تغير تاريخي في تسعير الذهب عالميًا والأوقية تغلق فوق 2060 دولار
في يوم 30 ديسمبر، 2023 | بتوقيت 4:22 م
كتب: محمد عبدالرحمن
اختتم الذهب تداولات الأسبوع الأخير هذا العام على ارتفاع على الرغم من ضعف أحجام التداول في الأسواق بسبب موسم العطلات، ليسجل الذهب ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي بدعم من تراجع مستويات الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى منذ 5 أشهر.
سجل الذهب الفوري ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.5% ليغلق تداولات عام 2023 عند المستوى 2062 دولار للأونصة، وكان قد سجل اعلى مستوى في 3 أسابيع عند 2088 دولار للأونصة مسجلا ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي.
ورصد تحليل جولد بيليون، أنه للمرة الأولى في تاريخ الذهب العالمي يغلق الذهب تداولات العام فوق المستوى 2060 دولار للأونصة، وهو ما يعد تغير تاريخي في تحركات سعر الأونصة العالمية خاصة بعد تسجيلها أعلى مستوى تاريخي في 4 ديسمبر عند 2148 دولار للأونصة.
استمر الذهب في الارتفاع خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بدعم من توقعات الأسواق التي تشير إلى أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيلجأ إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع مارس 2024. وذلك بعد أن أشار البنك الفيدرالي في اجتماعه الأخير هذا العام إلى نيته خفض أسعار الفائدة 75 نقطة أساس خلال العام القادم.
ضعف بيانات النمو في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث بالإضافة إلى تراجع معدلات التضخم وفقاً لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، زاد من ثقة الأسواق أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى خفض الفائدة في وقت مبكر من العام القادم.
احتمالات خفض الفائدة في مارس في الأسواق ارتفعت إلى أكثر من 75% بعد بيانات التضخم الأمريكية، وذلك على الرغم من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الذين حاولوا تهدئة رد فعل الأسواق تجاه توقعات خفض الفائدة الأمريكية.
ساعد هذا على انخفاض الدولار الأمريكي مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، فقد انخفض مؤشر التضخم هذا الأسبوع بنسبة 0.2% ليسجل انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي ويسجل أدنى مستوى في 5 أشهر.
من جهة أخرى شهد العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.9% ليسجل أدنى مستوى منذ 5 أشهر عند 3.783% مسجلاً 5 أسابيع متتالية من الهبوط، وخلال شهر ديسمبر انخفض العائد بنسبة 10.7% بعد انخفاض آخر خلال شهر نوفمبر بنسبة 12.3%.
الذهب فوق ألفين دولار للأسبوع الخامس
أسعار الذهب استقرت فوق المستوى 2000 دولار للأونصة للأسبوع الخامس على التوالي، كما استطاعت الأسعار أن تتخطى المستوى 2050 دولار للأونصة خلال هذا الأسبوع وهو الحد العلوي للمنطقة السعرية بين 2000 – 2050 دولار للأونصة، والتي مثلت قاعدة سعرية استوعبت أسعار الذهب خلال الثلاث أسابيع الأخيرة، الأمر الذي يؤهل الذهب لمزيد من المكاسب خلال الفترة القادمة.
أسعار الذهب فشلت حتى الآن في تسجيل اغلاق يومي فوق المستوى 2080 دولار للأونصة، والذي يمثل المقاومة الأساسية للسعر حالياً، والاختراق الناجح لهذا المستوى والاغلاق فوقه يفتح الطريق إلى المستهدف عند 2100 دولار للأونصة.
قد نشهد تصحيح سلبي لسعر الذهب بهدف تجميع زخم صاعد يتيح للذهب اختراق مستوى المقاومة 2080 دولار، وقد يمتد هذا التصحيح إلى المستوى 2050 دولار وإذا تم كسر هذا المستوى يفتح الطريق إلى المستوى 2015 دولار للأونصة.
أسعار الذهب في مصر
شهد سعر الذهب في مصر تذبذب كبير خلال هذا الأسبوع فقد ارتفعت بشكل حاد وسجلت أعلى مستوى تاريخي للذهب، قبل أن تشهد انخفاضات حادة في الأسعار أيضاً وسط تذبذب عنيف يدل على عودة المضاربات إلى أسواق الذهب.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم السبت 30 ديسمبر 2023 عند المستوى 3150 جنيه للجرام قبل أن يتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3160 جنيه للجرام يأتي هذا بعد أن ارتفع سعر الذهب يوم أمس بمقدار 50 جنيه ليغلق عند المستوى 3150 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند 3100 جنيه للجرام.
خلال الأسبوع الماضي ارتفعت أسعار الذهب بمقدار 120 جنيه بنسبة ارتفاع 4% ليغلق عند المستوى 3150 جنيه للجرام وكان قد افتتح تداولات هذا الأسبوع عند 3030 جنيه للجرام.
سجل الذهب أعلى مستوى تاريخي خلال الأسبوع الماضي عند 3330 جنيه للجرام قبل أن يبدأ في التذبذب بشكل عنيف أثناء هبوط السعر وصولاً إلى المستوى 3150 الذي أغلق عنده الأسبوع.
ما حدث في السوق المحلي الأسبوع الماضي هو خليط بين عدة عوامل مثل ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي، إلى جانب أن مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمارك لم تعمل على دخول كميات كبيرة من الذهب خلال الفترة الأخيرة لأنها لم تكن فترة إجازات وبالتالي لم تساهم في تحقيق استقرار في السوق.
من هنا نجد أن الفرصة أصبحت متاحة لحدوث مضاربات على السعر خاصة في ظل المخاوف المنتشرة بشأن إمكانية حدوث تعويم في سعر الصرف بالإضافة إلى تأثير قرار تثبيت الفائدة من البنك المركزي المصري وما نتج عنه من اقتناع في الأسواق أنه لن يتم طرح أوعية ادخارية جديدة بفائدة أعلى من 25% لسحب السيولة النقدية التي ستنتج عن استحقاق شهادات الـ 25% الأمر الذي يزيد من الطلب على الذهب وارتفاع أسعاره.
وبالنسبة لأهم الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي، فقد قامت البنوك بإلغاء التعامل بالنقد الأجنبي على بطاقات الائتمان الحديثة التي لم يمضي على إصدارها 6 أشهر بسبب سوء الاستخدام، وهو ما اعتبرته الأسواق ناتج عن نقص العملة الصعبة بشكل كبير لدى البنوك، لتكون النتيجة تزايد في الطلب على الدولار في السوق الموازي.