلى تنوع المعارف ،مما يتيح للفرد القدرة علي التواصل مع مختلف التخصصات.
وفي هذا الإطار ، أوضح أن التعليم والمناهج لهما دور هام جداً في بناء الإنسان لما لهما من ثقل في تكوين شخصية الطالب وبلورة فكره واتجاهاته وآرائه في كل مراحل دراسته وحياته.
و لفت إلى انه ، لمعالجة المناهج لقضية بناء الإنسان، لابد من اتباع نهجاً متوازناً يراعي فيه تنوع الافكار وتنمية أساليب التفكير النقدي وتعزيزه والتفهم العميق وتشجيع الآراء والحوار المفتوح.
وفي هذا السياق طرح عدد من المبادئ التى يمكن ان تؤدي لهذا التوجه كما يلى :
البند الأول- تعزيز التفكير النقدي والتحليل المنطقي للمناهج ، من خلال تشجيع الطلاب علي التفكير النقدي والتحليل الموضوعي للآراء المختلفة.
و من خلال الأساليب ، حيث يجب إدراج وحدات دراسية ودروس تشجع الطلاب علي تحليل ومناقشة المعتقدات والايدولوجيات من خلال التفكير النقدي والتحليل المنطقي، و يمكن استخدام نصوص فلسفية ونظريات علمية وموضوعات تاريخية لمساعدة الطلاب علي تقييم (تقديم) الحجج من مختلف الجوانب.
ثانيا- تعليم الاديان والفلسفيات المتنوعة للمناهج ، و ذلك من خلال تضمين دراسات متعددة عن الاديان والفلسفات، وهذا يتيح للطلاب فهماً شاملاً للمعتقدات المختلفة.
ثالثا- التشجيع علي الحوار المفتوح والاحترام للمناهج دعم الحوار والمناقشات ، و ذلك من خلال خلق بيئة تعليمية تشجع علي الحوار المفتوح والاحترام المتبادل بين الطلاب، يشمل ذلك تنظيم مناقشات ونشاطات صفية (في الفصول) تساعد الطلاب علي التعبير عن آرائهم والاستماع إلي وجهات نظر الاخرين والتفاعل الإيجابي.
رابعا- التعامل مع القضايا الاخلاقية والفلسفية للمناهج ، وذلك من خلال إجراء مناقشات وحوارات فى لقاءات مثل العلاقة بين الايمان والاخلاق ودور الدين في تشكيل القيم، و يمكن استخدام نصوص فلسفية منهجية وأمثلة عملية لبحث هذه القضايا.
خامسا- تقديم مواد ومعلومات متنوعة عن قضايا مختلفة للمناهج ، من خلال الكتب والمقالات والمصادر الرقمية والنشرات والمطويات والبوسترات والافلام في سياق المناهج وهو ما يساعد الطلاب علي الحصول علي معلومات متوازنة وشاملة والفهم الاعمق وتقديم رؤي للقضايا المختلفة.
سادسا -تطوير مهارات البحث والنقد والاستقصاء للمناهج بتطوير أساليب تنمية مهارات البحث والنقد والاستقصاء، و تعليم الطلاب كيفية إجراء بحث مستقل حول موضوعات مختلفة بما في ذلك كيفية تحليل ونقد المصادر وتقديم الحجج، ويمكن أن يشمل ذلك مشروعات بحثية وكتابة أكاديمية.
سابعا- تعليم الاخلاق والقيم من منظور متعدد ودمجها فى المناهج
من خلال عرض وبسبل متعددة ومناقشة القضايا الاخلاقية والقيمية، والمعتقدات، وتعليم الطلاب كيفية تقييم الافكار المختلفة بشكل عقلاني واخلاقي مع دراسة القضايا الاخلاقية، مثل العلاقة بين الايمان والاخلاق لتطوير فهم عميق لكيفية تأثير المعتقدات علي القيم والسلوكيات.
ثامنا- تعليم التفاهم الثقافي والديني للمناهج ، من خلال تعزيز فهم الطلاب للتنوع الثقافي والديني و دراسة كيف تؤثر المعتقدات علي المجتمعات وتطوير قدرة الطلاب علي الفهم الصحيح والتعامل بشكل إيجابي.
تاسعا- تدريب المعلمين في معالجة القضايا المجتمعية للطلاب ، حيث أنه لابد من توفير تدريب متخصص للمعلمين حول كيفية معالجة القضايا المجتمعية بشكل موضوعي وفعال ويشمل ذلك تعليم استراتيجيات لتسهيل المناقشات والمناظرات الحساسة وتوفير بيئة تعليمية داعمة، مع التأكيد علي تدعيم قناعاته الفكرية وفهم العقائد بشكل سليم.
