معهد الأراضي والمياه : الأراضى الرطبة توفر تريليونات من الدولارات عبر خدمات النظم البيئية
في يوم 1 مارس، 2024 | بتوقيت 9:27 م
كتبت: شيرين سامى
قال الدكتور محمد عيد عبد الحميد – مدير المكتب الفني لمدير معهد الأراضي والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية ، متحدثا بالانابة عن ا.د محمد الخولى مدير معهد الأراضي والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية ،ان الأراضي الرطبة تعتبر نظما إيكولوجية وهيدروليكية مهمة ومعقدة، وتمثل هذه النظم حوالي 800 مليون هكتار على الصعيد العالمي، أي ما يعادل 6 % من مساحة الكرة الأرضية. وغالبًا ما توجد الأراضي الرطبة عند مناطق التداخل بين النظم البيئية الأرضية، مثل الغابات والمراعي، وبين النظم المائية كالأنهار والبحيرات ومصبات الأنهار والمحيطات.
جاذ ذلك خلال ،ندوة اليوم العالمي للأراضي الرطبة 2024، و التى عقدت بمقر الاتحاد بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة – تحت شعار “الأراضي الرطبة ورفاهية الإنسان”، و التى افتتحها الوزير مفوض الدكتور رائد الجبوري – مدير إدارة المنظمات والإتحادات العربية بجامعة الدول العربية، و الدكتور أشرف منصور، الأمين العام للاتحاد العربى للتنمية المستدامة و البيئة .
و اوضح انه ، بالرغم من أن هناك العديد من المصطلحات والتعريفات المستخدمة لوصف الأراضي الرطبة، إلا أن اتفاقية رامسار الخاصة بالأراضي الرطبة والتي عُقدت عام 1971 قد اقترحت تعريفا دقيقا لها بأنها “مساحات من السبخات أو المستنقعات أو الأراضي المغمورة أو من المياه، سواء كانت هذه المساحات طبيعية أو صناعية، دائمة أو مؤقتة، بها مياه ساكنة أو متدفقة، عذبة أو قليلة الملوحة أو مالحة، بما في ذلك مساحات من المياه البحرية، والتي لا يتجاوز عمقها ستة أمتار في حالة الجزر الضعيف. ويعد لفهم الاراضى الرطبه وتقسيماتها ونوعيتها دور كبير في الحفاظ عليها وذياده كفائتها وتعظيم الاستفاده من استخداماتها المختلفه
و أكد ان الأراضي الرطبة، كنظام بيئي رئيسي، توفر سلسلة من الوظائف الايكولوجية، مثل الاستعادة البيئية، وإمدادات المياه، وتنظيم تخزين وتدفق المياه، وتنقية المياه وإزالة تلوثها، وتنظيم المناخ، وتخزين الكربون، والتخفيف من غازات الاحتباس الحراري، وتوفير الموائل للحفاظ على التنوع البيولوجي للحياة البرية. كما تساهم الأراضي الرطبة في الاقتصاد فهي توفر مليارات، وربما تريليونات من الدولارات من خلال خدمات النظم البيئية، وكذلك تساهم في حماية البنية التحتية للمجتمعات، وتوفر كذلك فوائد للصحة العامة ورفاهية البشر.
و أشار إلى أنه، بالرغم مما توفره الأراضي الرطبة من فوائد للبشر إلا أنها تعاني من تدهور خطير يتمثل في الفقد الكبير في مساحاتها من جراء الأنشطة البشرية المكثفة (ﻣﺜﻞ اﺳﺘﺼﻼح اﻷراﺿﻲ اﻟﺮﻃﺒﺔ (ﻟﻸﻏﺮاض اﻟﺰراﻋﻴﺔ) واﻟﺘﻠﻮث وإقامة المجتمعات المدنية، وكذلك تصريف المياه فيها. وبالرغم من أن ﺗﺤﻮﻞ اﻷراﺿﻲ اﻟﺮﻃﺒﺔ إﻟﻰ انواع أخرى من اﺳﺘﺨﺪامات اﻷراﺿﻲ كان نوعا ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﻌﺘﺎدة ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ، إلا أن المجتمعات قد أدركت حديثا ما توفره الأراضي الرطبة من فوائد، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات وسياسات جديدة تحمي ما تبقى منها. بالإضافة إلى ذلك، ركزت العديد من الجهود والسياسات على استعادة الأراضي الرطبة لاسترداد مساحات منها والتخفيف من تدهورها في الوقت الحالي حيث وصلت نسبه التدهور في الاراضى الرطبه نحو 35%.
