احمد حسام عوض يكتب : تغيير الفكر في الاستثمار الرياضي ..دوري الهواة في أوروبا نموذجا
كان عام 1894عاما تاريخيا في كره القدم عندما هبط نادي نيوتن هيث الإنجليزي بعد موسمين فقط من مشاركته في الدوري الإنجليزي الممتاز و بعدها اشترى بعض رجال الأعمال الفريق وتولوا مسئوليته في عام 1902 وتم تغيير اسم الفريق إلى مانشستر يونايتد لتُسجل واحده من اوائل نماذج الاستثمار الرياضي في تاريخ كره القدم
للاستثمار الرياضي مزايا وعوائد اقتصادية وآثار إجتماعية إيجابية معروفة ولا تحتاج إلى دليل بالتأكيد على قيمة هذا النوع من الاستثمار الذي تغير و تطور بشكل سريع في العالم.
وأهم ما تغير في الاستثمار الرياضي هو الفكر والتطبيق الحديث للآليات التي تحقق النجاح لقطاع استثماري مهم والأهم أنه يرتبط بالمجتمعات ويتفاعل معها وتؤثر به وبشكل أساسي بالشباب والنشء وهو ما يوضح القيمة الحقيقية لانعكاس نجاح تجارب الاستثمار الرياضي على المجتمعات.
تجارب كبيرة على المستوى العالمي والمحلي كان عامل النجاح المشترك بينهم هو الشخص الكفء القادر على إدارة هذا الاستثمار و يمتلك التأثير وتحويل وتنفيذ الفكر إلى تجربة نجاح ملهمة ونشرها في محيط المجتمع الذي تنشأ فيه هذه التجارب – وأقصد هنا بالأندية الرياضية علي وجه التحديد- ومن بعدها استقطاب محبين وجماهير لهذه الأندية خارج نطاقها الجغرافي الذي بدأت فيه ، ومن هنا يمكن أن نحكم على هذه التجربة بالنجاح .
من المؤكد أن هناك محاولات قطعت شوطاً على الطريق الصحيح …ومن المعروف أن هناك تجارب هامه نجحت على مستوى العالم أعتقد أنه لابد من النظر اليها بعنايه وتطبيق رؤيتها ومنهجيتها والآليات التي نجحت بها والطريق الصحيح ليصبح لنا بصمة مصرية قوية في مجال الاستثمار إللي الرياضي.
لدينا الفرصة لعمل تجارب ناجحة في أقاليم مصر ونمتلك القدرة وفي مدة زمنية قصيرة لتحقيق تغيير ملموس مقارنة بالتجارب القديمة أو حتى الحديثة في الدوري المصري فأنا من المؤمنين تماما بما يمكن أن يتحقق من خلال تطوير منظومة الاستثمار الرياضي هو الأثر الذي يمكن أن نراه حقيقة ملموسة وله انعكاسه على الشباب واكتشاف المواهب والفرص الكبيرة التي يمكن أن تظهر في مجالات مرتبطة بالرياضة والرياضيين في مختلف أقاليم مصر ومحافظتها
تعد مصر فعلا واحدة من الدول التي لها شعبية كبيرة في مجال الرياضة ولدينا بكل واقعية إمكانيات كبيرة لتطوير الاستثمار الرياضي ومدرك تماما بأننا نمتلك الفرصة كما ذكرنا للتغيير للأفضل
حاولنا طرق كثيرة لدينا محاولات سواء في الأندية الشعبية مثل أو في أندية الشركات لكن بلدنا بها إمكانيات أكبر نستطيع من خلالها صناعة تحول جذري في الاستثمار الرياضي في مصر وأنا مقتنع تماما بأننا ممكن أن نبدأ من أسفل الهرم إلى أعلاه.
وأقول ان البداية الحقيقية من وجهة نظري بعودة دوريات الهواة والاهتمام والمساندة من كل الأطراف دولة وقطاع خاص وإعلام بدوريات المدارس ففي أوروبا على سبيل المثال دوريات الهواة والتي تمثل المستوى الأدنى من الهرم الرياضي في كرة القدم في أوروبا وتلعب في مستوى محلي داخل كل بلد وبالرغم من أنها دوريات ليست مشهورة ولكن دورها أساسي في تطوير المواهب واكتشاف لاعبين موهبين من المستوى المحلي ومن الشباب ومن الأمثلة المعروفة والتي تعتبر دليل واضح على نجاح الاستثمار الرياضي في دوريات الهواة في أوروبا هو نادي ليستر سيتي الإنجليزي في عام 2008 كان النادي يلعب في دوري الإنجليزي الدرجة الثالثة ولكن بفضل استثمارات مالكه التايلاندي في تحسين البنية التحتية واكتشاف لاعبين موهوبين تمكن الفريق من التأهل للدوري الممتاز عام 2014 وفاز بالدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016 ونادي بورتو البرتغالي حقق نجاح كبير في السنوات الأخيرة بعدما استثمر بورتو في تطوير أكاديمية الشباب وتطوير استراتيجية التسويق والتجارة وفاز بدوري أبطال أوروبا في عام 2004 و تحولت البرتغال لواحدة من اكبر الحاضنات المُصدره للمواهب الشابه في الدوريات الاوروبيه .
تجارب دولية كثيرة مثل نادي ليفربول ونادي مانشستر سيتي وغيرهم لهم تجارب سنقوم باستعراض اهم ملامح نجاحهم في الاستثمار الرياضي نستعرضها لاحقاً لتكون نموذجاً نسترشد به فى رحلتنا نحو احتراف الاستثمارالرياضى فى مصر
وللحديث بقية ان شاء الله