طاقة الرياح حجر الأساس لنمو اقتصادي مستدام

• وزير الكهرباء : الكيانات المصرية الوطنية بيئة داعمة للاستثمار منخفض المخاطر و عالى التفاعلية

• الخياط : محطة رياح غرب سوهاج تحقق فرص نمو واعدة و قدرة إنتاجية غير مسبوقة على المستوى العالمي

في يوم 22 مايو، 2024 | بتوقيت 9:42 ص

كتبت: شيرين سامى

مشروع توليد الكهرباء من طاقة الرياح بغرب سوهاج بقدرة 10 جيجاوات و استثمارات تتخطى 10 مليارات دولار

تفادي انبعاث بنحو 23.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون و توفير 23 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة

============

•الجمل : إنتاج 48 ألف جيجاوات ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً متوقعة باكتمال المشروع

•دراسة : تشجيع الاستثمارات فى الطاقات المتجددة بالتغلب على المعوقات و توفير متطلبات ضمان تنفيذ رؤية مصر 2030

•جي دبليو إي سي: طاقة الرياح تحقق وفورات في تكاليف الصحة العامة

============

يُعدّ قطاع طاقة الرياح جذابًا للاقتصادات الناشئة التي تحتاج إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري مع الحفاظ على النمو الاقتصادي وتلبية الطلب سريع النمو على الكهرباء وحماية أمن الطاقة.
وقد حققت طاقة الرياح انخفاضًا كبيرًا في التكلفة وتميزًا تقنيًا على مدار العقدين الماضيين، ما جعلها بديلاً مؤكدًا وجاهزًا لسوق الوقود الأحفوري.
ورغم أن التكاليف قد تكون مرتفعة في البداية في الاقتصادات الناشئة، إذ تضم صناعة طاقة الرياح الجديدة الموظفين قليلي الخبرة، وتتطلب تكاليف مرتفعة عند بدء التشغيل، فإن هذه التكاليف يمكن أن تنخفض بسرعة بفضل التزام الحكومة والسياسة المتبًعة وتعاون قوى السوق.

و فى هذا الصدد ، شهد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع محضر استلام الأرض لتنفيذ مشروع إنشاء محطة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة 10 جيجاوات غرب سوهاج، باستثمارات أجنبية مباشرة تتخطى 10 مليارات دولار، من خلال تحالف يضم شركة أبوظبي لطاقة المستقبل ـ مصدر، وشركة حسن علام للمرافق، وشركة إنفنيتي باور، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
ووقع على محضر استلام الأرض؛ الدكتور محمد الخياط، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، وممثلو التحالف، الدكتور محمد أسعد طاهر، مدير أول ـ إدارة تطوير الأعمال والاستثمار بشركة أبوظبي لطاقة المستقبل ـ مصدر، والمهندس كريم حفظي، الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة حسن علام للمرافق، والمهندس محمد منصور، رئيس مجلس الإدارة بشركة انفنيتي باور.
ويأتي ذلك امتداداً لمذكرة التفاهم الموقعة بين التحالف والشركة المصرية لنقل الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة خلال مؤتمر COP27 بشرم الشيخ في نوفمبر 2022، وتمثل المرحلة التالية من مراحل إنشاء هذا المشروع، ومن المخطط فور تسليم الأرض قيام المطورين بالبدء في إجراء الدراسات والقياسات الفنية اللازمة لبدء الإنشاء.

