جولد بيليون: الذهب يتعافي في البورصة العالمية بعد 6 جلسات من الهبوط المتواصل

في يوم 15 فبراير، 2024 | بتوقيت 3:37 م

كتب: محمد عبدالرحمن

ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم بشكل طفيف وذلك بعد سلسلة من الهبوط امتدت لـ 6 جلسات متتالية دفعت الذهب إلى أدنى مستوياته في 3 أشهر، يأتي تعافي أسعار الذهب اليوم بسبب تراجع مستويات الدولار بعض الشيء، بينما يبقى التركيز على البيانات الأمريكية اليوم. 

سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 1996 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 1995 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب وسجيل أدنى مستوى منذ 3 أشهر خلال جلسة الأمس عند 1984 دولار للأونصة.

منذ بداية شهر فبراير انخفضت أسعار الذهب بنسبة 2.1% في طريقه إلى تسجيل انخفاض للشهر الثاني على التوالي، لتصبح بداية هذا العام سلبية بشكل كبير على أسعار الذهب العالمي.

تعافي أسعار الذهب خلال جلسة اليوم يأتي نتيجة تراجع في مستويات الدولار الأمريكي، الذي شهد انخفاض محدود خلال جلسة الأمس بنسبة 0.2% واليوم يتداول عل تراجع محدود، لتظل تداولات الدولار بالقرب من أعلى مستوى في ثلاثة أشهر والذي سجله يوم أمس.

أسعار الذهب مستقرة تحت المستوى الهام 2000 دولار للأونصة، وذلك منذ صدور بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أفضل من التوقعات، وزادت من الاحتمالات أن البنك الفيدرالي لن يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في وقت قريب من هذا العام.

أكد نائب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي مايكل بار على النهج الحذر لتخفيضات أسعار الفائدة التي دعا إليها الرئيس جيروم باول، في حين حذر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان جولسبي من تأخير الإجراء لفترة طويلة.

كما حذر عدد كبير من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي من أن البنك المركزي سيبقي أسعار الفائدة أعلى إذا ظل التضخم ثابتًا، وهو السيناريو الذي يبشر بالسوء بالنسبة للذهب. لأن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب.

وجاءت هذه التعليقات في أعقاب زيادة غير متوقعة في أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، مما دفع الذهب للانخفاض بنسبة 1.4٪ يوم الثلاثاء، مسجلا أكبر انخفاض يومي منذ الرابع من ديسمبر.

الأسواق الآن تضع تسعير لخفض الفائدة خلال عام 2024 بأكمله بمقدار يقترب من 100 نقطة أساس، ليشهد تحسن بعد أن كان يوم الثلاثاء عند 85 نقطة أساس، ويذكر أن توقعات الأسواق كانت عند 150 نقطة أساس قبل بيانات التضخم.

اليوم يصدر بيانات جديدة عن الاقتصاد الأمريكي متمثلة في مبيعات التجزئة الأمريكية وبيانات مطالبات البطالة المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم، والتي تصبح موضع تركيز الأسواق الآن في محاولة لمعرفة المزيد من الإشارات بشأن أكبر اقتصاد في العالم.

ومن المتوقع أيضًا أن توفر بيانات التضخم لمؤشر أسعار المنتجين لشهر يناير المقرر صدورها يوم الجمعة، مزيدًا من الإشارات على مسار التضخم خلال الفترة القادمة.

كل هذا يسبب ضغط على أسعار الذهب بشكل عام خاصة بعد أن كسرت المستوى 2000 دولار للأونصة واستقرت تحته، فالمتداولين على الذهب حالياً لا يرون ما يدعم استمرار ارتفاع الذهب خاصة مع تراجع الطلب على الاستثمار فيه خلال هذه الفترة.

البيانات الأخيرة التي صدرت عن مجلس الذهب العالمي أظهرت استمرار خروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب للأسبوع السادس على التوالي، الأمر الذي يعكس ضعف الطلب الاستثماري على المعدن النفيس.

خلال الأسبوع المنتهي في 9 فبراير الماضي وصل صافي التدفقات النقدية الخارجة من صناديق الاستثمار إلى – 16.9 طن ذهب، وشهدت صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية أكبر عمليات خروج للاستثمارات بمقدار 13.2 طن ذهب.

كما خرجت استثمارات من صناديق أوروبا بمقدار 3.4 طن ذهب كما خرجت تدفقات نقدية من صناديق أسيا بمقدار 0.2 طن ذهب.

أسعار الذهب في مصر

تراجعت أسعار الذهب المحلي خلال جلسة الأمس في محاولة أن تعكس الانخفاض الكبير في سعر أونصة الذهب العالمي هذا الأسبوع، ولكن الانخفاض في السعر المحلي جاء محدود الأمر الذي يدل على انفصال التسعير المحلي عن العالمي.

