رئيس هيئة المحطات النووية المصرية يدعو دول القارة الأفريقية للتعاون في المجال النووي

خلال النسخة الثانية من قمة "روسيا - إفريقيا" فى سانت بطرسبرج..

في يوم 30 يوليو، 2023 | بتوقيت 9:10 م

كتبت: شيرين سامى

دعا الاستاذ الدكتور أمجد الوكيل – رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية المصرية لتوليد الكهرباء ،
إلي تعظيم التعاون بين الدول الأفريقية في المجال النووي والنظر الي خيار المفاعلات النووية الصغيرة بما يناسب حجم واقتصاديات الدول الافريقية ، جاء ذلك خلال مشاركته فى الجلسة الوزارية الرئيسية الخاصة بالتقنيات النووية لتنمية أفريقيا – النسخة الثانية من قمة “روسيا – إفريقيا” المنعقدة يومي ٢٧ و٢٨ من يوليو الجاري بدعوة من فخامة رئيس دولة روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين في مدينة سان بطرس برج الروسية التي تأتي في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية والدول الإفريقية والارتقاء بهذه العلاقات لمستوى جديد ، ويشارك فيها عدد من قادة الدول الإفريقية، وفي مقدمتهم فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.
و قد تبنى كافة المشاركين الدعوة التي تبناها رئيس هيئة المحطات النووية المصرى، لدعم الطاقة النووية في افريقيا.

و أوضح الوكيل في كلمته، ان برنامج الطاقة النووية المصري  والذي يتقدم حاليًا من خلال إنشاء أول محطة للطاقة النووية في مصر، محطة الضبعة للطاقة النووية لتوليد الكهرباء، له أهمية كبيرة لمصر في شتي المجالات ، جاء ذلك ردا على سؤال حول دور الطاقة النووية في مصر .
و أضاف الوكيل ، انه بالفعل كان لبناء محطة الضبعة للطاقة النووية- والتي تٌعد جزءاً من استراتيجية موسعة لتوطين التصنيع المحلى – تأثير إيجابي للغاية داخل مصر حيث دعم ووسع العديد من الصناعات المحلية، فضلاً عن خلق فرص جديدة ووظائف لأصحاب الكفاءات العالية.
و تابع :”كما أن مشروع الضبعة يدعم ويعزز أيضًا وبشكل هام تنمية الموارد البشرية داخل مصر من خلال مبادرات مختلفة مثل انشاء المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية بمدينة الضبعة”.
و استطرد الوكيل قائلا :”ان الطاقة النووية ضرورية للغاية لضمان تحقيق مصر لأهداف استراتيجية الطاقة الخاصة بها والتي تركز بشكل أساسي على تلبية الطلب المتزايد باستمرار على الكهرباء داخل البلاد، مع القيام بذلك في نفس الوقت بطريقة تحد من الانبعاثات الكربونية وبصوره مستدامة وبأسعار معقولة.
و أشار إلى أن ،مصر قد حددت هدفًا طموحًا يتمثل في أن تشكل مصادر الطاقة المتجددة 42٪ من إجمالي سعة طاقتها بحلول عام 2035، وسيكون من الأهمية بمكان أن يتم دعم هذه الطاقة المتجددة بمصدر موثوق ونظيف وبأسعار معقولة من الطاقة الأساسية، وهذا هو بالضبط الدور الذي ستلعبه الطاقة النووية في مصر كمصدر أساسي وموثوق للطاقة الكهربية.

علاوة على ذلك، قال الوكيل :”إنه بإستخدام الطاقة النووية سنكون قادرين على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتخفيف من تغير المناخ، كما أنه يمكننا أيضاً استخدام الطاقة النووية لتحلية المياه بشكل مباشر من خلال الحرارة أو بشكل غير مباشر من خلال الكهرباء المولدة من الطاقة النووية. لذلك، فإن الطاقة النووية لها فوائد عديدة لمصر وستساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة من إيجاد وظائف عمل مناسبة وتحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير طاقة نظيفة موثوقة ومياة نظيفة مع تقليل تغير المناخ “.

