جولد بيليون : 1.4% خسائر الذهب خلال أسبوع والأونصة تتراجع 82 دولار
في يوم 8 يونيو، 2024 | بتوقيت 1:47 م
كتب: محمد عبدالرحمن
تلفت أونصة الذهب العالمي صفعة قوية خلال الأسبوع الماضي لتسجل أدنى مستوى منذ 5 أسابيع، وتغلق على انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك بعد تقرير الوظائف الأمريكي الأفضل من المتوقع بالإضافة إلى بيانات عن توقف الصين عن شراء الذهب في مايو.
انخفضت أونصة الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.4% لتسجل أدنى مستوى منذ 5 أسابيع عند 2286 دولار للأونصة مسجلة انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي لتفقد 33 دولار وتغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2294 دولار للأونصة، وفق التحليل الفني من جولد بيليون
يعد الانخفاض الحاد الذي سجله الذهب يوم الجمعة الماضية في آخر جلسات تداول الأسبوع هو الفيصل بالنسبة لحركة الذهب خلال الأسبوع الماضي بأكمله، فقد انخفض الذهب يوم الجمعة بنسبة 3.5% وهو أكبر انخفاض يومي منذ 9 نوفمبر من عام 2020.
فقد الذهب 82 دولار من قيمته يوم الجمعة وحده ليغلق تحت المستوى 2300 دولار للأونصة للمرة الأولى منذ آخر أيام شهر ابريل الماضي ليتقلص ارتفاع الذهب منذ بداية عام 2024 إلى 11.2% بعد أن كان يتخطى 14% في وقت سابق من الأسبوع الماضي، الأمر الذي قد يزيد من الضغط السلبي على أسعار الذهب خلال الفترة القادمة.
يوم الجمعة أعلن البنك المركزي الصيني أنه لم يقم بشراء أي ذهب لزيادة احتياطاته خلال شهر مايو الماضي، لينهي موجة شراء ضخمة استمرت 18 شهر متتالية منذ نوفمبر 2022. الأمر الذي زاد من حدة هبوط أسعار الذهب، حيث كانت الصين هي المحرك الأساسي لأسعار الذهب منذ عام 2023.
جميع التوقعات تشير أن البنك المركزي الصيني سيستمر في مشترياته من الذهب، ولكن المشتريات الضعيفة خلال شهر ابريل وتوقف الشراء خلال شهر مايو يدل على رغبة البنك في دفع الأسعار إلى التراجع من مستوياتها القياسية مما يقلل من تكلفة الشراء خلال الفترة القادمة.
عل الجانب الآخر صدر تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي يوم أمس أيضاً ليظهر ارتفاع أعداد الوظائف الجديدة في شهر مايو بمقدار 272 ألف وظيفة مقارنة مع شهر ابريل بمقدار 165 ألف وظيفة. بالإضافة إلى ارتفاع متوسط الاجر في الساعة بنسبة 0.4% بأعلى من القراءة السابقة 0.2%.
قوة تقرير الوظائف تعكس قوة قطاع العمالة الأمريكي وهو ما دفع توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الأسواق إلى التراجع بشكل كبير ليؤدي هذا إلى ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي بنسبة 0.8% خلال جلسة الأمس وفقاً لمؤشر الدولار. أيضاً ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات يوم أمس بنسبة 3.4% لتصل إلى المستوى 4.435% ليرتفع العائد من أدنى مستوياته منذ 9 أسابيع.
كل هذه العوامل أدت إلى انخفاض حاد في أسعار الذهب، فالمعدن النفيس يرتبط بعلاقة عكسية مع كلا من الدولار وعوائد السندات الأمريكية، هذا بالإضافة إلى ان التوقعات باستمرار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
بالرغم من التراجع الكبير في أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي، إلا ان مجلس الذهب العالمي أعلن عن أول ارتفاع في التدفقات النقدية الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال شهر مايو بعد عام كامل من التدفقات السلبية.
شهدت صناديق الذهب المتداولة المدعومة ماديًا بالذهب خلال شهر مايو الماضي أول تدفق شهري ايجابي لها منذ مايو من عام 2023، بقيمة 529 مليون دولار أمريكي بمقدار 8.2 طن ذهب. حيث أدى ارتفاع سعر الذهب (+2%) والتدفقات إلى دفع إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة لصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب (AUM) للارتفاع بنسبة 2% إلى 234 مليار دولار أمريكي، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2022. ومع تحسن الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة على الذهب في مايو، انتعشت الحيازات الجماعية إلى 3088 طن، لكنه يظل أقل بنسبة 8.2% من متوسط عام 2023 عند 3,363 طن.
وقادت الصناديق الأوروبية والآسيوية التدفقات العالمية. وفي حين يمثل شهر مايو التدفق الشهري الخامس عشر على التوالي في آسيا، سجلت أوروبا أول تدفق إيجابي لها منذ مايو 2023. وفي الوقت نفسه تحولت تدفقات الأموال في أمريكا الشمالية إلى المنطقة السلبية مرة أخرى حتى ولو بشكل طفيف.
أسعار الذهب في مصر
شهد سعر الذهب المحلي انخفاض محدود خلال الأسبوع الماضي وذلك بعد الانخفاض الكبير في سعر أونصة الذهب العالمي، ولكن مقدار الانخفاض في السعر المحلي كان محدود بشكل كبير مقارنة مع انخفاض السعر العالمي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم السبت عند المستوى 3100 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3095 جنيه للجرام، وذلك بعد أن انخفض سعر الذهب يوم أمس بمقدار 60 جنيه ليغلق عند المستوى 3090 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند 3150 جنيه للجرام.
