د. عبد العزيز نور أستاذ الانتاج الحيواني والسمكي بزراعة الاسكندرية ل ” العالم اليوم” :  مازلنا فى بدايات ثورة الاستزراع السمكى  ..ونحتاج انشاء عشرات المشروعات العملاقة  الجديدة  

الاستزراع السمكى وحده لا يمكنه توفير الأسماك علي مدار العام ..ولابد ان يزامنه تنمية المسطحات المائية الداخلية 

اناشد الرئيس "السيسي" البدء فى تنفيذ رؤية 2050 والتى تقدر احتياجاتنا من الاسماك ب 4.5 مليون  طن

في يوم 30 أبريل، 2024 | بتوقيت 6:29 ص

كتب: مني البديوي

اكد الدكتور عبد العزيز نور أستاذ الانتاج الحيواني والسمكي بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية عدم اتفاقه مع النظرة الرمادية لبعض المعلقين على مشروعات الانتاج السمكى العملاقة التى نفذتها الدولة فى الآونة الأخيرة  ، مشددا علي ان مردودها سيأتى فيما بعد وسيكون احد اهم نتائجها هو تدريب وتوفير كوادر بشرية متخصصة فى ادارة المشروعات العملاقة التى ستحتاجها البلاد مستقبلا لمواجهة  الزيادات السكانية لتوفير الغذاء فى ظل محدودية الموارد الزراعية والتقلبات المناخية.
ووجه في تصريحات ل ” العالم اليوم ”  الحديث لمن ينتقد الوضع الراهن ويستعجل  قطف ثمار  مشروعات الاستزراع السمكى العملاقة ان الامر ليس بهذه السهولة التى يتصورها البعض وخاصة وان الاستزراع  السمكى انتاجه يبدأ من  مئات الكيلوجرامات إلى مايفوق الالف طن  للهكتار الواحد ونحن مازلنا فى بدايات ثورة الاستزراع السمكى الثانية ونحتاج إلى انشاء عشرات المشروعات العملاقة  الجديدة التى تدار بفكر علمى بحت اعتمادا على خريجين نثق فى قدراتهم العلمية .
واضاف ان مشروعات الاستزراع السمكى العملاقة الموجودة حاليا على ارض مصر هى  منارات  تمهد للدخول فى  ثورة الاستزراع السمكى الثانية ، متوقعا  ان يكون نتاجها  هو تحويل مصر إلى دولة رائدة فى انتاج وتصنيع المأكولات البحرية .
واوضح  ان الاستزراع السمكى مثل زراعة المحاصيل لها موعد محدد للزراعة وآخر للحصاد وأننا اليوم فى بداية موسم الزراعة السمكية والحصاد فى اكتوبر – نوفمبر من كل عام  ، مشيرا الي ان الاستزراع السمكى وحده لا يمكنه توفير الأسماك للمصريين  على مدار العام.
واكد انه  اذا كنا جادين فى حل المشكلة المتكررة سنويا  ونسعى لتوفير الأسماك على مدار العام فلابد  من تنمية المسطحات المائية  الداخلية كنهر النيل وفروعه والبحيرات المرتبطة والترع والمصارف جنبا إلى جنب مع التوسع فى انشاء مشروعات الاستزراع السمكى العملاقة  لتوفير الأسماك على مدار العام  وتنمية هذه  المسطحات المائية لن يتم سوى باثراءها  المتواصل والمستدام  بالزريعة  التى يمكن انتاجها فى المفرخات الحكومية المتوقفة عن الانتاج بكفاءة .

