جيرمين عامر : مؤثرون .. يسطرون فصول الاقتصاد الشعبوي

أكدت جيرمين عامر عضو اتحاد الاعلاميين العرب أن المثل الشعبي يقول : “كل وقت .. وله آدان” ..
وآذان هذا العصر .. يبث عبر منصات السوشيال ميديا ، و يحركه.. مجموعة من المؤثرين .. قادة الراي العام الديجيتال ، و يلهبون .. قوي الجماهير بمحتوي مبتكر ، ويطلقون .. المعرفة الاقتصادية الشعبية بابسط مفرداتها.

ويستهدفون الشباب.. فيغيرون انماط وسلوك72% من المجتمع ، و
يمنحون .. صناع القرار بوصلة اكتشاف قوي الجماهير المحركة ، ويحققون .. للمستثمرين من اصحاب الشركات11% زيادة في القيمة السوقية باقل تكلفة واعلي تاثير جماهيري وضمان لولاء العملاء.

و تصدر .. مشهد مؤثرين الاقتصاد الشعبي ، و الموثر محمد بسيوني .. صاحب المليون متابع علي الفيسبوك و101 الف متابع علي اليوتيوب و301 الف متابع علي الانستجرام ببلوجاته الشهيرة “اقتصاد منزلي”.
واستطاع .. محمد بسيوني ان يغير ابجديات المعرفة الاقتصادية من النخب الي الجماهير الشعبية.
استخدم.. محتوي بسيط يشرح فيه المعاملات المالية والمصطلحات الاقتصادية.
اعتمد .. علي تقنية الحكي الرمزي, ذات التاثير الجماهيري الكبير.
فاطلق .. شعار “كلام في الفلوس .. وتاثيرها في حياتنا .. بطريقة خالتي”.
لينفذ .. الي عقلية المواطن البسيطة ،ينمي معرفته المالية وثقافته الاقتصادية.
في توقيت هام، فالدولة باكملها تتقدم نحو الرقمنة ورفع معدلات التنمية المستدامة وتحسين حياة المواطن.

الاجواء العامة والهوية الشخصية Personal Identity .. لبلوجات “اقتصاد منزلي”, يظهر فيها “محمد بسيوني” مرتديا البيجامة الكلاسيكية، والتي كان يرتديها نجوم السينما في الخمسينات والسيتينات امثال : احمد مظهر – ورشدي اباظة – وعمر الشريف، ليؤكد علي الاستيروتيب Steryo type الطبقة المتوسطة. والتي تعد احد اهم القوي المحركة للتنمية المجتمعية.

ساعد ديكور حجرة المعيشة والالوان والكنبة المنزلية المستخدمة في التاكيد علي المستوي الاجتماعي والاقتصادي للطبقة المتوسطة. لغة محمد بسيوني في بلوجات “اقتصاد منزلي”بسيطة ومفهومة. ونجحت في مد قنوات التواصل الذهني بينه وبين متابعيه.

تفاعله المستمر مع المتابعين وتحفيزه لهم بالتعليق والليك والشير،ساهم في خلق لغة حوار مشترك بينهم. وبث اواصر الثقة والمصداقية في كلامه. مما ساهم في توسيع قاعدة المتابعين, ليتحول محمد بسيوني الي مستشارهم المالي.
عندما تتابع التعليقات علي بلوجات “اقتصاد منزلي” تجد اسئلة عديدة واستشارت تطلب رايه في افضل ادوات الاستثمار : الذهب ام العقار ام شهادات الادخار. وايضا في فلوس الجمعيات والشراء السلع بالتقسيط … الخ.

البساطة التي يتحدث بها محمد بسيوني ساهمت في محو الامية الاقتصادية. لتجد فئات المتابعين يرددون المصطلحات الاقتصادية العميقة مثل : السياسيات المالية والنقدية -التضخم – البطاله– الدولرة – الشمول المالي – التمكين الاقتصادي –الاقتصاد الغير رسمي – اسواق المال – الذهب– الاقتصاد التنموي المستدام – والادخار وريادة الاعمال, بوعي وفهم وبساطة.

نجاح بلوجات “اقتصاد منزلي” في تبسيط المعلومة الاقتصادية وتحويلها الي حديث جماهيري، سطر فصل مهم من فصول نجاح تجربة “اعلام المؤثرين” في نشر الثقافة المالية و الاقتصاد الشعبي.

