التحول الرقمي يعزز النمو الاقتصادي والاجتماعي ويساهم في التنمية المستدامة في العالم العربي

في يوم 5 يونيو، 2024 | بتوقيت 11:46 ص

كتبت: نجوى طه

أشارت ندوة “المدن الذكية في العالم العربي والتحول الرقمي”، التي نظمها معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي في بيروت مؤخراً، إلى أن العالم العربي يشهد حالياً تطوراً ملحوظاً في مجال التحول الرقمي الذي بات يلعب دوراً كبيراً في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي وإحداث نقلة نوعية في حياة المواطنين.

واستُهلت الندوة التي حضرها دبلوماسيون ونواب وأكاديميون بكلمة ترحيبية لرئيسة المعهد د. لمياء المبيّض بساط وأخرى للمدير الإداري والمالي لمعهد باسل فليحان المالي والاقتصادي غسان الزعني، وتحدث فيها د. نضال أبوزكي، مدير عام “مجموعة أورينت بلانيت” الاستشارية، مؤكداً أهمية التكنولوجيا الذكية وعملية التحول الرقمي في فتح آفاقاً واسعة لتعزيز رفاهية المجتمع وتحسين جودة الحياة وزيادة كفاءة الخدمات وتعزيز الاستدامة في المدن العربية.

وقال د. أبوزكي: تمثل المدن الذكية مفهوماً متطوراً يهدف إلى توظيف تقنيات المعلومات والاتصالات بشكل فعال لتحسين مختلف جوانب الحياة، وتقديم خدمات أفضل للمواطنين عبر أتمتة المهام الحكومية، مما يسهم في تقليل الوقت والجهد وتحسين كفاءة الخدمات وإتاحة الوصول إليها على مدار الساعة، وبالتالي تعزيز سهولة الاستخدام والمرونة في التعامل معها. كما تساهم المدن الذكية في تحسين جودة الحياة من خلال توفير بيئات معيشية أكثر استدامة وأماناً، ودعم الابتكار والتطور التكنولوجي، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز رفاهية المجتمع.

وأشار د. أبوزكي إلى مساهمة المدن الذكية في تنمية وتحفيز الاقتصاد، وخلق فرص عمل جديدة في مجالات متعددة مثل إدارة وتحليل البيانات وتطوير البرمجيات وصيانة البنى التحتية، بالإضافة إلى المتطلبات التي تفرضها الوظائف الجديدة في وجود كفاءات وقدرات بشرية متقدمة، مما يحفز على تطوير مهارات القوى العاملة لضمان مواكبة متطلبات سوق العمل.

ولفت د. أبوزكي إلى دور التحول الرقمي في تسهيل وتطوير مجالات التعليم والعمل عن بعد عبر توفير بيئات تعليمية رقمية متكاملة تمكّن الطلبة من الوصول إلى الموارد التعليمية والمشاركة في الفصول الدراسية الافتراضية من أي مكان وفي أي وقت، الأمر الذي يعزز من فرص التعليم للجميع ويتيح التعلم المستمر مدى الحياة. كما تُتيح تقنيات المدن الذكية إمكانية العمل عن بعد بشكل أكثر كفاءة وفعالية، ممّا يُتيح فرص عمل جديدة للأشخاص الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن مراكز المدن الحيوية.

ونوه د. أبوزكي إلى أن استشراف مستقبل المدن الذكية في العالم العربي يمثل خطوة متقدمة نحو تحقيق تطلعات المجتمعات العربية في تعزيز النمو المعرفي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي، لافتاً إلى أن بعض الدول العربية شـــهدت نماذج رائدة في هذا المجال، وأن مدن دبي وأبوظبي والرياض و”العاصمة الإدارية” في مصر، ومدينة الرباط في المغرب تعد من أبرز النماذج العربية في الابتكار في تطوير المدن الذكية.