الإيكوفيليا مفتاح السعادة
تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للسعادة في 20 مارس من كل عام لإبراز أهمية السعادة في حياة البشر في جميع أنحاء العالم، فالسعادة هدف إنساني أساسي، وتقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الهدف وتدعو إلى نهج أكثر شمولاً وإنصافًا وتوازنًا للنمو الاقتصادي الذي يعزز السعادة والرفاه لجميع الشعوب.
في عام 2015، أطلقت الأمم المتحدة 17 هدفًا للتنمية المستدامة، والتي تسعى إلى القضاء على الفقر، والحد من عدم المساواة، وحماية كوكبنا إنها ثلاثة جوانب رئيسة تؤدي إلى السعادة.
لقد تبنى قادة العالم خطة جديدة للتنمية المستدامة لعام 2030 هي خطة عمل للناس والكوكب والازدهار لتحويل العالم إلى مسار مستدام حيث شملت خطة عمل العناصر خمسة أهداف للتنمية المستدامة الناس والكوكب، والازدهار، والسلام، والشراكة.
وهكذا فإن أجندة التنمية المستدامة ابتعدت عن النهج المنعزل لتطوير أرصدة أبعاد مختلفة للاستدامة تمثلت في الاقتصاد والبيئة والمجتمع فلا يمكن تحقيق أي بعد دون تحقيق الابعاد الأخرى
لقد شغل الاهتمام بالبيئة والطبيعة وتحقيق التناغم بين الطبيعة والناس مناقشات عديدة ومتعارضة ففي بعض الاحيان نجد تدعيم لفكرة أن تحقيق السعادة للناس يأتي على حساب سعادة الكوكب والعكس صحيح أن سعادة الكوكب تستدعى أن يتنازل الناس عن العديد من الموارد مصدر سعادة بالنسبة لهم ويبقى السؤال مطروحًا كيف يمكن لإعادة الاتصال بالطبيعة أن يدعم رفاهية الناس وتساعد في خلق عالم أكثر سعادة للناس والكوكب؟
إن الانتماء إلى الطبيعة فيما يعرف بالإيكوفيليا تم تجاهله في الأوساط التعليمية حيث أشار العديد من الباحثين إلى أن الاغتراب البشري عن الطبيعة هو جوهر الازمات البيئية؛ فعندما نتظاهر بأننا منفصلين عن الأرض، فإن هذا يسبب تعاسة بشرية هائلة وتضرر لكوكبنا لأننا جميعًا جزء من الطبيعة.
نستطيع أن نكون سعداء حقًا عندما نهتم بالعالم الطبيعي من حولنا. سعادتنا وسعادة الأرض شيء واحد، يجب علينا كمجتمع كبار الحرص على تعليم أطفالنا منذ السنوات الأولى على الترابط بين الناس والكوكب وأن الناس جزء من “عائلة الأرض الواحدة” يمكننا خلق فرحة حقيقية في حياتنا ولمن حولنا أيضًا.
أن فهم الرابطة الغريزية للطبيعة البشرية مع الأنظمة الحية قد يحسن رفاة الإنسان والسعادة؛ على هذا النحو، لا يمكن تحقيق السعادة فقط من خلال التنمية الاقتصادية، ولكن أيضًا من خلال تعزيز حبنا الفطري للحياة وأنظمة المعيشة؛ من هذا المنطلق فقد تكون الايكوفيليا هي المفتاح المفقود لتحقيق السعادة بمفهومها الصحيح العادل
فتحقيق أعلى مستوى يمكن بلوغه من السعادة في جميع أنحاء العالم من خلال الاهتمام الحكيم بالنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتي تشكل مستقبل البشرية والأنظمة الطبيعية للأرض هي التي تنسج الحدود الآمنة للسعادة.
أ.د/ ريهام رفعت محمد
وكيل كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية للدراسات العليا والبحوث وأستاذ التربية البيئية بقسم العلوم التربوية والإعلام البيئي
[email protected]