أيقونة – على أعتاب الحلم

خطوة تأخرت كثيرا اتخذتها الحكومة نحو التركيز مرة أخرى على توطين صناعة الإلكترونيات، لا سيما في ظل وجود إستراتيجية صناعة الإلكترونيات في مصر التي أُطْلِقت في ديسمبر 2013، وهذا يؤكد توجه الحكومة نحو تفعيل هذه الصناعة والتوسع فيها باعتبارها أحد أهم محاور خطة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات.
وما نشهده الآن من تحرك حكومي مكثف على رأسه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والاتفاقيات الخمس التي تمت في الصين على هامش مشاركة مصر في قمة منتدى التعاون الصيني ـ الإفريقي بالعاصمة الصينية بكين، يؤكد عودة الاهتمام والبدء السريع بتنفيذ خطوات عملية لتصنيع الإلكترونيات في مصر بشراكات عالمية على رأسها الصين.
وما يبشر بالخير أيضا إعلان شركة اتصالات مصر عن بدء تصنيع أول “راوتر” مصري بالتعاون مع الشركة المصرية لصناعات السيليكون «سيكو مصر»، بهدف تعزيز صناعة الإلكترونيات في مصر وزيادة نسبة المنتجات المصنعة محلياً، لزيادة الصادرات.
ومع وجود تجربة سابقة لشركة سيكو في تصنيع أول جهاز محمول مصري، ولكن التجربة لم تلق النجاح الذي كان متوقعاً لها، إلا أننا هذه المرة نعول كثيرا على هذا التعاون مع شركة “اتصالات” لنشهد أول “راوتر” محلي الصناع بمقاييس عالمية يستطيع المنافسة عالميا، لا سيما، وأن كل عناصر النجاح متوفرة من خبرات وإمكانيات وفرص للتصدير.
وأتوقع مع نجاح هذه التجربة الأولى ستكون هناك تجارب أخرى مماثلة ومتنوعة لشركات عالمية كثيرة، تشجعت لتبدأ أولى خطوات التصنيع في مصر، مستغلة المقومات التي تتمتع بها، من إمكانيات شبابية ماهرة ومدربة على أحدث التكنولوجيا العالمية، بالإضافة إلى توسط موقع مصر لقارات العالم، الأمر الذي يجعل من مصر، فرصة أمام الشركات لتصدير منتجاتها إلى دول العالم، بأسعار تنافسية لا سيما في ظل ارتفاع تكاليف الشحن عالميا.
ما نلاحظه من اهتمام حكومي بالإضافة إلى استعداد القطاع الخاص للمشاركة في تحقيق الحلم، نحو خلق قاعدة لتصنيع الإلكترونيات وتصديرها من مصر، يؤكد أن الأجواء مهيأة لاقتناص الفرص الدولية، لجذب مزيد من الاستثمارات في هذا المجال الواعد، الذي بدوره يسهم في زيادة الحصيلة الدولارية . كما تستهدف مصر زيادة مساهمة صناعة الإلكترونيات في الناتج القومي قرابة نصف تريليون جنيه وخلق ما يقرب من 300 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030.
إلى لقاء آخر في حكاية تكنولوجية جديدة.