و أكد د.عبد المسيح انه ،بشكل عام يمكن تنظيم العديد من ورش العمل والندوات والمؤتمرات واستخدام الاذاعة المدرسية وأنشطة إعداد المجلات والمسابقات وتكوين أسر مدرسية باشراف الاخصائي الاجتماعي.
• البند الثانى – القيم الاخلاقية والاجتماعية:
حيث يجب ان يعمل الإنسان الحديث علي تعزيز القيم الإنسانية مثل العدالة، والمساواة، والحقوق المدنية، حيث تزداد أهمية تحقيق التكافؤ الاجتماعي مع تعقيدات العالم المعاصر.
البند الثالث – الصحة البدنية والعقلية:
حيث أن صحة الإنسان الجسدية تعزز قدرته علي العمل والتعلم والمشاركة الفعالة في المجتمع. الأنشطة البدنية مثل الرياضة والنظام الغذائي المتوازن تسهم في تحسين نوعية الحياة. وفي ظل ضغوط العصر الحديث، يجب الاهتمام بالصحة النفسية من خلال طرق مثل التأمل، ممارسة الهوايات، وإدارة الضغط، لضمان توازن الحياة الشخصية والمهنية.
البند الرابع – المرونة والتكيف:
حيث إن الإنسان العصري يجب أن يتسم بالمرونة والقدرة علي التكيف مع الظروف المتغيرة، سواء كانت تلك الظروف اجتماعية أو اقتصادية أو بيئية. هذه المهارة تجعله قادراً علي مواجهة الأزمات والفرص بشكل فعال.
بالاضافة إلىالتعلم من الفشل والقدرة علي رؤية الفشل كجزء من رحلة التعلم والتطور الشخصي هي مفتاح النجاح في العصر.
البند الخامس – التواصل والتعاون:
من خلال التواصل بين الثقافات حيث انه مع تزايد العولمة والتواصل بين مختلف الشعوب والثقافات، يجب أن يكون الإنسان قادراً علي فهم واحترام التنوع الثقافي والاجتماعي، والعمل بفعالية مع أشخاص من خلفيات متنوعة.
بالاضافة إلى العمل الجماعي و التعاون والعمل ضمن فرق أصبحا عنصرين حاسمين في النجاح المهني والشخصية. يجب علي الفرد تطوير مهارات القيادة والعمل الجماعي، وفهم كيفية إدارة الصراعات بشكل إيجابي.
البند السادس- الاستدامة الشخصية والمجتمعية:
و هو ما يعنى التفكير في الأجيال القادمة ، حيث أن الإنسان الحديث يجب أن يفكر في تأثير قراراته وأفعاله علي الأجيال القادمة، سواء من الناحية البيئية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، هذا يتطلب منه مراعاة مبدأ الاستدامة في كل جوانب حياته.
البند السابع – التكنولوجيا والمهارات الرقمية:
حيث يجب إتقان الأدوات التكنولوجية فالإنسان الحديث بحاجة إلي أن يكون ملماً بالتقنيات الحديثة لكن بطريقة واعية ومرشدة مما يمنحه القدرة علي حل المشكلات المعقدة في الحياة اليومية والمهنية.
و اختتم د.عبد المسيح سمعان كلمته قائلا :”إن الإنسان في العصر الحديث يتطلب مزيجاً من المهارات الصلبة (المعرفة التقنية والعلمية) والمهارات الناعمة (التواصل، الذكاء العاطفي، التفكير النقدي). و الجمع بين هذه المهارات و هو ما يميز الإنسان الناجح والقادر علي التكيف مع تعقيدات الحياة الحديثة”.
عقد الملتقى بمركز الأزهر للمؤتمرات بمشاركة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ونيافة الأنبا أرميا، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، ونخبة من القيادات الدينية والعلمية.
شهد الملتقى جلسة حوارية بمشاركة الدكتور محمد الشربيني، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور أحمد رمضان صوفي، وكيل كلية العلوم للدراسات العليا والبحوث بـ جامعة الأزهر، والدكتور عبد المسيح سمعان، عميد معهد الإدارة العالي – مقرر لجنة التعليم والبحث العلمي ببيت العائلة المصرية- استاذ الدراسات البيئية جامعة عين شمس ، والدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، و أدار الجلسة الإعلامي الدكتور جمال الشاعر.