” العالم اليوم ” تحاور حفيد المهندس المصرى محمد عبد الرحمن أول من أخترع العلامة المائية لمنع تزوير العملات الورقية النقدية

الدكتور وفيق عبد الرحمن : جدى قام بطباعه اصغر مصحف شريف عرفته البشريه " المصحف النضاره "

في يوم 11 يوليو، 2021 | بتوقيت 10:07 ص

كتبت: شيرين محمد

أكد الدكتور وفيق عبد الرحمن الطبيب والجراح وصاحب ومدير دار التيسير للطباعة أنه حفيد المهندس محمد عبد الرحمن أول من اخترع العلامة المائية لمنع تزوير العملات الورقية النقدية ، وأوضح أن المهندس محمد عبد الرحمن كان له السبق فى فترة العشرينات بإعداد بحث عن كيفية منع تزوير العملات الورقية والنقدية وذلك لإيمانه بسهوله تزويرها و الزج بالقطاع المصرفي للإحتيال والنصب فكان بحثه عن كيفية منع المطبوعات البنكيه من التزوير وتوصل لإختراع فكرة العلامه المائية التي تعد اعظم اختراع تآمين نقدي عرفته البشرية ، و قام بتقديمه للبنك المركزي المصري فى ذلك الوقت .
وأشار إلى أن محمد عبد الرحمن قد درس هندسه الطباعة في انجلترا و اشتغل لسنوات ثم عاد الي مصر كي ينهض بالصناعة ، موضحاً أنه قد اشتغل علي ذلك البحث لعده سنوات و انتهى منه فى العشرينات ، و قام بتقديمه للبنك المركزي المصري ، ولكنه لم يحالفه الحظ ولم يلقي بحثه اهتمام في ذلك الوقت كونه مكلف ماديا في تنفيذه ، لم ييآس فما كان منه الا أن توجه إلي انجلترا وطلب لقاء محافظ البنك المركزي في انجلترا و عرض عليه فكرته و براءه اختراعه وطلب منه ان يقوموا بدارسة البحث ان امكن.
وأوضح ان جده المهندس محمد عبد الرحمن قد عاد إلي مصر تاركا بحثه في يد الإنجليز املاً ان يلقي قبولهم و بالفعل تلقي خطاب بعد مرور شهر واحد من البنك الركزي البريطاني يطلب منه اعاده الزياره، لقد كان بحثه اعجاز علمي و سبق لم يكن له مثيل لشخص احب عمله ودرسه بشغف منقطع النظير ، وبالفعل وافق البنك المركزى البريطانى على تنفيذ البحث وعرض على المهندس محمد عبد الرحمن شراء اختراعه ، وتم بالفعل تنفيذه فى طباعة الجنيه الاسترلينى و بالفعل عاد الهندس محمد عبد الرحمن بعد ان اثبت جدوي اختراعه و كانت له اليد الأولي في التأمين النقدي علي مستوي العالم.
واشار إلى ان البنك المركزى المصرى قام أيضاً بتطبيقها فى عام 1930 ، وذاك بإعتبار أن مصر فى ذلك الوقت كانت تتبع انجلترا.
ولقد ظلت العملات الذهبية تمثل وسيلة التعامل حتى عام 1898 عندما تم إنشاء البنك الأهلي المصرى ومنح من جانب الحكومة امتياز إصدار الأوراق النقدية القابلة للتحويل إلى ذهب لمدة 50عاماً ، ولقد بدأ البنك الأهلى المصري في إصدار أوراق النقد لأول مره في الثالث من ابريل عام 1899 .
وفى عام 1930 ولأول مرة في تاريخ أوراق النقد المصرية تم استخدام العلامة المائية في إصدار أوراق النقد وأعقب ذلك في أواخر عام 1968 وذلك باستخدام خيطاً معدنياً ( في الأوراق التي إصدارها البنك المركزي المصري ) باعتبار ذلك ضماناً ضد التزييف ، وبدلاً من الاعتماد على التركيبات اللونية المعقدة وهناك ميزات أمنية أخرى ضد التزوير مستخدمة في المواصفات التفصيلية ، كما تم أضافه ( الهولوجرام ) إلى الفئات النقدية الكبيرة .
وفى التاسع عشر من يوليو عام 1960 صدر القانون رقم 250 والمعدل في الثاني من نوفمبر من العام نفسه بموجب القانون 377 بشأن البنك المركزي المصري والبنك الأهلي المصري و ينص القانون على إنشاء البنك المركزي المصري ويمنحه حق إصدار أوراق النقد المصرية ولقد تم إدخال عدة تغييرات على العلامة المائية وتصميم الأوراق والألوان .
توج البنك المركزي المصري جهوده في مجال إصدار النقد بإنشاء دار لطباعة النقد بدلاً من طباعتها في الخارج ، ولقد بدأت طباعة الفئات المختلفة في الأول من ديسمبر من عام 1968 كما قام البنك أيضا بطباعة بعض العملات العربية لصالح بنوكها المركزية .

