توفيق الشريف صاحب ال 98 عاما وعضو مجلس الأمة الاسبق عن سيناء ل ” العالم اليوم ” :  تنمية سيناء لا بديل عنها لوقف الأطماع ..ولاول مرة نشهد مخطط وخطوات جادة للتعمير 

لابد من تهجير وتسكين 5 مليون نسمة في سيناء.. والوضع الحالي مهيء لاستقطاب هذا العدد الضخم

الاستثمار الزراعي يتركز علي جوانب ترعة السلام فقط بينما منطقة القوارير بين جبلي الحلال والمغارة الأصلح  للزراعة ......     ابناء سيناء لا يعملون في اية مشروعات ..ولابد من انشاء معاهد لتأهيلهم للعمل في التعدين والبترول والسياحة

في يوم 23 أبريل، 2024 | بتوقيت 7:44 ص

كتب: مني البديوي

” الإرهاب يلجا للمناطق “الخربة ” والمهجورة والمهملة ..والتنمية هي ما تحول دون عودته” ….بهذه العبارات القصيرة التي اختصرت الكثير مما يمكن ان يقال حول التنمية ودورها الذي لا يمكن تجاهله في احد اهم البقاع المصرية وهي سيناء تحدث عضو مجلس الأمة الاسبق عن سيناء خلال الفترة من عام 1964 وحتي 1988 واول  رئيس مجلس محلي عن شمال سيناء ومدير عام المجلس الإسلامي العالمي واللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان توفيق الشريف صاحب ال 98 عاما في حواره مع ” العالم اليوم” ، مؤكدا ان التنمية هي حائط الصد الوحيد لإنهاء الإرهاب والعزلة في سيناء  والحفاظ عليها من اية مطامع .
واضاف انه منذ عهد  الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والأحاديث تعلو وتتكرر حول تعمير وتنمية سيناء دون اتخاذ خطوات جادة الا انه مؤخرا بدات بالفعل خطوات حقيقية علي طريق التنمية والتعمير في سيناء والمحافظات التابعة لها اداريا  بما اتخذته الحكومة من خطوات وما أعلنته من تخصيص 700 مليون جنيه للتنمية في سيناء ، مشيدا بالدور الذي قامت به الحكومة في المرحلة الأخيرة وكيف أنه يمثل ” اعجاز ” مع قيامها بالحرب علي الإرهاب والتنمية في ذات الوقت .
وشدد علي ان التنمية في سيناء لا بديل عنها لوقف الأطماع ، مؤكدا ان كل إصلاح في اي منطقة بالجمهورية مردوده اقتصادي واجتماعي بينما في سيناء مردوده امني لانه يرد اطماع الطامعين .
واوضح  ان مساحة سيناء تقدر بنحو 60 الف كيلو متر اي ما يمثل 6% من مساحة مصر وانه من المفترض ان يكون بها 6% من سكان مصر اي نحو 6 مليون نسمة بينما عدد سكانها الحالي مليون نسمة فقط او ما يزيد قليلا وبالتالي مطلوب تسكين 5 مليون نسمة علي الاقل .
واكد الشريف  ان تهجير وتسكين 5 مليون نسمة في سيناء لابد ان يتم علي وجه السرعة وخاصة مع قيام الحكومة بانشاء 3 مدن جديدة في شمال سيناء متمثلة في الإسماعيلية الجديدة والسلام ورفح الجديدة ، مشددا علي ان احد اهم ايجابيات التنمية انها تستقطب أشخاص ورؤوس أموال .
واستطرد : ان المناخ حاليا مهيء لاستقطاب هذا العدد الضخم ليسكنوا سيناء وخاصة مع الخطوات التنموية التي تم اتخاذها وشملت الخدمات الاساسية والكهرباء والصحة والتعليم وتطوير القائم من المستشفيات وزيادة اعدادها ، علاوة علي انشاء 4 محطات تحلية مياه في رفح والشيخ زويد والعريش ومحطتين في الحسنة والنخيلة .
