كاسبرسكي: اختراق إلكتروني واحد يكفي لتدمير شركتك

في يوم 19 سبتمبر، 2024 | بتوقيت 9:07 ص

كتبت: نجوى طه

في ظل الأحداث المترابطة والمتشابكة في العالم ، أصبحت الهجمات الإلكترونية أكثر تواتراً وخطورة من أي وقت مضى. وبصرف النظر عن حجمها أو قطاعاتها، تُعدّ الشركات أهدافاً بالغة الأهمية لمجرمي الإنترنت. إذ يمكن لهذه الهجمات أن تتسبب بأضرار جسيمة وتسفر عن تداعيات طويلة الأمد. وهنا تتعمق كاسبرسكي بالبحث في أثر الهجمات الإلكترونية على الشركات، وتكشف النقاب عن الخسائر الحيوية التي يمكن أن تتكبدها الشركات غير المحمية.
عندما نتأمل تأثير الهجمات الإلكترونية على الأعمال التجارية، فإن أول ما ننتبه إليه هو الخسائر المالية. ولعل أحد أمثلة الحوادث التي تسببت بخسائر مالية ضخمة هو الهجوم على Johnson Controls، وهي شركة كبرى في قطاع تكنولوجيا البناء، وقد تعرضت لحادثة برمجية فدية كبيرة نفذتها مجموعة القرصنة Dark Angels. وقد زعم المهاجمون أنهم سرقوا 27 تيرابايت من البيانات الحساسة، وطالبوا بفدية قدرها 51 مليون دولار. حيث نجم عن هذا الخرق اضطرابات جسيمة في أنظمة الشركة، وترك خسائر تجاوزت 27 مليون دولار. كما أثر الهجوم على العمليات التجارية لشركة Johnson Controls، بما في ذلك اضطرابات في أنظمة الفوترة، وزيادة في نفقات الاسترداد. وباعتبارها شركة ذات حضور عالمي، فقد كان للاختراق أثر كبير على علاقاتها وعملياتها التجارية.

فيما يلي، تستكشف كاسبرسكي ما يمكن للهجمات الإلكترونية فعله والأضرار التي قد تسببها بأعمالك.

الخسائر المالية
غالباً ما تؤدي الهجمات الإلكترونية إلى خسائر مالية مباشرة. وتعتبر هجمات برمجيات الفدية مثالاً صريحاً على ذلك، حيث يشترط المتسللون الدفع لاستعادة الوصول إلى البيانات، أو أنهم يقدمون على سرقة الأموال مباشرة. ولكن هذه ليست سوى البداية، إذ أن هناك العديد من العواقب الأخرى التي قد تؤدي إلى خسائر مالية كبيرة غير مباشرة. وبإمكان تلك العواقب أن تتعدى ما قد خسرته الشركة كحصيلة فورية للحادث بسهولة.

انقطاع التشغيل
يمكن أن تقود الهجمات الإلكترونية إلى إيقاف عملياتك. إذ تعتمد العديد من الشركات على بنيتها التحتية الرقمية لتخديم الأنشطة اليومية. وفي حالة تعرض الأنظمة للاختراق، تنهار الإنتاجية تباعاً. وفي الحالات الشديدة، قد تتعطل العمليات بأكملها لأيام أو حتى لأسابيع، مما يؤدي إلى خسارة الإيرادات، وانحدار جودة الخدمة، وخيبة أمل العملاء والشركاء، وفي ذلك تأثير إضافي على سمعة شركتك.

التكاليف غير المباشرة على المدى البعيد
حتى بعد إنتهاء الهجوم الإلكتروني مباشرة، تواجه الشركات في كثير من الأحيان آثاراً مالية على المدى البعيد. ذلك أن استعادة الأنظمة، وتحسين البنية التحتية للأمن السيبراني، وإدارة التداعيات القانونية ما هي إلا جزء صغير من التكاليف المعلقة الباقية. إضافة إلى ذلك، قد تستغرق الأعمال المفقودة والعلاقات المتضررة مع العملاء شهوراً أو سنوات لإعادة بنائها.

إلحاق الضرر بالسمعة
لا تقدر الثقة التي يضعها عملاؤك فيك بثمن. وإذا ما جرت سرقة بيانات العملاء في خرق أمني، فقد يُلحق ذلك ضرراً كبيراً بسمعة علامتك التجارية. فقد تقود خسارة الثقة هذه إلى إحجام العملاء وانتكاس الأعمال على المدى الطويل. وفي بعض الحالات، قد يكون خرق واحد كفيلاً بهدم الصورة العامة للشركة على نحو يتعذر معه إصلاحها.

في حال وقعت شركتك ضحية لهجوم ما، فقد يكون لذلك تأثير على علاقاتك مع الشركاء والموردين. وقد يفقد الشركاء الخارجيون ثقتهم في قدرتك على حماية البيانات المشتركة. وعلى نحو مماثل، قد تتعرض العلاقات الحيوية للأعمال للخطر في حال إخفاقك في التعافي سريعاً، أو إذا ما وضعت أنظمتك عمليات الشركاء موضع الخطر.

المشاكل القانونية ومشاكل الامتثال
في ظل وجود لوائح حماية البيانات مثل GDPR في أوروبا، أو HIPAA في الولايات المتحدة، يمكن أن يودي خرق البيانات إلى غرامات باهظة. فقد يترتب على الفشل في حماية البيانات الحساسة للعملاء أو الموظفين عقوبات جزائية ودعاوى قضائية. وعلاوة على ذلك، غالباً ما تواجه الشركات التي وقعت ضحية للانتهاكات معارك قانونية طويلة، الأمر الذي يزيد من تفاقم الضغوط المالية وتشويه السمعة.

ضياع الملكية الفكرية
بالنسبة للعديد من الشركات، تُعتبر الملكية الفكرية (IP) من بين أكثر الأصول قيمة. ويمكن أن تنطوي الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الملكية الفكرية على سرقة تصميمات المنتجات، واستراتيجيات التسويق، ومعلومات الملكية. وهذا أمر ضار بشكل خاص في الصناعات التنافسية مثل التكنولوجيا والأدوية، حيث يمكن لسرقة الملكية الفكرية أن تمحو الأفضلية التي أنفقت الشركة سنوات في بنائها.

حول الأمر، علق أوليج جوروبيتس، سفير الأمان لدى كاسبرسكي، قائلاً: «لا يقف المهاجمون مكتوفي الأيدي، بل هم كالذئاب التي ينبغي أن تكون متأهبة باستمرار للانقضاض على فريستها دون سابق إنذار. لذا، يتعين على الشركات أن تكون أكثر يقظة ومرونة من أي وقت مضى. ويجب عليهم التأكد من أن بحوزتهم الحلول والعمليات الصحيحة التي تسمح باكتشاف التهديدات واحتوائها بشكل فعال، فضلاً عن التعافي السريع. في كاسبرسكي، نحن ملتزمون بشدة بتوفير الأمان المرن الذي تحتاجه الشركات. ولدينا كل ما يستلزمه ذلك، من تقييمات استباقية وحلول وقائية متعددة الطبقات، بالإضافة إلى حلول الأمن المُدار ومعلومات تهديدات قابلة للتنفيذ. والأمر الأكثر أهمية هو أن لدينا الخبرة اللازمة لوضع هيكل الأمن السيبراني الدقيق لملفك الشخصي الفردي. إن النهج المتسق والشامل، مثل هذا النهج، هو الوحيد القادر على ضمان مرونة الأعمال الحقيقية ضد المخاطر الإلكترونية في يومنا هذا.»