انطلاق أعمال أول منتدى عالمي للمدن الذكية في المملكة العربية السعودية بمشاركة أكثر من 100 متحدث يمثلون 40 دولة
في يوم 15 فبراير، 2024 | بتوقيت 3:12 م
كتبت: نجوى طه
انطلقت أعمال أول منتدى عالمي للمدن الذكية في المملكة
العربية السعودية الذي نظمته الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي
“سدايا” بالتعاون مع وزارة الداخلية ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان
واستمر يومين، في مقر أرينا الرياض تحت شعار “حياة أجود”، بمشاركة 100 متحدث
يمثلون 40 دولة حول العالم، وبحضور عدد من أصحاب السمو، والمعالي الوزراء،
وخبراء المدن الذكية والذكاء الاصطناعي وصنّاع السياسات الاقتصادية، وكبار
المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص، والمستثمرين من مختلف دول العالم.
ويأتي المنتدى في إطار ما تحظى به “سدايا” من دعم ورعاية من صاحب السمو الملكي
الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس
مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي -حفظه الله- للوصول
بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي،
حيث تسعى “سدايا” بوصفها المرجع الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة
من خلال هذا المنتدى إلى تشكيل رؤية طموحة لمستقبل المدن في العالم ومنها مدن
المملكة. واستهل الحفل بأكبر عرض مرئي شارك فيه أكثر من 101 عارض يمثلون جنسيات
متنوعة يستعرض فيه النقلة النوعية التي ستشهدها مدن العالم في التحول لمدن ذكية
تتمتع بخدمات متقدمة يستفيد منها الإنسان وتحقق له حياة أجود إلى جانب ما تقدمه
التقنيات المتقدمة متمثلة في الذكاء الاصطناعي من تسهيلات لهذه المدن تسهم في
بناء بيئة عصرية محورها الإنسان.
عقب ذلك ألقى معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”
الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي كلمة قال فيها : إننا نقف اليوم على مفترق طرق
بين التقليد والابتكار، ونتذكر أنه بينما يمكننا أن نصل عنان السماء بواسطة
البيانات والتقنية؛ فإن أقدامنا لا تزال راسخة في خدمة مواطنينا وسكان مدننا،
وفي هذا المنتدى لدينا أكثر من 100 متحدث يمثلون 40 دولة مختلفة، ونحن نجتمع
اليوم وغداً لتحقيق ثلاثة أهداف، هي: استشراف المدن الذكية المستدامة في
المستقبل، وتعزيز المبادرات الحكومية الذكية على مستوى العالم، وتحفيز الشركات
للاستثمار في بناء الحلول الذكية.
وأضاف معاليه: خلال هذا المنتدى العالمي، سنناقش موضوعات مهمة منها: دور
التقنيات في المدن العالمية، ومستقبل التنقل الحضري وحلول الزحام، والابتكارات
في تشكيل مدن المستقبل، والتخطيط للمدن الخضراء والمستدامة في العقد القادم،
والمزيد، حيث بدأنا في بناء منصة المدن الذكية الوطنية (سمارت سي) في السنوات
القليلة الماضية؛ لتنفيذ رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان
عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة (سدايا) – رعاه
الله -، ونحن ممتنون للغاية لتوجيهاته التي كان لها دور فعال في تحقيق نتائج
رائعة تتماشى مع رؤيته المستقبلية للمملكة.
وأوضح أنه في عام 2023 أسهمت الجهود المشتركة للجهات الحكومية التي تستخدم
منصة المدن الذكية الوطنية (Smart C) في تقليل الزحام المروري على شبكة الطرق
المؤدية إلى موقع انعقاد مؤتمر ضخم في الرياض بنسبة 36%، مقارنة بعام 2022. كما
قمنا بتطوير خوارزميات ونماذج للكشف المستمر عن التلوث البصري في شوارعنا،
باستخدام لقطات أسبوعية للمدن الكبرى في السعودية، وذلك بالتعاون مع وزارة
الشؤون البلدية والقروية والإسكان في مبادرة لدعم الجهود الوطنية لاستدامة
المناظر الطبيعية الحضرية في المملكة وتحسين نوعية الحياة.
