تٌسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة: مصر تدخل عالم الأقمار الصناعية لتحقيق عوائد اقتصادية والتصنيع للغير
في يوم 10 فبراير، 2024 | بتوقيت 2:57 م
كتبت: نحوى طه
القاهرة تستعد لتنظيم مؤتمر دولي للفضاء بعنوان “آفاق الفضاء الجديدة في إفريقيا والشرق الأوسط” في سبتمبر المقبل
مصر أول دولة تنفذ تعاونًا في الأقمار الصناعية مع الصين في إطار مبادرة “الحزام والطريق”
نجحت مصر في إطلاق القمر الصناعي سات 1 وذلك في غضون شهرين فقط، من إطلاق القمر الصناعي سات 2، حيث انهما نواه لاستكمال مشروع توطين صناعة الأقمار الصناعية في مصر بمكونات محلية تصل الى أكثر من 80%، وذلك بهدف إحراز تقدم سريع في امتلاك تكنولوجيا الأقمار الصناعية، التي ستساهم في تعزيز دور مصر الريادي بإفريقيا في مجال علوم الفضاء. كما تسهم تلك الأقمار في خدمة أهداف التنمية المستدامة في العديد من المجالات الزراعية والاقتصادية، والتغيرات المناخية. ويأتي ذلك اتساقاً مع توجيهات رئيس الجمهورية في تنفيذ أولويات الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية.
مراقبة المحاصيل الزراعية
وأكد الدكتور أحمد الرافعي، رئيس برنامج القمر الصناعي سات 2، أن القمر الصناعي الذي تم اطلاقه بالمشاركة مع الصين يقوم بتصوير الأرض من الفضاء بصور ذات دقة عالية، موضحا إن استخداماته ستكون في مراقبة المحاصيل الزراعية وتخطيط المدن واستكشاف الموارد المعدنية والحصول على صور فضائية.
وأضاف أنه يتم اختبار كل أنظمة القمر بعد إطلاقه وهذه المرحلة الأولى التي تمتد لنحو 3 شهور للتحقق من فعاليته، موضحا أنه يمكن تسويق المعلومات والصور التي يحصل عليها القمر الصناعي أبيض وأسود وألوان.
وقال الرافعي أن السيطرة على القمر الصناعي يتم وفق فريق مصري -صيني، والتصميم تم من قبل الجانب الصيني فقط، علاوة على أنه عقب الاختبارات تتسلمه مصر وتتحكم فيه مصر بشكل كامل، مشيرا إلى أن القمر الصناعي عمره 5 سنوات وفعاليته عالية جداً.
إعداد البرمجيات والمحطات
وقال الدكتور هيثم مدحت، رئيس شعبة الاتصالات والملاحة الفضائية بالوكالة، إن القمر الصناعي “نكس سات” تم تجميعه في مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية بالوكالة ماعدا اختبارات الاهتزازات الفضائية، والتي تمت في ألمانيا قبل بدء عمل المركز.
وأضاف أن الجانب الألماني ساهم في عملية توريد الأنظمة الفرعية للقمر الصناعي، أما الجانب المصري فقام بوضع وإعداد البرمجيات الخاصة به، والمحطات الخاصة بالقمر وإجراء الاختبارات والتجميع بالمركز.
وأكد مدحت أن مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية بالوكالة يعتبر أولى خطوات توطين صناعة الأقمار الصناعية في مصر، كما أنه يمنح مصر دورًا رياديًا في نقل هذه التكنولوجيا للقارة الإفريقية.
التصوير الكهرو بصري
وعن مواصفات القمر الصناعي، قال رئيس شعبة الاتصالات والملاحة الفضائية بالوكالة، أن وزن القمر يبلغ 67 كجم ويندرج تحت طراز “الميكروسات”، والقمر مجهز بحمولة فضائية للتصوير الكهرو بصري دقتها 7. 5 متر أحادي الطيف.
وأكد الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أن نسبة التوطين في القمر بلغت 35%، موضحا ان الوكالة لدينا تركيز على 3 محاور رئيسية في صناعة الأقمار الصناعية، الأول يتمثل في التصميم والثاني يتمثل في البرمجيات والثالث يتمثل في التجميع والتكامل والاختبار، والثلاثة محاور تمثل 60% من صناعة الأقمار الصناعية.
الاطلاق التجريبي
وقال صدقي أن أي قمر صناعي يصل للنسبة المحددة نستطيع وقتها أن نقول إننا وصلنا لنسبة توطين في صناعة تكنولوجيا هذا الطراز من الأقمار الصناعية، منوها بأن مصر تستعد، لتنظيم مؤتمر دولي للفضاء بعنوان “آفاق الفضاء الجديدة في إفريقيا والشرق الأوسط” في سبتمبر المقبل.
كانت قد أعلنت وكالة الفضاء المصرية، أول أمس السبت، عن نجاح إطلاق القمر التجريبي نكس سات Nexsat-1، وذلك قبالة سواحل مدينة يانغجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ بجمهورية الصين الشعبية، وذلك بعد شهرين من إطلاق القمر الصناعي مصر سات 2 في 4 ديسمبر 2023 من الصين أيضًا. ونكس سات 1 هو أول قمر صناعي تجريبي للاستشعار عن بعد تم تطويره بالتعاون مع شركة (BST) الألمانية، والذي يمثل إنجازًا مهمًا في توطين تكنولوجيا تصنيع الأقمار الصناعية في مصر، ويتمثل العائد من إطلاقه في توطين تكنولوجيا التصميم والبرمجيات للأقمار الصناعية من طراز الميكروسات تمهيدًا مستقبلًا لتصنيع هذا القمر بغرض خدمة أهداف التنمية المستدامة للدولة، وأيضًا إدرار عائد اقتصادي للدولة من خلال تصنيع هذا الطراز للغير.
الشراكة بين مصر والصين
وخلال العام الماضي 2023، أعلنت وكالة الفضاء المصرية عن الانتهاء من مركز التجميع والتكامل والاختبار بالوكالة، والذي يعد الأكبر من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط، وتم تأسيسه في إطار الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين. وتعد مصر أول دولة تنفذ تعاونًا في الأقمار الصناعية مع الصين في إطار البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”.
ويخدم القمر الصناعي (مصر سات 2) أهداف التنمية المستدامة للدولة المصرية، من خلال استخدام تكنولوجيا الفضاء في تطوير مجالات حيوية ومنها على سبيل المثال لا الحصر الزراعة، استكشاف الثروات المعدنية، تحديد مصادر المياه السطحية، ودراسة تأثيرات التغير المناخي علي البيئة بما يسهم في دعم الاقتصاد المصري، فضلا عن تعزيزه لدور مصر الريادي من خلال توفير البرامج التدريبية الهادفة لتأهيل الكوادر المتخصصة في القارة الإفريقية والشرق الأوسط وإمدادها بالبيانات الفضائية.
أول منتج مصري
وقد شارك فريق من مهندسي وكالة الفضاء المصرية مع فريق من الخبراء الصينيين في كافة مراحل تصميم وتصنيع القمر ونجح الفريق المصري في تنفيذ أحد مكونات القمر بالكامل وبالتالي يكون لدي مصر أول منتج مصري يطلق في الفضاء.