جيرمين عامر : كوكب المؤثرين .. احمد رمزي .. انفلونسر الاجيال للاقتصاد التشاركي Shared Economy

في يوم 21 سبتمبر، 2024 | بتوقيت 11:19 م

كتب: شيرين محمد

أكدت جرمين عامر – عضو اتحاد الاعلاميين العرب ستصدم .. عزيزي القارئ، عندما تعرف ان الفنان احمد رمزي – اول من طرح فكرة “الاقتصاد التشاركي” Shared Economy في فيلم “لا تطفىء الشمس” للكاتب احسان عبد القدوس واخراج صلاح ابو سيف 1961.
الذي يحكي .. قصة عائلة ارستقراطية، مكونة من الام عقيلة راتب وثلاث بنات هم : فاتن حمامة – شرين – ليلي طاهر. واثنان من الابناء هم : شكري سرحان واحمد رمزي.
فجاة .. تمر الاسرة بظروف صعبه، نظرا لفقد الاب. فتجد الام نفسها مسئولة عن خمسة ابناء. وتتوالي الاحداث الدرامية في سرد معاناة الابطال لاستكمال حياتهم وتعليمهم بنفس المستوي. فيحاول كل منهم المشاركة في تحمل مسئولية الاسرة وتوفير دخل مناسب للمعيشة.
وعندما جاء .. الدور علي الابن احمد رمزي – انفلونسر شباب الخمسينات والستينات. الذي ارسي قواعد Personal Branding الهوية الشخصية والبصرية للشباب بازيائهم وأفكارهم غير التقليدية وروحهم المتمردة ورغبتهم في التحرر من القيود الاجتماعية. قام بطرح فكرة مبتكرة !!

مبنية .. علي ابتكار حلول لادارة الاصول المملوكة للافراد بشكل مستدام ودون التفريط فيها, مع تحويلها الي مصدر مستدام للدخل المادي بدل من تركها دون تشغيل.
فكرة تطبيق اوبر وكريم !! القرن 21
بمعني ان يتشارك كل من : المالك والمستاجر والمستفيد في ادارة الاصل. من خلال تشغيل عدد من العمالة (سائقين) بالساعة. علي سيارات مملوكة لاشخاص , يقوم صاحب الشركة بتاجيرها مقابل مادي. ويقوم بعدها السائق بعمل رحلة النقل المطلوبة للمستهلك باستخدام السيارة المؤجرة. والمقابل المادي يقسم ما بين السائق وصاحب الاصل (السيارة) السيارة وصاحب الشركة.
بالطبع .. لانها فكرة خارج الصندوق في ذلك الوقت, واجهت برفض تام من افراد الاسرة. واتهموا احمد رمزي بالتهور والخروج عن التقاليد وعدم تحمل المسئولية.
لم يكن يتصور !! كاتب الرواية احسان عبد القدوس، ان الثورة التكنولوجية ستغير العالم وتتصدر آليات الاقتصاد التشاركي محاور استثمارات الافراد والمؤسسات في القرن ال21 باهم عشر تطبيقات هم : اوبر – Airbnb – Task Rabbit – Turo – Upwork – Posh mark – We work – Fiverr – Vrbo في مجالات : خدمات النقل – السفر والرحلات – تاجير المنازل – التوظيف – الملابس – الاعمال المنزلية – تاجير مساحات العمل …الخ.

فيتوج احمد رمزي – بلقب انفلونسر الاجيال للاقتصاد التشاركي Shared Economy. لتتعدي شعبية حدود جيله ويتحول الي ملهم لجيل الديجيتال. الذين يغيرون افكارنا ومعتقداتنا بلمسة سحرية علي شاشة الهاتف المحمول. ويتصدر معايير مصداقيه مؤثري السوشيال ميديا Credibilty Model من : ثقة – تفرد في المحتوي – تفاعل مباشر – صدق واستقلالية علي مدار قرنين من الزمان.

ومع التوسع الكبير في استخدام التكنولوجيا والمنصات الرقمية، شهد الاقتصاد التشاركي نموا هائلا في السنوات الأخيرة. يقدر بنحو 335 مليار دولار في عام 2023. ومن المتوقع أن يتضاعف ليصل إلى حوالي 1.5 تريليون دولار في 2030. وذلك وفقا لتقرير موقع الفهرس العربي الموحد في 2023.