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الخميس عند المستوى 3620 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند نفس المستوى، وذلك بعد أن انخفض السعر يوم أمس بمقدار 40 جنيه حيث اغلق عند المستوى 3620 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3660 جنيه للجرام.

تراجع سعر الذهب المحلي يوم أمس يعد ضمن التذبذب في السعر وليس انخفاض واضح، وذلك لأن سعر الذهب العالمي قد انخفض بشكل حاد هذا الأسبوع واستقر تحت المستوى 2000 دولار للأونصة في الوقت الذي كان السعر المحلي يرتفع إلى المستوى 3700 جنيه للجرام، الأمر الذي يدل على عدم ارتباط التسعير المحلي حالياً بسعر الأونصة العالمية.

يبقى سعر الدولار في السوق الموازي هو المحدد الرئيسي لسعر الذهب المحلي، واستقراره الحالي يعكس التذبذب الذي تشهد أسعار الذهب المحلي بين 3570 – 3700 جنيه للجرام عيار 21.

العرض والطلب في السوق المحلي غيار واضح حالياً وسط مضاربات على السعر وتوجيهه إلى مستويات محددة لا تعكس التسعير الفعلي للذهب.

يستمر الترقب في السوق المحلي لأية تغيرات قد تطرأ على الأوضاع الحالية في ظل انتظار الأسواق لحدوث تغير في سعر الصرف الرسمي بما يتوافق مع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يشترط حدوث مرونة في سعر الصرف.

وقد أشارت كريستالينا جورجيفا مديرة الصندوق أن تعدد سعر الصرف في مصر أمر كارثي، وأنه يجب تعزيز مرونة الاقتصاد المصري من خلال مرونة الفائدة وسعر الصرف منذ كونها الأدوات التي تستطيع امتصاص الصدمات الحالية.

الترقب يظهر بوضوح على أداء الدولار في السوق الموازي الذي يشهد استقرار حالياً، بالإضافة إلى تحركات أسعار الذهب التي تشهد تذبذب وعدم وضوح للاتجاه.

هذا وقد أعلن وزير المالية في بيان هذا الأسبوع أن مصر تستهدف الحصول على 6.5 مليار دولار من برنامج الطروحات الحكومية خلال عام 2024، وذلك بعد أن حصلت مصر على 3.1 مليار دولار من الطروحات الحكومية خلال عام 2023، وقد سبق هذا تخارج الدولة من أصول حكومية في 2022 وحصولها على 2.5 مليار دولار.

بينما توقعت وزارة المالية ارتفاع عجز الموازنة خلال العام المالي الجاري إلى 7.65% من الناتج المحلي الإجمالي بأعلى من المستهدف السابق عند 7%.

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية

يشهد سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع طفيف خلال جلسة اليوم الخميس على حساب تراجع مكاسب الدولار الأمريكي بعض الشيء، ولكن تنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات هامة عن الاقتصاد الأمريكي من شأنها أن تحرك الدولار الأمريكي من جديد وبالتالي ستؤثر على أسعار الذهب بشكل كبير.

انخفض سعر الذهب المحلي بشكل محدود خلال جلسة الأمس في محاولة لاستجابة السوق لانخفاض سعر الأونصة العالمية، بينما يبقى الحذر في أسواق الذهب من القرارات التي قد تصدر عن الحكومة أو البنك المركزي فيما يتعلق بقرض صندوق النقد الدولي وسعر الصرف الرسمي.

استقر سعر أونصة الذهب العالمي تحت المستوى 2000 دولار للأونصة، لتكون منذ جلسة الأمس قاع قد يدعم تعافي الذهب من مستويات حول 1990 دولار للأونصة ليعيد اختبار المستوى 2000 دولار، ولكن البيانات الأمريكية قد تؤثر على تحركات الذهب اليوم.

هبوط الذهب من المنطقة الحالية يدفعه إلى مستوى الدعم الرئيسي عند 1975 دولار للأونصة، وقد يستقر عند هذه المنطقة لفترة من الوقت وفي حال نجح في كسرها يستهدف المستوى 1950 دولار للأونصة.

أما عن السعر المحلي:

انخفض سعر الذهب المحلي يوم أمس ليسجل أدنى مستوى عند 3620 جنيه للجرام عيار 21 وذلك بعد ارتفاع في الجلسة السابق حتى المستوى 3700 جنيه للجرام، الأمر الذي يدل على استمرار التذبذب في السعر المحلي بين 3700 – 3570 جنيه للجرام.

يستمر الترقب في سوق الذهب المحلي خلال الفترة الحالية ومن المتوقع أن يستمر التذبذب الحالي لفترة من الوقت حتى تتضح الأوضاع بالنسبة لمستقبل سعر الصرف الرسمي وهل سيحدث تعويم أم لا.