وأشار الدكتور وفيق عبد الرحمن إلى أن عائله المهندس محمد عبد الرحمن صاحب اختراع العلامة المائية تعد اقدم عائلة امتهنت الطباعة في مصر، وافريقيا والشرق الأوسط، و لقد قام عميد الأسرة محمد مصطفي افندي بانشاء ثاني مطبعة في مصر بعد مطبعة بولاق لكي يتمكن من الإبداع و نشر الثقافة والتراث دون حدود فقام بانشاء المطبعة البهية المصرية عام ١٨٥١م والتي ساهمت بصوره كبيرة جدا في نشر معظم المطبوعات في ذلك الوقت سواء ثقافيه او تراث او دينية.
و بعد مرور سنوات قام عبد الرحمن محمد مصطفي بالإنضمام الي والده و توسعة كيان الطباعه من خلال اقامة ثاني مطبعه تابعه لهم انذاك والتي تم تسميتها بمطبعه مصر والتي ساد صيتها لسنوات كمثيلتها البهية المصريه ، ولم يكن عبد الرحمن محمد مجرد تابع لوالده في تلك الصناعه بل كان عاشق لها ، حيث ساهم بطريقه منفرده في كتابه اسمه في التاريخ، فقد قام بكتابه المصحف الشريف بخط يده اكثر من ٧ مرات بخطوط مختلفة و قام بطباعته ونشره في مصر والعالم الإسلامي .
تميز عبد الرحمن محمد بفكر سابق لأوانه علي أصعدة مختلفة ، وابنائه هم الدكتوره توحيده عبد الرحمن ثاني طبيبه مصرية بعد هيلنا سيداروس ، والمهندس محمد عبد الرحمن اول مهندس طباعه مصري ، والمحاميه مفيده عبد الرحمن اول محاميه مصريه في التاريخ ، صلاح عبد الرحمن .
المصحف النضارة
واكد دكتور وفيق عبد الرحمن أن طموح جده المهندس محمد عبد الرحمن لم يتوقف عند تلك النقطة بتاتا بل استمر يخترع بصفه مستدامه و يبتكر كل ماهو جديد فكان صاحب الفضل في طباعه اصغر مصحف شريف عرفته البشريه والذي اسماه ” المصحف النضاره ” والذي لابد من عدسه مكبره لقراءته ، و قام ايضا بتصميم المصحف الشريف كامل في صفحه واحده اعتادنا رؤيتها في بعض منازلنا ولم نعرف تاريخها او من قام بابتكارها ولقد كان مرشحاً لجائزه الدوله التقديريه لأكثر من مره .
وأشار إلى أن المهندس محمد عبد الرحمن قام بانشآء مطابع اسماها دار الصحف في عام ١٩٧١ و أصبحت الأشهر فى الوطن العربى بأسره، وقام بتصدير المصحف الشريف بشتى رواياته ( حفص / ورش وخلافه ) لمعظم البلدان العربية بل وقام باعداد ملحق كتبه بنفسه أسماه الملحق المعلم فاشتهرت مصاحفهم باسم المصحف المعلم نظراً لوجود ملحق يشرح أسس الاسلام وكيفية اقامة الشعائر بطريقة صحيحة دون الحاجة للرجوع إلى كل ماهو ليس بميسر على العامة أن احبوا إقامة الشعائر صحيحاً .
وأكد أن عطاء المهندس محمد عبد الرحمن استمر حتى اخر ايام حياته تاركاً لأسرته باع من العلم والصيت والشهرة غير مسبوق وصحيفة انجاز يفتخر بها .
وبعد وفاته قام ولدان من اولاده المهندس محمود محمد عبد الرحمن و الدكتور احمد حسام الدين عبد الرحمن باستكمال المسيرة المهنية وانشاء اكبر مطبعة فى مصر وهى مطبعة دار التيسير والتى تخصصت فقط فى طباعة الكتب المدرسية منذ انشائها حتى الان وتعد دار التيسير اليوم من كبرى المطابع سواء على نطاق الوطن العربى او افريقيا ، ولقد قامت الاسرة بمشاركة فعالة فى المجتمع المصرى لاكثر من 170 عاما من العطاء .