وتشكل الفئات العمرية من 18 – 24 عام النسب الاعلي, من حيث عدد العمالة بالولايات المتحدة الامريكية. بنسبة توظيف بلغت 38.70% بينما الفئة من 25 – 43 عام بلغت نسب التوظيف 28.80%. في حين بلغت الفئة العمرية من 55 – 64 نسب توظيف 4.30%.

ولان ام الدنيا, اكبر اسواق منطقة الشرق الاوسط. والجمهور المصري بطبيعته مبتكر وعاشق للتكنولوجيا. الامر الذي ساهم في نمو قطاع الاقتصاد التشاركي، معتمدا علي المنصات الرقمية والتطبيقات التكنولوجية. فنجد منصة مثل : اوبر وكريم تخدم اكثر من 4 مليون مستخدم في 2020 ويعمل بها اكثر من 200 الف سائق.

وتعدي نمو الاقتصاد التشاركي حدود خدمات النقل والسيارات والمعدات. ليبدا مرحلة جديدة باسم الاقتصاد التعاوني في الريف المصري. من خلال تاجير الحيوانات التي تساعد الفلاح في الزراعة او في التنقل (البقرة والحمار) وكذا افران الخبز في الريف. كذلك خدمات الندابة التي تشارك في الحزن علي الميت .. الخ

وعندما نشر تقرير المجلس العالمي للسفر والرحلات عام 2015, اشار ان ترتيب مصر, الثالث بين الدول العربية في حجم مساهمة قطاع السفر والرحلات في الناتج القومي بمعدل 12.80% . الار الذي ساعد علي خلق العديد من فرص عمل خاصة عبر منصات مثل : تيم شير- OLX – Property Finder – Hosty للايجار واستغلال الاصول.

وارجع التقرير اسباب نمو الاقتصاد التشاركي عالميا الي حجم الاستفادة التي يتيحها للافراد والمؤسسات من مواردها وأصولها غير المستخدمة، مثل : السيارات، المنازل، الملابس، المعدات، وخدمات العمالة والمساحات المشتركة للعمل .. الخ.

فضلا عن السهولة الكبري التي توفرها التكنولوجيا والتطبيقات الالكترونية للمستثمرين. حيث تقوم بعملية ربط الافراد والخدمات معا. خاصة مع التوسع الحضري والعمراني وزيادة الكثافة السكانية.

واوضح التقرير ان الاقتصاد التشاركي يوفر موارد منخفضة التكلفة للمستفيد بدلًا من شرائها. كذلك يمنح خاصية المرونة في اختيار اوقات العمل والتشغيل.

ومع تغيير سلوكيات المستهلكين, باتوا يفضلون الوصول إلى الخدمات والمنتجات بدلًا من امتلاكها. خاصة مع تحوله نحو نمط الحياة المستدام وتقليل الهدر مثل: تأجير الأدوات، مساحات العمل المشتركة، معدات، أو ملابس لفترات زمنية قصيرة عبر منصات مخصصة لذلك.

ومن المتوقع أن يستمر الاقتصاد التشاركي في النمو عالميا خاصة مع التحسن في البنية التحتية الرقمية وتزايد انتشار التكنولوجيا. كذلك تطوير القوانين والتنظيمات لتوفير بيئة عمل مستقرة. بالاضافة الي التوسع الجغرافي وزيادة الأسواق النامية والناشئة. مما يساهم في نمو الطلب على الخدمات المرنة، خاصة بين الشباب، ورواد الأعمال.

بينما يبدو الاقتصاد التشاركي ملاذ امن لعدد من الافراد والمؤسسات. كذلك الدول التي تشجع الافراد علي الاستثمار المستدام لمواردهم واصولهم للقضاء علي العديد من المشاكل الاجتماعية مثل: البطالة والفقر. الا ان التحديات التي تواجه الاقتصاد التشاركي عديدة تتمثل في عدم ووجد قوانين تنظيمية.

وتعتبر الامارات وبالتحديد دبي البيئة الاكثر ملائمة لانطلاق عملية تنظيم وتقنين الاقتصاد التشاركي. ففي معرض اكسبو 2020, ارادت حكومة دبي توسيع نطاق اماكن اقامة السائحين والزوار, لتلبية ارتفع الطلب علي خدمات تاجير البيوت علي اساس يومي او اسبوعي او شهري لقضاء العطلات. الامر الذي اعطي دفعة كبيرة لضرورة وجود قوانين تنظم آليات الاقتصاد التشاركي. وتضمن تقييم دوري ومراجعة للاصول او الخدمات المقدمة وفقا لمعايير جودة محددة.