و أوضح أن التغيرات المناخية تعتبر من الأخطار الرئيسية التي تهدد بقاء الأنواع وسلامة النظم الإيكولوجية في جميع أنحاء العالم. حيث زادت درجات الحرارة العالمية بالفعل بمقدار 1 درجة مئوية بحلول عام 2015 بسبب زيادة تركيزات غازات الدفيئة المتزايدة في الغلاف الجوي إلى أعلى مما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. ويعتبر ثاني أكسيد الكربون، الذي يضاف إلى الغلاف الجوي من خلال النشاط البشري، هو غاز الدفيئة الرئيسي المسؤول عن تغير المناخ ، يليه الميثان وأكسيد النيتروز. ومع زيادة متوسط تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عالميا، تم الانتقال من الاستراتيجية الفردية لخفض الانبعاثات إلى خطة تجمع بين الحد من المصادر البشرية لثاني أكسيد الكربون (التخفيف) مع تعزيز تخزين الكربون في النظم الإيكولوجية الطبيعية نتيجة لما تتمتع به هذه النظم من ارتفاع معدلات حجز وتخزين الكربون. وعلى الرغم من أن الأراضي الرطبة لا تشكل سوى 6٪ فقط من كوكب الأرض، إلا أن النظم البيئية في الأراضي الرطبة تلعب دوراً هاماً في تنظيم مناخ الأرض، فهي تحتوي على نسبة تتراوح بين 20 إلى 30٪ من الكربون الموجود في التربة عالميا.
و لفت إلى أن ؛ الأراضي الرطبة تعتبر واحدة من أكبر مخازن الكربون على الكوكب، ولكن عندما يتم تدهورها أو زيادة درجة حرارتها، فإنها تطلق غازات الاحتباس الحراري الرئيسية الثلاثة: ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4) وأكسيد النيتروز (N2O). وبالتالي، فإن تدهور الأراضي الرطبة لن يتسبب فقط في تحولها من مخازن للكربون إلى مصادر لثاني أكسيد الكربون، بل سيؤدي أيضًا إلى زيادة الاحترار العالمي في كوكبنا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أنظمة الأراضي الرطبة تكون معرضة للتغيرات الكمية والنوعية في إمداداتها من المياه، ومن المتوقع أن يكون لتغير المناخ تأثير واضح عليها وعلى أنظمتها الهيدرولوجية.
و أكد على ،إن استعادة التربة والأنظمة البيئية المتدهورة في الأراضي الرطبة يجعلها تتمتع بإمكانيات عالية لتخزين الكربون في التربة وجعلها تعمل مرة أخرى كمخازن لثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي.
و تابع :تشير استعادة الأراضي الرطبة إلى عملية المساعدة أو السماح باستعادة أو استرجاع الأراضي الرطبة من حالتها المضطربة أو المتدهورة أو المدمرة أو المتغيرة التي تسببها الأنشطة البشرية، لحالتها الفطرية، أو استعادة التنوع البيولوجي المفقود أو الخدمات الإيكولوجية. فعملية الاستعادة مهمة بشكل خاص للحفاظ على مقدرة النظم الإيكولوجية في توفير الاحتياجات الحالية والمستقبلية لملايين البشر، وكذلك تحسين الدورات والعمليات البيوجيوكيميائية، وصيانة التنوع البيولوجي المهدّد.
و أضاف أن ، إدارة الاراضى الرطبه تعد مهمه قوميه وعالمية لاستدامتها ، مشيرا إلى أن الإجراءات التي من شأنها تعزيز الاستخدام الحكيم والامن للأراضي الرطبة تشمل عديد من النقاط مثل اعتماد خطط وسياسات وتشريعات وطنية للأراضي الرطبة – بشكل منفصل أو كجزء من مبادرات أوسع وإنشاء برامج تغطي جرد الأراضي الرطبة والمراقبة والبحث والتدريب والتعليم والتوعية العامة و تطوير الإدارة المتكاملة وخطط الاستخدام الحكيم لمواقع الأراضي الرطبة وكذلك إدراج أصحاب المصلحة في المنطقة في المناقشات منذ البداية وإجراء حصر للأراضي الرطبة وتقييمات الأثرو إنشاء سلطة محدده لتنفيذ الخطةومراقبة الموقع للتغييرات.
