روسيا والهند: آفاق تطوير طريق بحر الشمال

ضمن إطار التعاون في مجال الطاقة بين روسيا الاتحادية والهند قام وفد مكون من ممثلي وزارة تنمية الشرق الأقصى الروسي وشركة “روساتوم” الحكومية ومؤسسة تنمية الشرق الأقصى والقطب الشمالي وكذلك VEB.RF بزيارة عمل إلى جمهورية الهند. وخلال هذه الزيارة تمت مناقشة المشاريع والفرص الواعدة لتطوير التعاون في مجال طريق بحر الشمال في نيودلهي ومومباي أثناء اجتماعات عقدت مع رجال الأعمال في الهند.
وقد تطرق المشاركون إلى مختلف مواضيع التعاون المشترك، حيث تمت مناقشة القضايا الرئيسية في جدول الأعمال الروسي الهندي وأهمها تطوير علاقات الصداقة وتوسيع التجارة والتعاون الاقتصادي والاستثمار في الشرق الأقصى والقطب الشمالي. كما تمت مناقشة مسألة استكشاف آفاق وفرص جديدة للتعاون الثنائي خلال الجلسة العملية “الشرق الأقصى الروسي والقطب الشمالي أثناء اجتماع مع وزير الموانئ والشحن والممرات المائية في الهند السيد سونوفال، بمشاركة شركات النقل والخدمات اللوجستية في الهند.
تم النظر في آفاق تطوير النقل والخدمات اللوجستية بين البلدين، بما في ذلك استخدام طرق طريق بحر الشمال والسكك الحديدية في القطب الشمالي والشرق الأقصى والبنية التحتية للموانئ.
كما عُقدت خلال زيارة الوفد إلى مدينة مومباي، ندوة بعنوان “الشرق الأقصى الروسي والقطب الشمالي – استكشاف آفاق وفرص جديدة للتعاون الثنائي”، والتي تم تنظيمها بدعم من اتحاد الصناعة في الهند. وقد حضر هذه الفعالية الشركات الأعضاء في الاتحاد، والتي تمثل قطاع الخدمات اللوجستية وقطاع الطاقة والوقود في الهند.
وفي هذا الاطار أشار فلاديمير بانوف ممثل خاص لشركة “روساتوم” لشؤون تنمية القطب الشمالي خلال كلمته أمام المشاركين في الندوة قائلاً:
“إن عام 2022 قد غير مسار تطوير طريق بحر الشمال بشكل جذري، في إشارة إلى إنه سيتم إعادة توجيه تدفق نقل البضائع والشحن البحري إلى فضاء آسيا. وبالتالي فإن طريق بحر الشمال يمكن أن يصبح بمثابة طريق بديل، والذي سيأخذ على عاتقه جزءًا من البضائع المتجهة إلى الشرق ومن الشرق. ونحن مستعدون لتعديل سريع للبنية التحتية الرئيسية من أجل تشغيل هذا الطريق على مدار العام، بما في ذلك تشغيل الموانئ ومرافقة السفن من خلال كسر الجليد وتأمين أسطول الشحن”.
وخلال كلمته تحدث فلاديمير بانوف مع زملائه في تاهند عن الوضع الحالي وآفاق تطوير البنية التحتية لضمان الملاحة على مدار العام على طول طريق بحر الشمال، وسلط الضوء على جوانب تتعلق بأهمية مرافقة السفن عبر كاسحات الجليد والأمن والأمان والسلامة البيئية للنقل البحري
الجدير بالذكر:
أن شركة “روساتوم” الحكومية تكثف نشاطها حالياً من أجل تهئية الظروف الملائمة لضمان حركة النقل البحري المتزايدة على طول طريق بحر الشمال، وذلك من خلال تجديد وتحديث واسع النطاق لأسطول كاسحات الجليد النووية. ففي عام 2022 تم تشغيل كاسحة الجليد النووية متعددة المهام الثانية للمشروع 22220 “أورال” وتم في نفس العام مراسم الإبحار الرسمي لكاسحة الجليد النووية متعددة المهام الثالثة “ياقوتيا”.
حاليًا يتم بناء كاسحات جليد نووية متعددة المهام أخرى للمشروع 22220 “ياقوتيا” و “تشوكوتكا” في سانت بطرسبرغ. وفي منطقة الشرق الأقصى يستمر بناء كاسحة جليد نووية فريدة من نوعها لمشروع 10510 “روسيا”.
تعد التنمية المتكاملة لمنطقة القطب الشمالي التابعة لروسيا الاتحادية إحدى الأولويات الاستراتيجية للدولة. ومن هنا تعتبر مسألة زيادة حجم حركة المرور على طول طريق بحر الشمال ذات أهمية قصوى لحل المهام المحددة في مجال النقل وإيصال البضائع. يتم ضمان تطوير هذا الممر اللوجستي من خلال إنشاء عملية النقل المنتظم للبضائع وبناء كاسحات جليد جديدة تعمل بالطاقة النووية وتحديث البنية التحتية ذات الصلة. وفي هذا السياق تقوم شركة “روساتوم” الحكومية بعمل فعال ومكثف ضمن هذه الأنشطة.