وأفاد معاليه أنه خلال موسم الحج الماضي، وبالتعاون مع وزارة الداخلية، دعمت
“سدايا” إدارة حركة المرور والحشود من خلال التحليلات المتقدمة وحلول الذكاء
الاصطناعي، وقد ساهمنا في الجهود الوطنية الرامية إلى زيادة نصيب الفرد من
المساحات الخضراء بنسبة 9%، وذلك باستخدام إمكانات منصة (Smart C) لكشف مستوى
التشجير ومراقبته في مدينة الرياض. وتابع معاليه قائلاً: إننا نؤمن بأهمية
تعزيز منظومة المدن الذكية لتمكين النمو المستدام، وأحد الأمثلة يشمل: إطلاق
مسرعة المدن الذكية بمشاركة قوية من شركات ناشئة محلية وعالمية، حيث أوجدت هذه
المبادرة فرصاً تجارية في مجال المدن الذكية ويسَّرت وصول أكثر من 100 فريق من
39 جامعة إلى الأسواق، ولقد أطلقنا تحدي سمارتاثون خلال القمة العالمية للذكاء
الاصطناعي بالتعاون مع شركائنا، وذلك لتقديم حلول حديثة لتحسين المشهد الحضري،
بمشاركة أكثر من 16,000 متسابق من أكثر من 90 دولة، لابتكار 650 حلاً فعلياً
لمشاكل حقيقية، مشيراً أن تطوير منصة الهوية الرقمية الوطنية “نفاذ” والتطبيق
الشامل توكلنا أدى إلى توفير ما يعادل 19 يوماً سنوياً من وقت الفرد، مؤكداً أن
من خلال اتحادنا في هذا المسعى، فإننا نقدم أكثر بكثير من مجرد تخطيط المساحات
الحضرية؛ إذ إننا نغرس بذور مستقبل آمن وأكثر كفاءة واستدامة “لحياة أجود!”.
بعد ذلك ألقى معالي وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان الأستاذ ماجد بن
عبدالله الحقيل كلمة أكد فيها أن مفهوم “المدن الذكية” ليست مجرد مناطق حضرية
مجهزة بالتكنولوجيا؛ بل يتطلب لتحقيقها خلق نظم بيئية وتشغيلية تدمج الخدمات
البلدية، والنقل، والتعليم، والصحة، والسياحة، وغيرها من الأعمال والخدمات،
بحيث يتم تصميمها لتحسين جودة حياة السكّان، مشيراً إلى أن رؤية المملكة 2030
هي المسار المُحدّد لرحلة تحولنا، ومن خلالها عملنا على إطلاق استراتيجية تهدف
للنمو الحضري وتصوير المدن كمراكز نابضة بالحياة والتنمية المستدامة
والتكنولوجيا، حيث يعيش الناس حياة تُلبي تطلعاتهم وتُحقق لهم الرفاهية
وتمكّنهم من الإنجاز.
ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة فيرا برشلونة ريكارد زاباتيرو في كلمة
له: إنه لأول مرة أبرم منتدى المدن الذكية العالمي شراكة مع “سدايا” لتنظيم هذا
المنتدى العالمي المميز للمدن الذكية في الرياض، وقد كانت “سدايا” وشركاؤنا
السعوديون أحد أكبر المشاركين الرئيسيين في المنتدى العالمي للمدن الذكية في
برشلونة، مشيراً أن بفضل هذا التعاون، بدأنا مبادرة ستجعل من حياة الجميع أفضل
بكثير من خلال سياسات المدن الذكية. وأضاف: أنه بالتعاون مع الهيئة السعودية
للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، نقيم في الرياض هذا الحدث المميز الذي
يشترك مع العديد من الفعاليات الأخرى حول العالم، مما يوفر شبكة استثنائية من
الفعاليات الناجحة، ومن خلال هذين اليومين، سيكون لدينا تجمع كبير من أبرز
وأقوى العقول حول سياسات وأنشطة المدن الذكية، وستكون هناك مناقشات، ومحادثات،
وإجراءات يجب اتخاذها، والهدف ليس مجرد الحديث، بل تجميع كل العقول النيرة التي
ينبغي أن تتحد لجعل حياتنا أفضل بكثير.