خلال الأسبوع الماضي انخفض الذهب بنسبة 0.6% ليفقد 20 جنيه حيث أغلق عند المستوى 3090 جنيه للجرام وكان قد افتتح تداولات الأسبوع الماضي عند 3110 جنيه للجرام.
التذبذب كان مسيطر على أداء الذهب المحلي خلال الأسبوع الماضي بينما كان السعر يتأثر بتحركات سعر الذهب العالمي، ولكنه كان يتأثر بشكل طفيف بسبب ثبات العوامل الأخرى مثل استقرار سعر الصرف وضعف الطلب المحلي على الذهب.
سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية شهد تحركات معتدلة خلال هذا الأسبوع ليبقى الاستقرار هو عنوان التغير في سعر الصرف وهو ما ينعكس على حركة أسعار الذهب حيث اختفت التقلبات السعرية الحادة والمضاربة على الأسعار من قبل المشاركين في السوق.
خلال الأسبوع الماضي تم الإعلان عن تأسيس شركة جديدة للتنقيب عن الذهب بشكل مشترك بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وشركة أتون مايننج إنك الكندية، مع صلاحية للتنقيب عن الذهب في منطقة أبو مروات في الصحراء الشرقية.
أظهر تقرير للرقابة المالية عرض على رئيس الوزراء أن عدد العملاء في صناديق الاستثمار في الذهب وصل إلى 108.8 ألف مستثمر بنهاية شهر ابريل الماضي، وهو الأمر الذي يدل على نجاح هذه التجربة في مصر وجذبها عدد مناسب وسط رغبة من نشر التجربة والترويج لها بما يوفر فرصا استثمارية غير تقليدية للمواطنين تمكنهم من الحفاظ على مدخراتهم.
من جهة أخرى أعلن البنك المركزي المصري عن ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي إلى أعلى مستوى له على الاطلاق نهاية شهر مايو الماضي مسجلاً 46.1 مليار دولار بعد أن كان بقيمة 41 مليار دولار نهاية ابريل الماضي.
يبقي البنك المركزي جزء كبير من احتياطاته على شكل سيولة نقدية بالدولار عند 36.6 مليار دولار بعد أن كانت احتياطاته عند 31.4 مليار دولار في ابريل بينما بلغ احتياطي الذهب إلى 9.6 مليار دولار مقارنة مع 9.4 مليار دولار في ابريل.
وضع السيولة الدولارية الحالي مطمأن بشكل كبير بالنسبة للأسواق خاصة مع استقرار سعر صرف الدولار بتغيرات محدودة، الأمر الذي يبقي ضغط سلبي على عوامل تسعير الذهب المحلي خاصة في ظل ضعف الطلب المحلي على الذهب.
من جهة أخرى توصلت الحكومة المصرية إلى اتفاقيات مع صندوق النقد الدولي بشأن عدد من السياسات والإصلاحات الشاملة لتستكمل المراجعة الثالثة لقرض الصندوق، وفي حال موافقة الجهاز التنفيذي للصندوق على المراجعة الثالثة سيتيح لمصر الحصول على دفعة بمقدار 820 مليون دولار.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
انخفض سعر أونصة الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي فيما يعد انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك بعد أن سجلت انخفاض حاد يوم الجمعة الماضية بسبب اعلان البنك المركزي الصيني عن توقفه لشراء الذهب خلال شهر مايو الماضي، بالإضافة إلى قوة بيانات الوظائف الأمريكية التي قلصت التوقعات بشأن خفض الفائدة هذا العام.
انخفض سعر الذهب المحلي خلال الأسبوع الماضي ليتبع التحركات السلبي لسعر الذهب العالمي، ولكن مقدار انخفاض السعر المحلي كان أقل بكثير من الانخفاض في سعر اونصة الذهب العالمي، ويرجع هذا إلى ثبات عوامل تسعير الذهب المحلي الأخرى مثل تغيرات سعر صرف الدولار بالإضافة إلى ضعف الطلب المحلي على الذهب.
أغلق سعر أونصة الذهب العالمي تداولات الأسبوع الماضي تحت المستوى 2300 دولار للأونصة، الأمر الذي يزيد من الضغط السلبي على أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، ويستهدف الذهب حالياً آخر قاع سعري تم تسجيله عند 2277 دولار للأونصة ومن بعده المستوى 2240 دولار للأونصة.
قد نشهد تعافي مؤقت لأسعار الذهب إلى المستوى 2300 دولار للأونصة والاستقرار حوله قبل استكمال الهبوط وذلك بسبب تعديل مؤشرات الزخم والبحث عن بعض التصحيح الإيجابي وجني الأرباح بعد هذا الانخفاض الحاد.
أما عن السعر المحلي:
فقد أغلق الذهب المحلي عيار 21 تداولات أمس تحت المستوى 3100 جنيه للجرام، مما يدل على الضغط السلبي الذي تعرض له سعر الذهب المحلي من جراء انخفاض سعر أونصة الذهب العالمي.
حالياً تحاول أسعار الذهب المحلي من جديد الارتفاع فوق المستوى 3100 جنيه للجرام الذي تحول إلى مستوى مقاومة، وقد تستمر الأسعار في التذبذب حول هذا المستوى خلال الأيام القادمة.