أيقونة – تاريخ جديد –

بقلم / نجوى طه

في يوم 23 سبتمبر، 2024 | بتوقيت 11:51 م

كتبت: نجوى طه

ما حدث من تفجيرات لآلاف الأجهزة من البيجر وأجهزة الراديو في لبنان وأدى إلى إصابة الآلاف ومقتل ما لا يقل عن 37 شخصا، يعد علامة فارقة في تاريخ الحروب والتفجيرات، حيث ما تم قبل الثلاثاء 17 سبتمبر 2024، يختلف تماما عما تم وسيتم بعد هذا التاريخ الذي يمثل نقلة نوعية في العمليات الاستهدافية عن بعد.
الأمر عن جد مخيف، لأننا أصبحنا جميعا مهددون، فالأجهزة التي نحملها في أيدينا بات من السهل اختراقها والتحكم فيها عن بعد، لتفجير إنسان أو تدمير مكان وإحداث كارثة بمجرد الضغط على زر، يتم تنفيذ أي عملية إرهابية في أي دولة، يترتب عليها قتلى وجرحي كٌثر.
ومع التقدم التكنولوجيا والتوسع في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأنترنت الأشياء IOT، أصبح الخطر أكبر وأشرس لأن الهدف سيكون أسهل والنتائج أقوى، حيث سيتم اختراق شبكات الاتصالات الموصولة بالأجهزة المنزلية مثل الثلاجة والمايكروويف وغيرهم، وإحداث أي تفجير قد يتسبب في إحراق المنزل أو المكتب، أو تدمير المبنى بطرق لم نعهدها من قبل.
وهنا الأمر خرج عن السيطرة والتحكم أصبح صعب، فالتكنولوجيا ليس لها سقف لتقف عنده، وأيضا لا نستطيع أن نتجاهل ما يحدث حولنا، ولكن لابد أن نحذر جيداً فنحن شعوب مستهلكة للتكنولوجيا، وبالتالي لا نستطيع أن نمنع الناس من مسايرة التقنيات الحديثة، واستخدامها لتسهيل حياتنا ومساعدتنا في تنفيذ الأعمال المنزلية والعملية المختلفة.
ولان لكل اختراع وجهين وجهة إيجابي وآخر سلبي، فقد كشفت التكنولوجيا عن وجهها القبيح الذي لا نعرف مداه حتى الآن، ولا أتوقع أن يقف الأمر عند هذا الحدث الذي هز العالم وأثار الرعب في قلوب الجميع، خوفا من فقد السيطرة على التكنولوجيا الحديثة، واستخدامها في القضاء على البشرية.
وعلى الصعيد المحلي نجد أن هناك أجهزة محمول “مهربة” تدخل مصر، دون علم الجهات الرقابية ممثلة في جهاز تنظيم الاتصالات، ناهيك عن أنها لا تخضع للمواصفات القياسية العالمية، الأمر الذي يٌعرض مستخدميها للخطر جراء الانبعاثات التي تخرج من هذه الأجهزة، لذلك فهي تباع بأسعار رخيصة، وهذا بخلاف أن هذه الأجهزة تحمل أسماء ماركات شهيرة مثل ايفون وسامسونج وغيرهم وهذا غش تجاري، ولكن الطامة الكبرى أن يتم زرع مادة متفجرة في هذه الأجهزة “المهربة”، وتركيب مفتاح للتفجير عن بعد، مثل ما حدث في واقعة تفجيرات لبنان.. وهذا ما لا نتمناه – حفظ الله مصر وأهلها –
إلى لقاء آخر في حكاية تكنولوجية جديدة.