أيقونة – علاقات السوشيال ميديا

بقلم نجوى طه

في يوم 3 سبتمبر، 2024 | بتوقيت 9:58 م

كتبت: نجوى طه

العلاقات الإنسانية معقدة جدا، لدرجة أنك لا تستطيع أن تتأكد أن كنت شخصاً محبوب أم مكروه، فالكل عنده أسبابه ليكرهك أو يحبك، ولكن الأغرب من ذلك ما نراه على صفحات السوشيال ميديا من تناقضات كثيرة، تحمل النفاق والرياء، والحب والعدوانية اتجاه البعض، ومهاجمتهم لمجرد أنك لا تتفق مع آرائهم، مثل ما يحدث مع بعض المذيعين المشاهير، منهم من يرى أنهم منافقين والآخر يتابعهم للتهكم عليهم وإظهارهم بصورة سيئة بأنهم عبيد لأصحاب القنوات التي يعملون بها، مع العلم أنهم لو كانوا مكان هؤلاء لفعلوا مثلهم وأكثر، ولكن النقد والسخرية أصبحوا سمة على السوشيال ميديا.

وأنا هنا لا أدافع أو أهاجم، ولا مع أو ضد، ولكني أرصد ظاهرة موجودة يعانيها الكثيرون ممن يقدمون محتوى، حيث نجد من يهاجمهم في المطلق، وكأنه بينه وبينهم عداوة، وعلى النقيض نجد من يمتدح بمبالغة شديدة لمجرد أن تكون هناك مصلحة أو منفعة من وراء هذا المديح الفج أو النقد اللاذع، الذي يصيب البعض بانهيار واكتئاب “الكلمة نور وبعض الكلمات قبور”.

وبعيدا عن المشاهير أصحاب المحتوى الذي يقدم عبر شاشات التلفزيون أو من خلال القنوات على اليوتيوب أو الفيديوهات القصيرة والصفحات على موقع الفيسبوك، نجد العلاقات بين مجتمع السوشيال ميديا مريبة جدا، هناك من ينافق بقوة، ويمدح شخص يبغضه، ولكن حتى تكتمل الصورة الجميلة، يضطرون إلى إرسال التهاني والتبريكات ليرسموا صورتهم أمام العامة بأنهم في سلام نفسي وتصالح مع الجميع!

وللأسف هذا عكس ما تكنه صدورهم، والله أعلم بالنيات، ولكني اقرأ تعليقات جميلة، وخلفها أسمع كلام مخالف تماما لما تعكسه مرآة السوشيال ميديا المزيفة للأحاسيس الإنسانية التي طٌمست ملامحها، وتغيرت مع متغيرات العصر الحديث إلا من رحم ربي.

ومن الطريف أننا سنشهد قريبا جدا أول Reality Show “عرض الواقع” لإحدى البلوجر التي ستقدم تجربة حية ليومها من داخل بيتها وعلاقتها بأبيها وباقي أفراد أسرتها، وللأسف هذا ما اعتاده البعض الآن من استعراض تفاصيل حياته أمام العامة حتى يجني أرباحاً من الليكات والمتابعة .. وبعد ذلك نشتكي من الحسد والحقد الذي أصاب كثيراً منهم بالأمراض، أودى بحياة البعض، وخرب حياة آخرين، وأفسد علاقات زوجية، وأسرية.

إلى لقاء آخر في حكاية تكنولوجية جديدة