الأدب الأخضر أكسير الحياة
يواجه العالم أزمات بيئية خطيرة من احتباس حراري، تغيرات مناخية ، نقص الموارد ، وتدمير الغابات المطيرة ، والانقراض ومشكلات استنزاف مصادر الطاقة وغيرها كل هذه الأزمات تشير إلى نهاية العالم واذا كنا نرغب في الانتقال من عالم محكوم عليه بالدمار إلى عالم آمن فسوف تكون هناك حاجة ماسة اليوم إلى أن يدرك الأطفال الحالة الراهنة للبيئة و حماية البيئة ، أن الكتابة البيئية من خلال أدب الأطفال يمكن تعزز الوعى بتلك الازمات، ولكن يبقى السؤال كيف يمكن للأدب البيئي أن يحفز الأطفال على الارتباط بالبيئة ؛ إن أدب الأطفال مثير وممتع وغني بالمعلومات وواسع الخيال والكتب المصورة تُعد أداة فعالة لحماية البيئة إنها إكسير الحياة فالكلمات و الصور تساعد الأطفال على التفكير في القضايا بشكل مختلف وطمس الخوف على مستقبل غامض من حروب وصراعات وأزمات وصنع ثقافة الأمن والسلام بمنظور يشمل البشر والكوكب.
“إذا أردنا الوصول إلى سلام حقيقي في هذا العالم ، وشن حرب حقيقية ضد الحرب ، فيجب أن نبدأ بالأطفال” لقد أشارت إحدى الدراسات إلى دور الأدب البيئي للأطفال بألمانيا في تنمية الوعى بمشكلات الطاقة حيث أن انتشار جيل جديد من الصواريخ النووية الأمريكية على الأراضي الألمانية أدى إلى زيادة القلق الأوروبي بشدة بشأن الاستخدام الدفاعي للطاقة النووية، هذه الأسلحة لها قوة يمكنها أن تدمر بيئة كوكبنا وطمس الكوكب تمامًا، حيث عاش الألمان وأطفالهم يوميًا مع واقع كل من محطات الطاقة النووية والأسلحة النووية المخزونة ، وقد انعكس ذلك في عدد من أعمال الأطفال الألمانية التي تم إنتاجها في السنوات الأخيرة ، بما في ذلك الكتب المصورة بالنسبة لمرحلة ما قبل المدرسة وكذلك الشعر والنثر للطفل ، لقد تم رصد “التربية النووية في أدب الأطفال الألماني المعاصر” ، وأصبح مهمة حقيقية للعديد من مؤلفي كتب الأطفال، حتى بين الألمان الذين دعموا استخدام الطاقة النووية كمصدر للطاقة ، وكان هناك نقاش متزايد حول إمكانات الطاقة الذرية المدمرة، وتناولت الدراسة ثلاثة كتب مصورة باللغة الألمانية حول الطاقة النووية حيث تتبعت الكتب المصورة تطور إنتاج الطاقة في ألمانيا حيث كان الفحم المصدر الرئيسي للطاقة في ألمانيا ، وأن كان هناك قلق بشأن الآثار البيئية لهذا المصدر للطاقة ، حيث أن حرق الفحم ينتج دخانًا كثيفًا يحتوى على الكبريت ، وفى بداية الأمر ظهر للمجتمع الألماني أن الطاقة النووية تقدم حلاً لا تشوبه شائبة لمشاكل الطاقة في ألمانيا ، لأن محطات توليد الطاقة وفرت طاقة بتكلفة معقولة وبدون استنفاد الموارد الطبيعية النادرة. في غضون فترة زمنية قصيرة نسبيا، تم بناء محطات الطاقة الذرية طالما كانت هناك مياه قريبة لتبريد مفاعلاتها. وقد أدى الحادث النووي الذي ألحق الضرر بمفاعل ذري في محطة تشيرنوبيل للطاقة في أوكرانيا إلى اقتراب الخطر من ألمانيا، حيث اجتاح الإشعاع لجميع أنحاء أوروبا، ودعا السوفييت الألمان للمساعدة في إطفاء الحريق الذي اندلع داخل المفاعل ، ولاشك أن الكتب المصورة ساعدت في تنمية وعى الأطفال بمشكلات الطاقة وأسبابها والنتائج المرتبة على استخدامات الطاقة النووية وتبقى الدعوة مفتوحة لمؤلفي كتب وقصص الأطفال نحن في حاجة لدعم رجال التربية البيئية بمزيد من أدبيات البيئة بما يُعرف بالأدب الأخضر لنصنع معًا أكسير الحياة.
أ.د/ ريهام رفعت محمد
وكيل كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية للدراسات العليا والبحوث وأستاذ التربية البيئية بقسم العلوم التربوية والإعلام البيئي
[email protected]