سكتة تكنولوجية
نام العالم واستيقظ ليجد حركة التكنولوجيا توقفت، وأصيبت بسكتة قلبية أثرت على كل الأنظمة التي تعمل بنظام ويندوز، نتيجة لخطأ صغير قامت به شركة كراود سترايك الأمريكية، عندما حدثت برنامجها الخاص بالحماية من الهجمات الإلكترونية، وأدى ذلك الخلل إلى تعطيل المطارات وخطوط الطيران التي ألغت رحلاتها بالإضافة إلى تجميد حركة عمل البنوك والمستشفيات وشركات الاتصالات، الأمر الذي سيترتب عليه خسائر ضخمة تتحملها الدول التي تأثرت بذلك الخلل الذي أصاب انظمتها بالشلل.
وما كان من رئيس الشركة التي تسببت في ذلك العطل أو الكارثة العالمية كما وصفها البعض لضخامة أثرها على قطاعات حيوية ومهمة مثل المطارات وخطوط الطيران وحركة الاتصالات والبنوك وغيرهم، الا الاعتذار، مؤكدا أن ما حدث ليس هجمة الكترونية، ولكن ثغرة تقنية.
وما حدث صباح يوم الجمعة الماضي، دق جرس إنذار لينبه العالم، بأهمية أن يكون لديه بدائل تقنية يعتمد عليها، وهذا ما فعلته روسيا والصين والهند، ولذلك لم تُعَانِي هذه الدول من جراء الخلل التقني العالمي الذي أثر في قطاعات وأجهزة 4 قارات حول العالم، وتأثر به 66% من سكان العالم الذين يستخدمون شبكة الإنترنت في حياتهم اليومية.
لا أحد ينكر أهمية التكنولوجيا والإنترنت في حياة الشعوب، وحركة ودوران الأنظمة التي نعمل، ونتعايش من خلالها، بمجرد توقفها لساعات اختل توازن الأجهزة وأنظمة التشغيل في القطاعات المختلفة، وأصيبت حركة الحياة اليومية بالشلل، وتصور البعض أننا سنعود لعصر ما قبل التكنولوجيا.. ومع أنها فقط 7 ساعات من الساعة السادسة صباحا يوم الجمعة 20 يوليو 2024، وحُلّت المشكلة في تمام الساعة الواحدة ظهرا، ولكنها اربكت العالم وأصابته بسكتة قلبية، مات فيها نشاط الحياة، وتوقفت نبضاته، وظل الجميع يبحث عن مخرج من هذا المأزق ليعود النور إلى الحياة… هذا ما أحدثته فينا التكنولوجيا، فلم نعد نستطيع الفراق، فقد حدث بيننا وبين التكنولوجيا زواجاً كاثوليكي “أبدي” فلم نعد نتحمل فكرة العودة إلى الوراء، وأيضا نخاف مما هو قادم، ولا نقوى على صده أو تجنبه، ولكن علينا تحمل عواقبه وتبعاته.
إلى لقاء آخر في حكاية تكنولوجية جديدة.