محمد عبد العال : لن يكون هناك اثنين اسود !!
في يوم 5 أغسطس، 2024 | بتوقيت 5:53 م
كتبت: شيرين محمد
فى عام 1987، تعايش العالم مع يوم اشتهر بـ “الاثنين الأسود”، حيث انهارت الأسواق العالمية بشكل مفاجئ وسريع، مما أدى إلى خسائر ضخمة.
ومع تطور الاحداث فى الأسواق العالمية، اليوم ، يثار السؤال: هل يمكن أن نشهد تكرارًا لهذا السيناريو او هل يمكن ان يرى العالم اثنين اسود جديد ؟
فى تصورى انه رغم أنه لا يوجد على مستوى العالم ، فى اللحظات الحالية ، اى قوه يمكن أن تحمى أصل من الأصول المتداولة فى الأسواق العالمية ، سواء اكانت اسواق نقد ، أو بورصات اسهم ، أو أسواق مال إلى أسواق المعادن ، والعملات المشفرة ، كل القطاعات والأنشطة متاثرة الآن بشكل رئيسى بمخاوف دخول الاقتصاد الامريكى فى مرحلة ركود إقتصادي عكست مقدماته البيانات الاقتصادية الأمريكية السلبية الاخيرة ، مثل إرتفاع معدل البطالة ، وتباطؤ معدلات نمو القطاع الصناعى و السلع المعمرة ، و كل ذلك حدث بسبب تاخر او تردد الفيدرالى ( البنك المركزى الامريكى ) فى تعديل سياستة النقدية المتشددة ، إلى التحول إلى سياسة نقدية تيسيرية و البدأ فى خفضها فوراً .
ورغم كل ما حدث من تراجعات فى بورصات العالم وأسواقها الدولية ، فلا اتصور أنه يمكن تكرار سيناريو الاثنين الأسود مرة اخرى ، لان الظروف تغيرت والتقدم الذى حدث فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسرعة اتخاذ قرارات تصحيحية من قبل المسئولين فى البنك المركزى الامريكى يمكن ان يعيد للأسواق حالة الاستقرار بذات السرعة مرة اخى ، ولذلك من المتوقع ان يخرج اليوم ، رئيس الفيدرالي معلناً عن نيه المركزى الامريكى فى خفض الفائدة بوتيرة اكبر وأسرع وبل ويمكن أن يعقد اجتماع استثنائى لاتخاذ قرار سريع بخفض الفائدة فى مواجهة الاحداث والتطورات القائمة .
بقى ان نسأل هل يؤثر ذلك علينا ؟
بالطبع تاثرت البورصة المصرية ، وحدث ضغط نسبى مؤقت على الجنيه المصرى ، وهذا وضع طبيعى وصحّى ويؤكد مرونة سعر الصرف ، ولكن اعتقد أن خفض الفائدة على الدولار الامريكى سوف يحفز اكثر من تدفق الاستثمار الاجنبى غير المباشر فى اوراق الدين العام وبالتالى زيادة عرض الدولار ومع ترقب الإعلان عن بعض الصفقات المليارية قريباً جداً ، ومع انكماش حال التوترات الجيوسياسية فى المنطقة الجارى حصارها وتبريدها كالمعتاد ، سيساعد كل تلك العوامل الايجابية على عودة الجنيه المصرى إلى مدى متوسطه السابق قبل تلك الاحداث ، اى بين ٤٧ و ٤٨ جنيها لكل دولار …”