عبد المسيح سمعان : التربية البيئية تتجه نحو  تحقيق الوظائف الخضراء

أوضح، ا.د. عبد المسيح سمعان أمين عام المؤتمر – استاذ الدراسات البيئية جامعة عين شمس ، أن التربية البيئية تتوجه نحو تأصيل مفهوم جديد وهو الاقتصاد الأخضر لوظائف خضراء .مشيرا إلى ، ضرورة تضمين كل ما يتعلق بالبيئة وأبعادها ومشكلاتها وقضاياها وأبعاد التنمية المستدامة والأقتصاد الأخضر في كل مراحل التعليم النظامي من خلال المناهج الدراسية (من مقررات وأنشطة) والتعليم غير النظامي من خلال وسائل الإعلام ووسائط الثقافة علي اختلافها والتدريب وبطرق متعددة (كالمناقشات / الاستقصاءات / والتجارب العملية / والمناظرات / التمثيل ولعب الأدوار/ تحليل ودراسة الحالة/ العصف الذهني … الخ) مع استخدام كافة الأنشطة وتكنولوجيا التعليم من أفلام وخرائط وملصقات ورسومات وشرائح …الخ.

 و أضاف خلال كلمته ، التى ألقاها فى المؤتمر السنوي الرابع والعشرين للجمعية المصرية للتربية العلمية تحت عنوان ( التربية العلمية… توجهات مستقبلية ) ، انه يجب التأكيد علي نقطة في غاية الأهمية و هى أن عملية التربية والتعليم من أجل التنمية المستدامة ليس منتجاً تم الانتهاء منه وإعداده للتعبئة بل يتطلبان عمليات تعليم من كلا الجانبين المعلمون والدارسون وعلي المعلمون في إطار هكذا أن يفكروا ويتصرفوا باعتبارهم “وكلاء تغيير” ويحثوا طلابهم نحو حماية البيئة والتنمية المستدامة، فلهم الدور الحاسم في توجيه طلابهم نحو الوظائف التي تحمي البيئة وتصونها.

و أشار إلى أن ، الاقتصاد الأخضر ينطوى علي الفصل بين استخدام الموارد والتأثيرات البيئية وبين النمو الاقتصادي. وهو يتسم بزيادة كبيرة في الاستثمارات في القطاعات الخضراء، تدعمه في ذلك إصلاحات تمكينية علي مستوي السياسات، وتتيح هذه الاستثمارات العمومية منها والخاصة الآلية اللازمة لإعادة رسم ملامح الأعمال التجارية والبني التحتية والمؤسسات، وهي تفسح المجال لاعتماد عمليات استهلاك وإنتاج مستدامة، وزيادة نصيب القطاعات الخضراء من الاقتصاد، مما يؤدي إلي ارتفاع عدد الوظائف الخضراء واللائقة، وهو ما يساعد علي انخفاض كميات الطاقة والمواد في عمليات الإنتاج، وتقلص النفايات والتلوث، وانحسار كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بما يؤدي إلي تحقيق متطلبات التنمية المستدامة والقضاء علي الفقر .
كما أكد إن الاقتصاد الاخضر يوفر فرص عمل جديدة وإضافية ويعزز العدالة الاجتماعية في كافة المجالات.

فى ذات السياق لفت د.عبد المسيح إلى أن ، الوظائف الخضراء هو عمل يحد من تأثير النشاط الاقتصادي علي البيئة ويؤدي إلي خضرنة المنشآت والإقتصاد ويساهم في الوصول إلي عالم أكثر استدامة ويسهم في حفظ واستعادة وتعزيز جودة البيئة، فهي وظائف صديقة للبيئة أكثر مقارنة بغيرها من الوظائف وقد تحد الوظائف الخضراء من استهلاك المياه وتحسينها وتحسن أنظمة التدوير وليس بالضرورة أن ينتج عنها منتجات بيئية.

و أوضح أن ، الوظائف الخضراء هي أي وظيفة لائقة تسهم في المحافظة علي نوعية البيئة أو استرجاعها سواء في الزراعة، الصناعة، الخدمات، الإدارة، وهذه الوظائف من الناحية العملية: تخفض استهلاك الطاقة والمواد الخام، وتحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وتقلل من النفايات وتعيد تدويرها وتقلل من التلوث وتحمي النظم الإيكولوجية وتسترجعها وتمكن المنشآت والمجتمعات المحلية من التكيف مع تغير المناخ (مكتب العمل الدولي 2013).