واشار الي تطوير ميناء العريش وكيف انه يعد من اهم الموانيء علي البحر الأبيض المتوسط مما يسهل عملية تصدير ثروات سيناء الي اوروبا ، مؤكدا ان تلك الخطوة سيكون لها تاثير ايجابي في كل مناحي الحياة في سيناء وانها ستغير طبيعة الحياة في العريش وتسهم في احداث تنمية شاملة .
وحول مشروعات التنمية المطلوبة في سيناء ، اكد الشريف ان اولي المشروعات المطلوبة هو انشاء معاهد علي مستوي الدبلومات والثانوية العامة لتخريج طلاب مهرة في التعدين والبترول والسياحة الدينية والترفيهية والأثرية وذلك للمساهمة في توظيف ابناء سيناء بالمشروعات المقامة في المحافظة وخاصة وانهم حاليا لا يعملون في اية مشروعات لعدم وجود المهارات .
واعرب عن امله في الدخول في صناعات قيمة مضافة للخامات التعدينية التي يتم استخراجها من سيناء لتصديرها مصنعة بدلا من تصديرها خام بما يعود بعوائد اكبر علي الاقتصاد المصري ويوفر المزيد من فرص العمل للشباب .
ولفت الشريف الي المشروعات الزراعية التي بدأتها الحكومة ضمن مخططها التنموي في سيناء بالتركيز علي جوانب ترعة السلام فقط حيث تنصب كل الجهود علي الاستثمار الزراعي حول هذه المنطقة ، موضحا ان عيب تلك المنطقة انها في سهل الطينة وهي اخفض منطقة في سيناء وبالتالي المياه لا تستطيع ان ترفع للمناطق الزراعية وكانت الخطة قديما ان تمر المياه الي سيناء من أسفل القناة الي وسط سيناء وتشغل في الشمال بالانحدار الطبيعي للأرض ولا تحتاج لطلمبات رفع .
واستطرد : ان هناك منطقة اصلح للزراعة هي الأفضل والأكثر اولوية بين جبلي الحلال والمغارة تقدر بنحو 400 الف فدان قطعة واحدة والمياه الجوفية قريبة ومع هذا لم يصلها التنمية، موضحا ان تلك المنطقة تصلح لجميع الزراعات وانها تعتمد علي الأمطار والمياه الجوفية .
وناشد المسؤولين الانتباه لتلك المنطقة لانها الأفضل في للاستثمار الزراعي ” منطقة القوارير ” شمال سيناء وقريبة من المواصلات ويمكن عمل قري معلقة في جبلي الحلال والمغارة للسكني دون استخدام أراضي زراعية .
واشاد الشريف بالمخطط التنموي للدولة في سيناء وكيف ان محاور التنمية الجديدة انشات 4 انفاق و 4 جسور عائمة وقامت باصلاح كبري ” الفردان ” وانشاء سكة حديد في خطوات علي طريق إنهاء عزلة سيناء التي كان يحرص عليها العدو وقت احتلاله لها لدرجة انهم دمروا جميع الطرق الرئيسية والسكك الحديدية وذلك لتعميق عزلتها لذلك اي ربط بين سيناء والدلتا يعتبر هدم لهذا التوجه وتصدي لأطماع الطامعين الذي يرمون لعزلتها .
وقال ان التنمية في سيناء تعد تنمية شاملة بالفعل ولكن يجب التركيز ومنح اولوية لزيادة اعداد السكان وتنفيذ المشاريع الزراعية وتشجيع الاستثمار التعديني القائم علي صناعة القيمة المضافة بدلا من تصديرها كخام .
وحول اسباب فشل وعدم استكمال اية مشروعات تنموية يتم الدخول بها في سيناء ، اكد الشريف ان فشل تلك المشروعات علي مدار عقود يرجع لعدم وجود جدية في العمل فرغم النوايا الحسنة التي كانت تتواجد ولكن العمل ضعيف بينما مؤخرا هناك عمل جاد وخطوات حقيقية علي الارض .