بيئة داعمة للاستثمار

أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء و الطاقة المتجددة ، أن هذا المشروع يُعد الأكبر من نوعه لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح في منطقة الشرق الأوسط، وضمن أكبر مشروعات طاقة الرياح البرية في العالم، مضيفاً أن المشروع سينتج عند اكتماله نحو 48 ألف جيجاوات. ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً، ويسهم في تفادي انبعاث بنحو 23.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون ، ومن المتوقع أيضًا أن يوفر المشروع حوالي 23 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة أثناء فترة التنفيذ والتشغيل.
وفي ذات السياق؛ أشار وزير الكهرباء إلى أن مصر لديها برنامج طموح للنهوض بقطاع الكهرباء في مختلف المجالات، وفي مقدمتها الاستخدام الأمثل لموارد الطاقة الجديدة والمتجددة وتشجيع الاستثمار في هذا المجال، بما يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، والاستمرار في تقليل انبعاثات الكربون، بما يتماشى مع استراتيجية الطاقة في مصر للحصول على ما يصل إلى 42 في المائة من مزيج الطاقة لدينا من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، مع استكمال استراتيجية المناخ الوطنية 2050 لمواجهة تحديات تغير المناخ وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وأضاف الوزير أن هذا المشروع يمثل استمراراً للعلاقات التاريخية والأخوية بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات، ويعكس التعاون المثمر والبناء بين البلدين الشقيقين.
وأوضح شاكر ، أن الطاقة المتجددة في مصر لديها القدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لافتاً إلى أن الكيانات المصرية الوطنية تلعب دورًا حيويًا في إيجاد بيئة داعمة للاستثمار ذات مخاطر منخفضة، وتفاعلية عالية، مع مؤسسات التمويل وشركاء التنمية، بالإضافة إلى ذلك، تتمتع مصر بمزايا نسبية من حيث الأراضي المتاحة، والتي تعتبر ضرورية لإنتاج كمية هائلة من الكهرباء من مصادر متجددة، كما يتيح الموقع الجغرافي لمصر تصدير الطاقة الخضراء إلى أوروبا، خاصة أن الدولة تتطلع إلى زيادة تعزيز ورفع كفاءة شبكتها الوطنية.

قدرات مجمعة غير مسبوقة

و قال الدكتور محمد الخياط رئيس هيئة الطاقة الجديدة و المتجددة ، فى تصريحات خاصة ل ” العالم اليوم ” ، أن مشروع طاقة الرياح في منطقة غرب سوهاج يأتي في إطار عمل الدولة على جذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة في مشروعات الطاقة المتجددة وتحديدا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
و أضاف أنه، خلال مؤتمر Cop27 المنعقد في نوفمبر 2022 ، تم توقيع مذكرة تفاهم خاصة بمشروعات طاقة رياح بإجمالي قدرات تصل إلى 28 جيجاوات ، مشيرا إلى انه قد تم توقيع محاضر استلام المواقع بعدد من هذه المشروعات خلال الأسبوعين الماضيين ، بحضور رئيس الوزراء ووزير الكهرباء، و هو ما يتواكب مع ما اتخذته الدولة من إجراءات فى تيسير التشريعات الخاصة بالطاقة المتجددة و إتاحة مواقع جديدة تتميز بسرعات رياح عالية وبالتالي الحصول على انتاجية أعلى بتكلفة أقل بالنسبة لهذه المشروعات.
و أوضح أن ، القدرات الخاصة بالمشروعات تعتبر قدرات كبيرة بالمقارنة بالمتوسطات الخاصة بمشروعات الطاقة المتجددة بشكل عام ، مشيرا إلى أن المشروعات التى ستتم إقامتها فى منطقة غرب سوهاج سيقوم المستثمرين فيها بحصر المصادر الخاصة بطاقة الرياح و البيانات المناخية بالتوازى مع إجراء عدد من الدراسات وصولا الى الإغلاق المالي وبالتالي البدء في إنشاء المشروع.
و أكد الخياط على أن مشروع غرب سوهاج للرياح سيساهم في انتاجية أعلى من الطاقات المتجددة و يعمل على تحقيق المستهدف في تخطي نسبة مساهمة الطاقة المتجددة ل 40% فى مزيج الطاقة في مصر بحلول عام 2035.
كما أوضح فى تصريحات سابقة ل ” العالم اليوم ، أنَّ القدرة الإنتاجية للمشروع الجديد غير مسبوقة على المستوى العالمي، حيث يعد أكبر مشروع لإنتاج طاقة الرياح عالمياً يتم إنشاؤه في منطقة واحدة ومجمع واحد ويتم ربطه بالشبكة الكهربائية الموحدة.
كما أوضح أنَّ موقع المشروع بالصحراء الغربية في منطقة غرب سوهاج، والتي تم إضافتها لمنطقة مجمع الطاقة المتجددة بإجمالي مساحة أكثر من 9 آلاف كيلو متر مربع؛ سيخصص منها 3 آلاف كيلو متر لإنشاء مجمع إنتاج طاقة الرياح.