و أضاف أن ، وظائف ذوي الياقات الخضراء تعد فرصة لذوي الياقات الزرقاء للتحول إلي أعمال مثل إزالة السموم من البيئة، وزيادة المساحات الخضراء وإعادة تجهيز المباني والألواح الشمسية والزراعة العضوية.

و حول أهمية الوظائف الخضراء أكد أن ، الوظائف الخضراء وسيلة لجذب الناس من المجتمعات الفقيرة إلي العمل من خلال تدريبهم علي المهارات لإنتاج المنتجات أو الخدمات الصديقة للبيئة. كما ستساهم الوظائف الخضراء في مستقبل أمن ونظيف وربما حان الوقت للبدء في البحث عن تلك الوظائف ولكن الأهم هو اكتساب مهارات جديدة للقيام بها .
و لفت إلى أن ، الوظائف الخضراء توفر وسيلة لتوليد العمل اللائق، بينما في الوقت نفسه تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة البيئية.
و تابع : إذا لم تكن الوظائف الخضراء السبيل إلي حل مشكلة تغير المناخ وحدها فقط، فهذه بعض الأمثلة علي أهمية الانتقال إلي الوظائف الخضراء:
1-  الفائدة الأساسية من الوظائف الخضراء أنها تدعم الانتقال من استخدام الوقود الأحفوري إلي استخدام الطاقة النظيفة، والحفاظ علي الموارد البيئية.
2-  مقابل كل دولار يستثمر فى الأقتصاد الأخضر تخلق المزيد من فرص العمل بمقدار ثلاث مرات مقارنة بالأستثمار بنفس المبلغ فى صناعة الوقود الأحفوري.
3-  بناء اقتصاد أخضر يعني بناء الاقتصاد المحلي، حيث أن الموارد مثل الطاقة الشمسية لا يمكن شحنها إلي الخارج، وستحتاج إلي عمالة محلية.
4-  الاستثمار في الوظائف الخضراء سيفيد الجميع، فبينما تهبط أسعار الوقود مما أدي إلي إنخفاض كبير في عدد العاملين بهذا القطاع، إلا أن أقتصاد الطاقة النظيفة تزدهر في جميع أنحاء العالم مع التوقع بتوفير 24 مليون وظيفة خضراء أخري عالمياً بحلول عام 2030، وبجانب نمو القطاع الوظيفي يتوقع أن يزيد إجمالي الناتج المحلي العالمي بمقدار 1.3 تريليون دولار، إذا ضاعفنا الإنتاج من كمية الطاقة المتجددة.

و أعطى د.عبد المسيح بعض الأمثلة للوظائف الخضراء ذكر منها ما يلى :
–     فني جودة المياه
–     فني خلايا الطاقة الشمسية
–     فني طاقة رياح
–     مهندس السيارات ذات الطاقة النظيفة

 قام بتنظيم المؤتمر رئيس الجمعية والمؤتمر ا.د منى عبد الهادي سعودي ، ا.د علي راشد نائب رئيس المؤتمر ، ا.د عبد المسيح سمعان أمين عام المؤتمر ،و ا.د محمد عبد الرازق أمين الصندوق.

حضر المؤتمر نخبة من أعضاء هيئة التدريس قسم المناهج وطرق التدريس وتكنولوجيا التعليم كلية التربية جامعة بنها، حيث تضمن الحضور : ا.د. فايز عبده ،ا.د فاطمة عبد الوهاب، وا.د سحر يوسف ، ا.م.د دعاء سعيد ،ا.م.د. رانيا عبد الفتاح ، د. اية حجاج ، د.رحاب جمال ، اضافة الى بعض الباحثين.
كما تم تكريم ا.د سحر بمناسبة ترقيتها لدرجة الاستاذية وتكريم ا.م.د رانيا عبد الفتاح بمناسبة ترقيتها لدرجة استاذ مساعد
د. اميرة ذكي لحصولها على جائزة الجمعية لبحثها المنشور في مجلة التربية العلمية.