و أوضح أن ، هناك عناصر أساسية لاستعادة الأراضي الرطبة وهى إدارة المياه وإعادة الغطاء النباتي المناسب و إدارة التلوث و إشراك المجتمع المحلي وإنشاء برامج الشراكة بين القطاعين العام والخاص
،ومن ثم تطورت العديد من المشروعات لوقف فقدان الأراضي الرطبة بسبب الصرف الصحي والتكثيف الزراعي، ومنها المشروعات المختلفة لتعديل إدارة المياه في هذه الأراضي لأغراض الاستعادة مثل (1) تصريف أو إعادة ملء الخنادق ، (2) تقليل الجريان السطحي باستخدام المدرجات أو السدود ، (3) المناطق العازلة الهيدرولوجية ، (4) إعادة تصميم السطح ، و(5) تقليل فقدان المياه عن طريق البخر نتح من خلال تعديلات المناخ المحلي.
و شدد على إن استعادة النظام الهيدرولوجي للأراضي الرطبة أو إعادة إنشائه هو إجراء أساسي في عمليات استعادة تلك الأراضي، حيث توفر الظروف الهيدرولوجية التحكم الأساسي في هياكل الأراضي الرطبة ووظائفها. وتعد الاداره المستدامه للاراضى الرطبه هي احد الطرق الهامه لمجابه التغيرات المناخيه.
حاضر فى الندوة كلا من :
د. أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ، الوزير مفوض دكتور رائد الجبوري مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية، المستشار نادر جعفر رئيس الاتحاد، الوزير أ.د صلاح يوسف وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الاسبق ، أ.د محمد على فهيم مستشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ورئيس مركز معلومات تغير المناخ ، د. محمد سعد هلال متحدثا بالنيابة عن أ.د فجر عبد الجواد عميد معهد البيئة والتغيرات المناخية بالمركز القومي للبحوث، ا.د محمد عيد نائبا عن أ.د محمد الخولي مدير معهد الأراضي والمياه والبيئة – مركز البحوث الزراعية ، أ.د دعد فؤاد نائب رئيس الاتحاد ، خالد محمود جعفر نائب رئيس جامعة السادات لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، د. خالد العشرى متحدثا بالنيابة عن أ.د جمال عبد ربه عميد كلية زراعة الأزهر، أ.د جميلة نصر أستاذ القلب والأوعية الدموية ونائب رئيس جمعية القلب المصرية ونقيب أطباء الإسماعيلية ، أ.د جمال جمعة
أستاذ ورئيس قسم الحياة البرية – كلية الطب البيطري، ا.د نسرين عز الدين ، محافظ الفيوم لشئون الثروة السمكية.
حضر الندوة مجموعة من الخبراء و المسئولين بالاتحاد العام للتنمية المستدامة و البيئة حيث حضر كلا من :
المهندس السعيد اللبان الأمين العام المساعد للاتحاد ، م.د محمد اليمانى رئيس المجلس العربي للطاقة المستدامة بالإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، م.د فاروق الحكيم أمين عام جمعية المهندسين المصرية ،
المهندس محمد سليم رئيس لجنة التدريب و التوظيف الهندسى بنقابة المهندسين ،ا.د منال خيرى أستاذ مناهج الاقتصاد بجامعة حلوان ، د.عزة حسين امين عام مساعد الاتحاد العربى للتنمية المستدامة والبيئه ، د.صفاء مختار – رئيس قطاع الشئون الفنية بالأمانة العامة للإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ، ا.سمر فايق بدير مسئول الاتحادات العربية النوعية بادارة المنظمات والإتحادات العربية بجامعة الدول العربية، الإعلامية عبير سلامة المستشار الإعلامي للاتحاد ، الإعلامية شيرين سامى المستشار الإعلامي للاتحاد .