أيقونة “كود عائلي”
المخاوف تتجدد من الذكاء الاصطناعي وتوغله في حياتنا لدرجة أن هناك دعوات يطلقها البعض لعمل كود أو باسورد يتم تداوله بين أفراد العائلة فقط حتى يتعرفون على بعضهم البعض, بعد أن انتشرت صور طبق الأصل للأشخاص وكأنهم طبيعيين وليسوا من تركيب الذكاء الاصطناعي. أصبح التعرف على الأشخاص الطبيعيين صعب في ظل كل هذه الاحترافية التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي, الأمر الذي بات مخيفا من التزييف الكبير في تجسيد الشخصيات والتي معها يمكن تزييف الحقائق واختلاق الأكاذيب, لذلك سيكون من الضروري أن يكون هناك كود تعريفي بين أفراد العائلة الواحدة وبين الأصدقاء لكي يتأكدوا أنهم يكلمون بعضهم البعض بعيدا عن الذكاء الاصطناعي. سيكون من الصعب التعرف على الحقيقي من المزيف, وستكون هناك برامج أخرى تكشف هذا التزييف الاحترافي, إلا أن ذلك سيكون فيه أيضا تشكيك كبير حتى يتم كشف الحقيقة من الزيف المتقن بنسبة تصل إلى 99 %. هذا التطور السريع يؤكد أننا على أعتاب حقبة جديدة يقودها الذكاء الاصطناعي تختلف فيها كل المعايير والمفاهيم القديمة لتتبدل بمعايير أخرى يجب أن نتعامل معها -بحذر شديد- حتى لا نقع فريسة لهذا التطور الذي بات قريبا ويهدد حياتنا الخاصة والعامة, ويمحو مهنا ويخلق مهنا أخرى ويسهم في انحراف بوصلة الأخلاق إما يمينا أو يسارا.. الأمر متوقف على طبيعة تعاطيك مع هذه التقنية الحديثة التي ستشكل طريقة حياتنا في المستقبل القريب. الخوف كل الخوف من دخولك في هذا المعترك التكنولوجي رغما عنك.. قد تجد نفسك بطلا من ضحايا الذكاء الاصطناعي, ولك صور وفيديوهات وتسجيلات لا علاقة لك بها, قد تتسبب لك في مشكلات أو قطع علاقات أو تشويه سمعة واتهامات بالتزوير والتلفيق… وهذا هو الوجه القبيح الذي نخشاه ولا نتمنى أن نعيشه قريبا أو بعيدا, لا سيما وأننا في المجتمعات الشرقية نرفض مثل هذه السلوكيات التي طرأت على مجتمعنا بسبب مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك, الموقع الأول في مصر للتواصل حيث بلغ عدد مستخدمي الفيسبوك في مصر 45.4 مليون مستخدم في يناير 2024 مقابل 42 مليون مستخدم في يناير 2023 بارتفاع بلغت نسبته 8 %. ولا يخفى عليكم ما تسبب فيه فيسبوك من حالات طلاق وقطع علاقات وتشويه سمعة وإلقاء التهم, وغيرها من الظواهر الغربية التي اعتدنا عليها اليوم من كثرة تكرارها, فما بالنا بالذكاء الاصطناعي وما سيفعله, خاصة وأنه تكنولوجيا متقدمة جدا تستطيع أن تقلد شكلك وصوتك وتوقيعك بدقة تتخطى ال90 %.
إلى لقاء آخر في حكاية تكنولوجية جديدة.