عشوائية استهلاك الطاقة
المواطن المصري لا يعلم و لا يستسيغ مفهوم كلمة ترشيد. الترشيد هو الإستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة (حسب معجم الصواب اللغوي) .
وهناك ترشيد في الغذاء و في الملابس و في الزراعة و الأموال و في كل زوايا الحياة .
الترشيد هو ان نكون أذكياء في التعامل مع الاشياء ، و نستخدمها استخداما رشيدا. و قد يختلط عند المواطن المصري الفارق ما بين الترشيد والتقشف. بل و قد يتألم البعض شديدا و ياخذ معنى الترشيد على انه تقشف و بخل ، فنحن شعب كريم وشعب فضفاض وبالتالي كلمة تقشف أو كلمة بخل هي كلمات لا تقع في القاموس المصري من حسن حظ هذا الشعب. ولكن في المقابل لا نستخدم كلمة ترشيد الاستخدام الحقيقي. ولهذا قبل ان نتكلم عن الترشيد لابد ان نتكلم على العشوائية.
ما هي عشوائية استهلاك الطاقة؟ نحن نتعامل مع الطاقة بطريقة عشوائية وخالية من أي نوع من أنواع الترشيد. ما أقوله هو سلوك مواطن، سلوك شخصية، وليس هناك ارتباط ما بين الترشيد والقدرة على سداد الاستهلاك. ليس هناك أدنى تفسير عالمي. على أن حصولي على الخدمة يبيح لي استهلاكها بالشكل الذي أراه. ولهذ لابد ان نكون مراقبين على انفسنا. و هو مانفتقده داخل منازلنا ، حيث نستخدم كافة المعدات الكهربائية بطريقتنا الخاصة. و قد نترك مكيفات الهواء قيد التشغيل ٢٤ ساعة من مبدأ الحرية طالما يتم سداد الفاتورة !!
و قد نترك الاضاءة ٢٤ ساعة بنفس المبدأ . هذا كلام خاطئ للغاية وسلوك مشين ومعيب وسنحاسب عليه يوم القيامة، فإن توليد الطاقة ونقلها وتوزيعها هو ملك للأمة وليس ملك للفرد. احصل على ما احتاجه من هذه الخدمة واحصل على نصيبي واسدد سعرها، ولكن هذا لا يبيح لي استهلاك وابتزاز الشبكة ابتزازا يؤدي الى الاضطرار لتخفيف الاحمال. نحن لسنا في حاجة الى تخفيف الاحمال. نحن في حاجة شديدة وماسة لتغيير فكر العامة تغيير الفكر العام في التعامل مع الاشياء المادية منها:” الطاقة و المحروقات و الغذاء”، كل هذه الامور تدور حول المستوى الثقافي و مدى أهمية التنوير والتعليم للمواطن المصري. ولابد أن ندرك أن مواجهة الأزمات الحادة مثل مواجهة ازمة الطاقة الحالية ما هي الا نقص شديد. مع الأسف في التعليم والتربية و التنوير و الروح الجماعية .
المقصود هنا بالتربية هي الا نحول القضايا إلى سخرية ونسخر من الأوطان ونتغزل في الأخطاء ونزيد من الإشاعات ونتحدث عن الأمور بلغات تهكمية تضر بمصالح الوطن وتضر بمصالح الاستثمار وتضر بسمعة البلد .
و من حيث التعليم ، لابد و أن يتغير مفهوم الشخصية المصرية عن العديد من الاشياء ولن تتغير هذه المفاهيم إلا بالتعليم منذ الصغر. فبداية المشوار هي التعليم وبداية التربيه هي المدارس والمنزل .اذن التعامل مع القضايا لابد أن يكون تعاملا جماعيا وليس فرديا ، بمعنى ان تخفيف الاحمال هو ناتج لسوء الاستخدام عند الذروة وهي تعنى الحادثة” هذا ما يحدث الأن”، و ما يحدث الأن في تخفيف الأحمال هو ازمة نتداولها جهلا، ولا نعلم ما نقول . و نتكلم عن نقص في الغاز و عن حقل ظهر . نتكلم في أمور تخص وزارتين ” الكهرباء و البترول” ، ولسنا متداخلين او مدركين لحقيقة وواقع الأمر .
هذه قضية من مسئولية المسؤولين في الدولو والمسؤولين هم من الخبراء وهم على أعلى مستوى ولا أعتقد أن أيا منا على ادراك بما تمر به الاحوال الفنية عن من هو اقرب اليها. اذن تداول الأمور بهذه الصورة دون السعي نحو الحل والمساهمة فى المشكلة هو الخطأ والمساهمة هنا تأتي من الوطن من الأمة من الشعب.
هناك المئات من الحلول القادرين على تنفيذها دون ان نشعر بضيق او تقشف، ولكنها تعد نوع من أنواع الترشيد فى المنزل والمصنع والمزرعه والمستشفى والجامع والمؤسسه الحكوميه والمكاتب الخاصه. اذن لابد أن نعمل معا كفريق ونقرر معا كفريق كيفية التعامل مع الأزمة دون أن تتأثر حياتنا كما تتأثر الآن بمعنى ليس من المريح أن ينقطع التيار وتتوقف عجلة الانتاج ويتعطل العمل والدخل، ولكن نستطيع الالتفاف حول الأزمات حال حدوثها .والقصد هنا أن مرحله الأزمه لابد وان نعمل حولها.
قرار الدولة بأن المؤسسات الحكوميه تعمل من المنزل أيام الأحد هو قرارا رشيدا ان تم تنفيذه بدقه ودون تعطيل لمصالح المواطن و لمصالح الدولة.
إذن هذه فكره، وهناك عشرات الأفكار ولكن كيف ساهم المواطن في هذه الأفكار؟ يؤسفني أن المواطن لم يشارك أى مشاركة ولدينا الحلول الكثيرة والتي تبدأ من المنزل و نستطيع القيام بها ونقيس على ذلك الحلول الكثيرة التي نستطيع تفعيلها في المصنع وفي الطرقات السريعة وإنارة الشوارع .
وهذا حديث اخر بعنوان “روشته ترشيد استهلاك الطاقه”، لابد أن نمر اولا من عشوائية استهلاك الطاقة حتى نتمكن من ترشيد استهلاك الطاقة، وهو الذي يجب أن لا يكون عند الذروة و الأزمات فقط، بل يصبح منهجا حياتيا وسمة من سمات المجتمع المتحضر و المتنور
وللحديث بقيه..
م.عمرو شوقى
رئيس شركة إيجى تك للصناعات الهندسية
[email protected]