د. يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين الافارقة ل ” العالم اليوم” : الاقتصاد المصري هو المتضرر من المقاطعات .. و 5 مليون عامل وموظف يعملون بشركات عالمية
في يوم 7 نوفمبر، 2023 | بتوقيت 8:01 ص

كتب: مني البديوي
” المناداة بالمقاطعات بشكل عشوائي يحمل وجها للحق للتعبير عن الغضب الشعبي ..ولكنه يحمل وجوها اخري تضر اقتصاد البلاد بشكل مباشر وغير مباشر ..” ..بهذه العبارات التي حملت نوع من دق لناقوس الخطر ونقلت الصورة الحقيقية جراء ما تم اتخاذه من مقاطعات شعبية تجاه العديد من العلامات التجارية الكبري التي تعمل في السوق المصري تعبيرا عن الغضب دون النظر لمدي تاثيرات ذلك ومن هي الجهة المتضررة تحدث الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الاعمال المصريين – الافارقة ومستشار الاستثمار الدولي في حواره مع ” العالم اليوم ” ، موضحا ان اجمالي المقاطعات التي ينادي بها معظمها تستهدف الدول الغربية وان اهم هذه الدول التي تقع قاسم مشترك في ذلك هي الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وإنجلترا وألمانيا وهم اهم شركاء استراتيجيين لمصر في حجم الاستثمار الاجنبي المباشر والتبادل التجاري حتي انه اذا بلغ حجم الاقتصاد المصري عام 2022 نحو 476 مليار دولار فان حجم استثمارات هذه الدول يشكل ما يتراوح من 15 الي 20% من اجمالي الاستثمار الاجنبي المباشر في مصر .
واضاف ان هناك ما يقرب مما يتراوح من 20 الي 22 الف شركة من هذه الدول تعمل بشكل مباشر وغير مباشر في مصر وان حجم استيراد تلك الدول من مصر يشكل ما يقرب من 17 مليار دولار اي ما يعادل 35% من اجمالي صادرات مصر ، ومصر تستورد منها في حدود ما يتراوح ما بين 20 الي 25 مليار دولار سنويا بما يشكل اكثر من 32% من حجم فاتورة استيراد البلاد .
وأردف : انه اذا كان اجمالي سوق العمل في مصر القطاع الخاص والحكومى يقدر بنحو 29 مليون منهم 23.5 مليون في القطاع الخاص فان هناك ما يقرب من 5 مليون عامل وموظف مصري يستفيدون ويعملون بشكل مباشر وغير مباشر في استثمارات هذه الدول .
وقال ان هناك ايضا منح واستثمارات تنموية معروفة ومرتبطة ارتباط وثيق بحجم الاستثمار والتبادل التجاري للدول المانحة لهذه الاستثمارات التنموية داخل مصر وتوقفها يؤثر كثيرا علي البعد الاقتصادي التنموي في مراحل بناء الدول اقتصاديا وانتشالها من التعثر .
واكد الشرقاوي ان المقاطعات مهما كان المستهدف منها بشكل معنوي فان الضرر الواقع منها علي الاقتصاد المصري هو ضرر مباشر وكبير ويؤثر علي العديد من الوظائف في وقت الاقتصاد العالمي والمصري يواجه العديد من الازمات والتحديات بشكل غير مسبوق .
وشدد علي ان الدعوة لأية مقاطعات لابد ان يسبقها امتلاك القدرة العلمية و ” سر الصنعة ” واتفاقيات نقل التكنولوجيا وعلوم البرمجيات وتكنولوجيا الفضاء وان يتم ذلك وفق اتفاقيات تجارية واستثمارية بين الدول التي تملك هذه الأنواع من التكنولوجيا والدول المستقبلة ، مؤكدا انه لا يجوز ان تقسم المقاطعة ويتم مقاطعة منتجات من ذات الدول التي نحن في حاجة ماسة ان نستورد منها منتجات متقدمة واتفاقيات نقل تكنولوجيا.
وقال ان هناك موجة من موظفي شركات يستخدمون أساليب التنافسية غير الشريفة لتوظيف الرأي العام في اتجاه المقاطعات توظيفا سلبيا لإعادة التوجيه الخاطئ لآليات السوق وترويج بعض منتجاتهم المكدسة الرديئة امام منتجات سلع اخري تدرج ضمن المقاطعة في ضبابية الشعارات ، كذلك هناك من يخططون دوما لإعادة ارباك المشهد الاقتصادي وزيادة الأمر تعقيدا لزيادة العبء علي الحكومات لهذا فانهم يضعون في تخطيطهم المطاعم كثيفة العمالة في مقدمة قائمة المقاطعات حتي يقع الضرر الأولي المباشر علي اكبر حجم ممكن من الموظفين الصغار والمتوسطين الذي يمكن ان يبلغ عددهم في دولة مثل مصر 3 مليون عامل يعملون في هذه المطاعم ، واكتر من 3 مليون يعملون في شركات سلاسل الامداد لتلك المطاعم مثل المزارع ومنتجي الحاصلات والخضروات الطازجة الأمر الذي بدوره يحقق ضررا مباشرا علي استقرار الشارع .
وافاد الشرقاوي: ان تلك المقاطعة تؤثر ايضا علي اجمالي مساهمة مشروعات التجزئة في الناتج المحلي الإجمالي ، وان الرصد التاريخي لمثل هذه المقاطعات التي تتم بشكل اصبح اكثر عشوائية بعد ظهور ” التواصل الاجتماعي” يفيد بحدوث موجة عارمة من جشع التجار من بعض المنتجين المحليين مستغلين مثل هذه الفترات بشكل غير عادل مما يضطر الحكومات الي مضاعفة الجهد في مراقبة الأسواق.
وتساءل ماذا لو تم مقاطعة شركة توفر قطع واجزاء لخط انتاج يعمل به 1000 عامل وتعطل لأجل غير مسمي ..من المستفيد ؟!، وتلك الدول ايضا تتتج بعض المواد الطبية والمستحضرات المتفردة مثل الأنسولين الذي يحتاجه مرضي السكر في العالم ..فهل يمكن المقاطعة للألبان والاجبان من هذه الدول ونأخذ الانسولين فقط ..باي منطق!، وهناك عدد من هذه الدول تمتلك حصريا اجهزة أشعة مقطعية وتشخيصية …والأمثلة عديدة في الأجهزة والمنتجات والمعدات الرأسمالية التي تنتجها .
ودعا الشرقاوي لتحكيم صوت وثقافة الفكر في التعبير والأساليب الجيدة التي يمكن اتباعها والتي تؤتي ثمارها علي المدي الطويل .