أكبر مشروعات طاقة الرياح البرية

قال هشام الجمل مدير شركة انفنيتي للطاقه؛ ان التوقيع علي محضر دخول الارض ياتي امتداداً لمذكرة التفاهم الموقعة بين التحالف والشركة المصرية لنقل الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة خلال مؤتمر COP27 بشرم الشيخ في نوفمبر 2022 تمثل المرحلة التالية من مراحل إنشاء هذا المشروع، ومن المخطط فور تسليم الأرض قيام المطورين بالبدء في إجراء الدراسات والقياسات الفنية اللازمة لبدء الإنشاء.
واكد الجمل أن هذا المشروع يُعد الأكبر من نوعه لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح في منطقة الشرق الأوسط، وضمن أكبر مشروعات طاقة الرياح البرية في العالم، مضيفاً أن المشروع سينتج عند اكتماله نحو 48 ألف جيجاوات. ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً، ويسهم في تفادي انبعاث بنحو 23.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون ، ومن المتوقع أيضًا أن يوفر المشروع حوالي 23 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة أثناء فترة التنفيذ والتشغيل.

فوائد

أصدر مجلس طاقة الرياح العالمي (جي دبليو إي سي)، تقريرًا حديثًا بعنوان “اغتنام طاقة الرياح في الاقتصادات النامية لفرص التعافي الأخضر”، الذي أشار إلى أن طاقة الرياح تمثّل حجر الأساس للنمو الاقتصادي المستدام في المستقبل.
وأكد التقرير وجود مجموعة من الأدلة التي تؤكد أن طاقة الرياح يمكن أن تساعد الحكومات على تسريع التعافي الاقتصادي الأخضر، وفقًا لموقع مجلس طاقة الرياح العالمي.
وبيّن التقرير أن فوائد طاقة الرياح واسعة النطاق، وتمتد إلى أبعد من توليد الكهرباء النظيفة، إذ تشمل تحقيق وفورات في تكاليف الصحة العامة التي ستُنفَق في معالجة آثار توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري، وإيجاد فرص عمل مستدامة.
ويُضاف إلى ذلك توفير استهلاك المياه التي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة الحرارية، وضخ رأس مال كبير في سلسلة القيمة المحلية.

الاقتصادات الناشئة

اوضحت نتائج الدراسة الحديثة بشأن إمكانات طاقة الرياح في الاقتصادات الناشئة حول العالم حتى عام 2026، أن النشر السريع لمشروعات الرياح لن يدعم العمل المناخي فحسب، وإنما سيساعد البلدان النامية على تحقيق مجموعة من الفوائد من خلق فرص العمل إلى الحفاظ على نظافة الهواء.
ويقدر التقرير أن مشروعات طاقة الرياح يمكن أن تزوّد ما يقرب من 25 مليون منزل سنويًا من عام 2026 فصاعدًا، ويتوقع أن توفر ما يعادل 714 مليون طن متري من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون طوال دورة تشغيل المشروعات.

طاقة جنوب افريقيا

في جنوب أفريقيا، يمكن أن يضيف التحول من الفحم إلى الطاقة النظيفة -الذي بدأ بحزمة تمويل بقيمة 8.5 مليار دولار اتُّفق عليها في قمة المناخ كوب 26، 250 ألف وظيفة إضافية وأكثر من 10 مليارات دولار من القيمة الاقتصادية الإجمالية على مدى 25 عامًا.
وبالإضافة إلى الانخفاض الكبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، يمكن أن يوفر التحول من الفحم إلى الطاقة النظيفة أكثر من 50 مليون لتر من المياه سنويًا بدءًا من عام 2026.

رؤية مصر 2030

و فى دراسة أجراها كلا من غادة سيد عبدالله شعبان ، و أحمد محمد محمد الفالوجى ، هدفت إلى تحديد دور الطاقة المتجددة في تحقيق التنمية الاقتصادية ،ورؤية مصر 2030 وعلاقتها بالطاقة المتجددة ومدى مساهمتها فى تحقيق أهداف هذه الرؤية . توصلت الدراسة الى عدة نتائج أهمها :
• إن إستخدام مصادر الطاقة التقليدية لا يفى بمتطلبات التنمية الإقتصادية , وان هناک مساعى قويه من قبل الحکومة المصرية تجاه استخدام الطاقة المتجددة فى الفترة الأخيرة والأعتماد على الموارد المحلية ( طاقة رياح وطاقة شمسية ) ، ولکن لازالت تحتاج للمزيد وهذا يتطلب السعى نحو تنفيذ رؤية مصر 2030 ، وأوصت الدراسة بضرورة العمل على تشجيع الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة ، وکذلک التغلب على المعوقات السياسية والتنظيمية والمالية لاستخدام الطاقة المتجددة وتوفير کافة المتطلبات اللازمة لضمان تنفيذ رؤية 2030 .