وعلي صعيد موازي، نجح سلسلة بلوجز “اقتصاد منزلي” في نقل نبض الشارع لمتخذي القرار. من خلال التعبيرعن طبيعة الحياة اليومية للطبقة المتوسطة والتحديات التي تواجهها في تعليم ابناءها والحفاظ علي المستوي الاجتماعي. الامر الذي يدعم صناع السياسات ومحترفي الاقتصاد نحو العمل علي تحسين حياة المواطن وتلبية احتياجاته.

نجاح “اعلام المؤثرين” في تحقيق اهداف عدد من الحملات الترويجية لكبري العلامات التجارية. كاندافع لمتخصصي الاتصالات التسويقية لتوظيف هوس الشركات بالمؤثرين للترويج للمنتجات والسلع والخدمات. وبالفعل, حقق المؤثرين, قفزة بالقيمة السوقية لاستثمارات هذه العلامات التجارية الي 11% أعلى مما تحققه قنوات الترويج التقليدية من : تليفزيون وصحف وراديو ولافتتات ومطبوعات.. الخ. فضلا عن التوسع في الحصص السوقية للشركات وزيادة القوي الشرائية السوقية.

لتبدا صناعة المؤثرين في النمو، وترتفع الميزانيات المخصصة “لاعلام المؤثرين” الي 30% في شركات شرق وجنوب اسيا في 2021.وتصبحكلمات مثل : المدونات،والستوري Story، والرييلReel ، والبلوج، والرسائل الشخصية الموجهة على مفاتيح اللغة وتفرض واقع مجتمعي جديد.

فانتبه .. صناع القرار بشركة العقاقير الي اهمية “اعلام المؤثرين” في الترويج لعقار الانفلونزا عام 2020في الولايات المتحدة الامريكية اجتماعيا واقتصاديا. بعد ان واجه عزوف جماهيري في بداية الطرح.

جاء قرار شركة العقاقير في الاستعانة بالمؤثرين, مستندا علي دراسة دقيقة لتصنيفات العملاء اجتماعيا واقتصاديا واحتياجاتهم الحالية ومخاوفهم علي المدي الطويل من تاثير العقار صحيا عليهم. كذلك تحليل لبياناتهم باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي وحصر ردود الافعال وتحليل سلوكهم وخصائصهم الاستهلاكية.

في ضوء كل هذه المتغيرات،انطلقت حملة, استهدفت تغيير الراي العام نحو عقار الانفلوانزا. حققت الحملة نجاح جماهيري واسع, وفقا لدراسة اجرتها Bonnevie E بعنوان استخدام المؤثرين لزيادة المعرفة والمعتقدات الايجابية حول عقار الانفلونزا. حصدت زيادة في عدد المتابعين لتبلغ 69,495 مشاركة. كما سمحت بظهور 117 مؤثر جديد من صناع المحتوي. الامر الذي ساهم في زيادة نسبة المعتقدات الايجابية
وe-reactحول اللقاح–وبالتالي زيادة الاقبال الجماهيري–ومد جسور التواصل المباشر مع العملاء لمعرفة انطباعاتهم عن العقار – والترويج الحصري لمنتجات الشركة الاخري لضمان ولاء العملاء.

وتؤكد جيرمين عامر ” يا سادة ,, اعلام المؤثرين .. لم يعد ترند .. بل آلية اعلامية ذات تاثير جماهيري واسع ، تنمو .. يوم بعد يوم ،ويزداد .. الاقبال عليها من : الجماهير -ومتخذي القرار – واصحاب الشركات والعلامات التجارية.
ونجاح نماذج مثل بلوجات “اقتصاد منزلي” في مهمة محو الامية الاقتصادية،وتغيير الراي العام بامريكا في اتجاة تناول عقار الانفلوانزا،شجع الكثير من متخذي القرار ومتخصصي الاتصالات التسويقية علي تكرار تجربة “اعلام المؤثرين” بخطط واستراتيجيات قصيرة ومتوسطة الامد. وتوجيهها نحو مجالات حيوية وتنموية تستهدف تحسين حياة المواطن مثل : الصحة – وتكنولوجيا المعلومات – والرقمنة – والزراعات المنزلية- والصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر … الخ

ويبقي لاختيار المؤثر المناسب الاهمية الكبري. مع التدقيق علي المعايير الشخصة من : شهرة ومصداقية وتاثير وانتشار وتفاعل مع جموع المتابعين ليتناسب مع طبيعة المنتج او الخدمة. كذلك التخطيط الجيد وتهيئة الاجواء العامة لضمان نجاح ووصول الرسالة الاعلامية.