في هذا السياق أشار أليكسي ليخاتشوف مدير شركة روساتوم الحكومية، متحدثًا في سانت بطرسبرغ أثناء انعقاد القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني روسيا-أفريقيا قائلاً: “علم الذرة بالنسبة لأفريقيا هي فرصة لتقريب المسافة وتحقيق التقدم العلمي بحيث لا تكون جودة الحياة والسيادة التكنولوجية وإمكانات التنمية في القارة السمراء أسوأ مما هي عليه في قارات أخرى على كوكب الأرض في غضون عقدين من الزمن”.
وخلال حديثه ضمن أعمال ندوة روساتوم بعنوان “التقنيات النووية لتنمية إفريقيا” أكد أليكسي ليخاتشوف قائلاً: “تعتبر الطاقة النووية جزيرة من الاستقرار النسبي بسبب طبيعة عمل التكنولوجيا ذات الصلة على المدى الطويل والمستوى العالي من الثقة بين اللاعبين الدوليين في مجال الطاقة النووية في العالم”.
وشدد على أهمية السيادة التكنولوجية وأشار إلى أن شركة روساتوم الحكومية تقدم لشركائها طيف واسع من المشاريع لضمان السيادة التكنولوجية بدءاً من مجموعات الطاقة ذات الاستطاعات الكبيرة وانتهاءً بالمفاعلات الصغيرة، التي تعمل سواء براً أو بحراً.
وفي هذا الصدد نوه أليكسي ليخاتشوف قائلاً: “نحن نعرض على كل دولة نعمل معها إقامة التعاون، وهذا ينطبق على مشاريع السيادة التكنولوجية لهذه الدول”.
وتابع مدير شركة روساتوم الحكومية قائلاً:”تتمتع القارة الأفريقية بتنوع بلدانها ومع ذلك يمكننا تقديم مجموعة واسعة من الحلول التكنولوجية والحلول المتعلقة بريادة الأعمال. والحديث يمكن أن يدور حول إبرام عقود عادية، بالاضافة إلى عرض آليات متنوعة للملكية المشتركة للمنشآت وصولاً لإمكانية الإنتاج البسيط وبيع الكهرباء. وهذا ينطبق أيضًا على التقنيات والمجالات القريبة من الطاقة النووية مثل الطب النووي ومراكز التشعيع ومفاعلات الأبحاث العلمية وطاقة الرياح”.
وفي هذا الاطار ذكّر أليكسي ليخاتشوف بحقيقة أنه هناك تناغم بين منتجات شركة روساتوم، حيث أن عائدات الشركة السنوية البالغة حوالي 2 تريليون روبل مقسمة إلى ثلاثة أجزاء بحصص متساوية تقريبًا: أولاً وقبل كل شيء الحديث يدور عن التوليد النووي، والجزء الثاني هو كل ما يتعلق بالمشاريع النووية من البناء والخدمات والوقود النووي، أما الجزء الثالث فإن الحديث يدور عن ما يسمى بالمنتجات الجديدة وهي الطب النووي والمواد الجديدة، بالإضافة إلى عدد من المجالات المرتبطة بالتقنيات الجديدة.

وشدد متحدثون من الدول الأفريقية على أهمية الطاقة النووية وأهمية تقنيات شركة روساتوم لتنمية الاقتصاد والمجال الاجتماعي للبلدان الأفريقية.

في حين أكد وزير الثروات الباطنية في تنزانيا دوتو ماشاكا بيتكو بأن بلاده، التي لها تاريخ طويل في استخراج اليورانيوم، تعتزم استخدام الطاقة النووية من أجل حل المشاكل الاجتماعية.

بدوره قال المدير العام لمجلس الطاقة الذرية في رواندا السيد فيدل نداهايو إن بلاده تعتزم استخدام الطاقة النووية لأنها تحفز النمو الاقتصادي وتعتزم رواندا أيضاً تطوير مجال الطب النووي.

أما إبراهيم عويزي وزير الطاقة وصناعة التعدين في بوروندي، أشار متحدثاً في ندوة بعنوان “التقنيات النووية لتنمية إفريقيا”، إلى إنه بالإضافة إلى الطاقة الكهرومائية، تعتزم بلاده تطوير الطاقة النووية بمساعدة شركة روساتوم الحكومية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية.

بدورها تحدثت برينسيس متومبيني، التي أسست مؤسسة Africa4Nuclear، عن فوائد وإنجازات الطاقة النووية، ونوهت أيضًا إلى أهمية إشراك الشباب الأفريقي في حل القضايا والمشاكل الملحة التي تواجهها القارة السمراء.
وبالفعل فقد تم إبرام عدد من الاتفاقيات في إطار هذه القمة. حيث جرى التوقيع بين روسيا الاتحادية وبوروندي على اتفاقية بشأن التعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، وعلى وجه الخصوص، تنص الاتفاقية على إنشاء وتحسين البنية التحتية النووية وكذلك إنتاج النظائر المشعة واستخدامها في الصناعة والطب والزراعة، بالاضافة إلى تعليم وتدريب المتخصصين في الصناعة النووية. وقد وقع عن الجانب الروسي المدير العام لشركة “روساتوم” الحكومية أليكسي ليخاتشوف وعن جمهورية بوروندي وزير الخارجية السيد ألبرت شينغيرو.

يشار إلى إن رئيس مجلس إدارة شركة «Water and Energy Solutuions» محمد أمين الشرقاوي قام، جنباً إلى جنب مع كسينيا سوخوتينا المدير العام لشركة “روساتوم لحلول البنية التحتية” بالتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن تنفيذ مشاريع في مجال تحلية المياه ومعالجة المياه والصرف الصحي. حيث أكد النائب الأول للمدير العام – مدير وحدة التطوير والأعمال الدولية التابعة لشركة “روساتوم” الحكومية كيريل كوماروف قائلاً:”إن المذكرة الموقعة توسع رقعة التعاون مع المغرب في مجال تحلية ومعالجة المياه وتنص على إمكانية تنفيذ مشاريع مشتركة باستخدام تقنيات روساتوم، التي تهدف إلى تزويد قطاع الصناعة وسكان المنطقة بالمياه النظيفة”.

كما تم على هامش القمة توقيع اتفاقية بين روسيا الاتحادية وجمهورية زيمبابوي حول التعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية. حيث وقع الوثيقة عن الجانب الروسي أليكسي ليخاتشوف المدير العام لشركة روساتوم الحكومية وعن جمهورية زيمبابوي وزير الطاقة السيد صودا زيمو.

يشار إلى إن جناح شركة روساتوم الحكومية يقدم حلولاً ابتكارية تعتمد على التقنيات النووية المقترحة للتنفيذ في البلدان الأفريقية. بالإضافة إلى ذلك يتم في إطار القمة تنظيم جولات تقنية لوفود من عدد من البلدان الأفريقية إلى محطة لينين غراد النووية وشركة “بالتييسكي زافود”.
كما يُعقد في إطار المنتدى اجتماع مجلس الشباب الدوليImpact Team 2050 بمشاركة ممثلين عن شبكة الشركاء العالميين من البلدان الأفريقية.