بعد ذلك ألقى الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة “إنفيديا” جنسن هوانج كلمة قال
فيها : إن الإنجازات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي مكنت من إنشاء أنظمة
تمكن المدن من أن تكون أكثر أماناً وكفاءةً واستدامة، مع توفير أكبر قدر ممكن
من الطاقة، حيث قامت “إنفيديا” بإنشاء أنظمة تحليلات فيديو واسعة النطاق في
الوقت الفعلي تجمع بين أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في رؤية الكمبيوتر
والتعرف على الأجسام والتحليل الدلالي القادر على مساعدة الجميع في إنشاء منصات
المدن الذكية، بدءًا من اكتشاف الأجسام والتعرف عليها، والتقدير اللاحق، وتحليل
الجزئيات، وأحد أحدث الإنجازات، وهو نماذج اللغة البصرية التي تتيح التحدث بشكل
أساسي إلى الفيديو. وبيّن أنه يمكن بشكل أساسي التحدث إلى مقطع فيديو والتحدث
إلى بث فيديو والبحث عن شيء غير عادي أو مثير للقلق، حيث تعمل جميع هذه
التقنيات على وحدات معالجة الرسوميات من “إنفيديا”، ولدينا منصة تسمى
Metropolis تمكن من إنشاء هذه الأنظمة على نطاق واسع جدًا، وذات أداء عالٍ،
وتطبيق أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي.
إثر ذلك قال رئيس مؤسسة سول الرقمية الدكتور يو-سيك كانغ في كلمة مماثلة: تعمل
المملكة العربية السعودية وكوريا على تعزيز علاقات الأخوة والترابط، مشيراً إلى
أن مؤسسة سول الرقمية لها ثلاث مهام رئيسة هي قيادة المعلومات الاستخباراتية
المبنية على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتقنيات السحابية، وتعزيز
القدرة التنافسية العالمية للمدن الذكية من خلال دعم الشركات الناشئة، وتحقيق
المدينة التي تتوافق مع سياسات الشمول الرقمي، مرحباً بالشركاء لمناقشة
الشراكات مع المؤسسة في أي وقت.
عقب ذلك شارك صاحب السمو الأمير الدكتور فيصل بن عبد العزيز بن عياف أمين
منطقة الرياض في جلسة حوارية بعنوان “قيادة الابتكار والتقدم المستدام: حالات
استخدام المدن الذكية في تحول المشهد الحضري للرياض”، ضمن أعمال المنتدى، أكد
خلالها سموه أن الرياض ستفاجئ العالم بمشاريعها الضخمة التي ستكون نموذجًا
عالميًا في جميع المجالات، مبيناً سموه أن الرياض تعمل اليوم على رحلة تحول
شاملة واستراتيجية واضحة تنطلق من طموحات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن
سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- التي تقود
حراكًا كبيرًا في العاصمة وتحقق تقدمًا في مؤشر التحول لمدينة ذكية يومًا بعد
يوم. وقال سموه: إن الرياض ستفاجئ الجميع وطموحنا عالي جداً وسنحققه ونحن
محظوظين بوجود مقومات تحلم فيها أي مدينة ويوجد لدينا قائد هو سمو ولي العهد –
حفظه الله – وهو محرك كبير لكل ما يحصل بالمدينة ويوجد خطط وبرامج ومشاريع
كبيره تحصل بالمدينة ومتفائلين بأن الرياض ستكون قدوه للعالم ونموذج يحتذى به.