وحدد أستاذ الانتاج الحيواني والسمكي  آليات تنفيذ مشروع اثراء المسطحات المائية الداخلية باصبعيات الاسماك ، موضحا ان المفرخات الحكومية تقوم  فى برسيق وصفط خالد والخاشعة.. وغيرها وبالاهتمام بتربية قطعان الامهات المحسنة لاسماك البلطى والكارب العادى وكارب الحشائش والفضى والرأس الكبيرة وتفريخها وتوفير الزريعة وتحضينها فى حضانات وتحدد حصة لكل محافظة من المحافظات تقوم باستلامها وإطلاقها فى المسطحات بمعرفتها ويتوقف الصيد تماما لمدة 3شهور بعد القاء الزريع وتشرف المحليات على منح رخص الصيد مع توعية الصيادين والتأكد من مناسبة أدوات الصيد بما يمنع الصيد الجائر  والتشديد على تنفيذ عقوبات التجاوز وتوضع آلية للتسويق التعاونى للأسماك تشرف عليه المحليات بما يضمن سلامة وصول المنتجات للمواطنين باسعار رخيصة ويتم النظر فى تحصيل قيمة من ثمن المنتجات لتمويل انتاج الاصبعيات وتوصيلها إلى المسطحات .

واكد ان اهم مميزات اثراء المسطحات المائية الداخلية باصبعيات الأسماك  تتمثل في زيادة الانتاج المحلى من الاسماك والمساهمة فى تحقيق الاكتفاء الذاتى وتوفير الاسماك الطازجة على مدار العام وفتح ابواب رزق للصيادين وأسرهم وتخفيض اسعار الاسماك وتحسين الصحة العامة والحد من الواردات السمكية ، مشيرا الي ان اثراء المسطحات المائية باصبعيات اسماك الكارب بانواعه المختلفة يمكن ان تسهم فى مقاومة الحشائش  وتنقية المياه وهذا يعود بالعديد من الفوائد على جودة المياة وصلاحيتها للرى .

وناشد الدكتور عبد العزيز نور  الرئيس  عبدالفتاح السيسي ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة للبدء فورا فى تنفيذ رؤية 2050 والتى تقدر احتياجاتنا   من الاسماك بنحو 4.5 مليون  طن إلى جانب تصدير 2 مليون طن  سنويا بإجمالى 6.5 مليون طن سنويا وتوفير كافة المقومات اللازمة واولها : انشاء جامعتى غليون و قناة السويس للاستزراع السمكى  لتقوم هذه الجامعات باعداد الكوادر البشرية اللازمة وتتعاون  وتتبادل الخبرات مع كافة  الجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية الرائدة لنقل العلوم والتقنيات الحديثة وحينها ستكون مصر دولة رائدة فى انتاج وتصنيع المأكولات البحرية .
وشدد الدكتور نور علي ان مصر دولة تمتلك موارد مكنتها من النجاح فى ثورةً الاستزراع السمكى الاولى “1976 – 2015 ” وحققت مايقرب من 1.5 طن وستنجح فى ثورةً  الاستزراع السمكى الثانية ” 2016 ..وما بعدها ” إذا ما نجحت فى استغلال  وفرة واستدامة مواردها البشرية والطبيعية الصحراوية  التى لا تتوافر لدى الكثيرين  من دول العالم.
واكد ان اهم انجازات مشروعات الاستزراع السمكى العملاقة المنفذة حاليا  انها تسمح للجميع بان يتعلموا تحديات ادارة هذه المشروعات الكبيرة  ، مشيرا الي زيارته الوحيدة لمزرعة غليون  وكيف انه كتب رسالة خاصة للرئيس عبدالفتاح السيسى  طلب فيها  سرعة تحويل المشروع  الكبير المنفذ فى بركة غليون إلى جامعة عالمية فى الاستزراع المائى تضم  جميع كليات الثروة السمكية ومعاهد البحوث الاستزراع السمكى فى مصر والتى تعانى من نقص الامكانيات وسوء التعليم والتدريب  وتنفتح على العالم لاجتذاب افضل خبراته  وتكون نواة لتطبيق استراتيجيات 2050 ومابعدها اعتمادا على وفرة الموارد فى اراضينا المصرية الصحراوية  .
واستطرد : انه يطالب بذلك من منطلق  خبرته العملية التى  اكتسبها من دوره فى انشاء جميع كليات ومعاهد الثروة السمكية فى مصر  بتكليف من المجلس الأعلى للجامعات  ، متوجها بالشكر   لكل من ساهم فى وضع رؤية  وتنفيذ وإخراج المزارع السمكية العملاقة .