د. هشام العربي الأستاذ المتفرغ بقسم بحوث تربية الدواجن محذرا ل ” العالم اليوم” :  الغموض يحيط مصير موازنة الأقسام البحثية .. وعدم تحديد “قطيع الاستبدال”  يقضي علي السلالة المحلية للدواجن!

حال انتهاء شهر سبتمبر القادم دون تربية قطيع الاستبدال فلن يكون هناك سلالات مصرية العام المقبل !  

فرض 2% علي الأصول الوراثية الأجنبية احد السبل لتوفير تمويل للحفاظ علي السلالات المحلية دون تحميل موازنة الدولة 

في يوم 11 يوليو، 2023 | بتوقيت 7:45 ص

كتب: مني البديوي

جدد  الدكتور هشام العربي الأستاذ المتفرغ بقسم بحوث تربية الدواجن بمعهد بحوث الانتاج الحيواني بوزارة الزراعة تحذيره من خطورة الوضع الذي يتواجد عليه الاحتياطي الاستراتيجي للأصول والسلالات المصرية المنتجة للدواجن نتيجة عدم تخصيص ميزانيات لمحطات البحوث المنتجة للسلالات لتوفير الأعلاف، لافتا الي انه مع انتهاء العام المالي الماضي في 30 يونيه مفترض ان ميزانية المعهد للعام الجديد قد تم تحديدها وإرسالها الا انه لا احد يعلم شيء عنها !!.
واضاف في تصريحات ل ” العالم اليوم ” ان المعتاد دوما قبل تخصيص الموازنة الجديدة ان يعقد مدير المعهد اجتماع مع روؤساء الأقسام للوقوف علي احتياجاتها من الأعلاف والتربية عموما  وان ذلك كان يتم خلال شهري مايو ويونيو ولكن ذلك لم يحدث ولا يعلم احد شيء عما تم تخصيصه وكيف سيوجه !.
واكد ان روؤساء الأقسام ليس لديهم اي دراية بمجريات الأمور خلال الفترة المقبلة  ولم يتلقوا اية تعليمات وان ذلك خطر شديد لانه بالنسبة للدواجن تحديدا   لابد من تحديد قطيع الاستبدال قبل انتهاء شهر سبتمبر المقبل للحفاظ علي السلالات المحلية ، محذرا انه حال انتهاء شهر سبتمبر المقبل دون تربية قطيع الاستبدال فلن يكون هناك سلالات مصرية العام المقبل !!.
وعاود مرة اخري مناشدته الي رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي للتدخل العاجل وانقاذ سلالات الدواجن  ، موضحا ان مصر لديها 14 سلالة مصرية ما بين سلالات أصيلة وسلالات “هجن ”  وانها تساهم بما يتراوح من 10 الي 15% من الدواجن المنتجة في القطاع الريفي بينما ما يتراوح ما بين 85 الي 90% من البيض والدواجن ياتي من ” هجن” عالمية  اصولها ليست موجودة في مصر  .
واضاف ان هذه السلالات يتم إنتاجها من خلال محطات البحوث التي كانت متواجدة ومخصصة لذلك الا ان تلك المحطات تم الاستيلاء علي أراضي الكثير منها دون توفير بديل ، لافتا الي تراجع عدد محطات البحوث المنتجة من 13 الي 6 محطات فقط حاليا علي مدار 40 عاما نتيجة الاستيلاء علي أراضيها دون توفير بديل !!!.
وقال ان الاحتياطي من السلالات حاليا في خطر شديد وان هناك انخفاض متوالي في اعداد الأمهات المنتجة ، مشيرا الي ان اعداد الأمهات المنتجة من السلالة المحلية في عام 2015 كان 160 الف ام ثم انخفض في 2016 الي 152 الف ام ، وفي 2017 ظل 152 الف ام ، وفي 2018 انخفضت الإعداد الي 112 الف ام ، وفي 2019 وصلت الإعداد الي 72 الف ام ، وفي 2020 تم الحفاظ علي نفس العدد المنتج 72 الف ام ، وفي 2021 ظل ايضا 72 الف ام ، وفي 2022 انخفضت الإعداد الي 48 الف ام ، وفي 2023 وصل الانخفاض باعداد الأمهات المنتجة الي 9 الاف ام !!!.
واوضح ان ال 14 سلالة التي تقوم مصر بإنتاجها تم العمل عليها منذ عام 1958 وان اخر سلالة تم الحصول عليها كان ما بين عامي 2018 – 2019 ، محذرا من خطورة تعرض تلك السلالات للانقراض نتيجة عدم الحفاظ عليها  وكيف انه حال حدوث ذلك فان الأمر سيتطلب 20 عاما علي الاقل حتي يتم تجميعها مرة اخري وقد ننجح او لا ننجح ، علاوة علي التكلفة الباهظة لذلك!!.
واكد العربي ان القضية لا تتوقف فقط علي صيانة محطات او توفير ميزانيات للاعلاف ولكن لابد من وجود إيمان من المسؤولين ان المسالة تمثل امن قومي لمصر وانه لابد من اطلاق مشروع قومي لتحسين السلالات المصرية وذلك له اكثر من آلية لتوفير التمويل اللازم بعيد عن موازنات الحكومة ، مقترحا فرض رسوم  لاتزيد عن 2% علي الأصول الوراثية الأجنبية التي يتم استيرادها ” الجدود” وكذلك الأمهات المنتجة في شركات الدواجن.
وشدد علي ان فرض تلك الرسوم يمكن ان يساهم في تغطية كل التكاليف الخاصة بالحفاظ علي السلالة المحلية دون تحميل الدولة اية اعباء ، مقترحا ان توضع تلك الاموال في صندوق يتبع معهد بحوث الانتاج الحيواني مباشرة للإنفاق علي تربية علي السلالات .
واكد العربي انه لا يوجد وجه مقارنة بين تكلفة الحفاظ علي السلالات المحلية والتوجه كاملا للاستيراد وان تلك السلالات بالحفاظ عليها وتنميتها يمكن توفير 36 مليون دولار يتم سدادها سنويا لاستيراد جدود الدواجن ، مشيرا الي قيامهم بوضع خطة في عام 2013 خاصة بالسلالات لتطوير المحطات ونشر السلالات  كانت تتطلب موازنة 26 مليون جنيه وان استعادة هذا المشروع حاليا يتطلب ميزانية 150 مليون جنيه .
وشدد علي انه لابد من توفير ميزانيات خاصة بالأعلاف ومستلزمات التربية والتحسين الوراثي للوصول بالإعداد المرباه من سلالات الدواجن المحلية الي الإعداد التي يمكن من خلالها عمل الانتخاب الوراثي ، مع تطوير محطات البحوث المتبقية والمتوقفة وتشغيلها مع انشاء محطات بديلة للمحطات التي تم الاستيلاء عليها من اجل عمل تغطية جغرافية لكل مناطق الجمهورية للاستفادة من التغير  المناخي بها  ” الصعيد والإسكندرية ومطروح وسيناء …” .
واضاف انه يجب ايضا عمل مشاريع توزيع لهذه السلالات علي القري والأسر المنتجة الريفية من اجل عودة القرية كمنتجة للبيض والدواجن وليست مستهلكة ، مع تطوير المعامل الخاصة بقسم بحوث تربية الدواجن وإمدادها بالمعدات الحديثة الخاصة بالهندسة الوراثية لمواكبة التطوير في هذا المجال ، والعودة مرة اخري لتعيين كوادر شابة من أوائل الجامعات مع عمل بعثات للجامعات الأجنبية المتميزة في مجال التحسين الوراثي .