فى حواره ل ” العالم اليوم ” : يوسف الدالى يطرح ملامح دعم صناعة الإذاعة.. و يستعرض إنجازات ” تسعينات إف إم “

• عمل حضانة لدعم الكوادر الشابة فى مجال ال "بودكاست "

• تدشين استديوهات مدعومة بالتعاون مع الشركات العالمية لتعزيز فرص تدريب الشباب

في يوم 21 مايو، 2023 | بتوقيت 10:32 م

حوار: شيرين سامى

تسعينات إف إم تتسم بالموازنة بين أصالة المحتوى و حداثته


• نقدم حلقات مجانية لتدريب الشباب على السوشيال ميديا كهدف سامى يندرج تحت مظلة الدور المجتمعي للإذاعة


• ندعم التوجه نحو إذاعات الإنترنت لانخفاض التكلفة و لضمان الانتشار


• نشيد بمساحة الحرية الإعلامية التى تتيحها الدولة الآن لقنوات البث

==============≈====

إلتقت “العالم اليوم” إذاعى من طراز فريد ، استطاع أن يجمع بين مسئولية تقديم محتوى راقى و الحفاظ على ارتفاع نسب الإستماع .
فى حقيقة الأمر ، أهم ما يميزه ذكاؤه المهنى ، فهو صاحب فكر متطور و متطلع استطاع من خلاله صناعة محتوى هادف ، و نجح فى استقطاب مختلف الشرائح من المستمعين .
الإذاعى يوسف الدالى مدير إذاعة ” تسعينات إف إم” ، أكد أن فكرة الإذاعة استندت إلى التركيز على فترة أغانى التسعينات ، و هى الفترة الوسطى ما بين القديم و الحديث ، و التى شهدت تطورا كبيرا في صناعة الموسيقى و الأفكار المختلفة .
و أضاف خلال حواره ل ” العالم اليوم ” :” أن أهم ما يميز تسعينات إف إم تطوير و تدريب المذيع و التركيز على اختلاف الأفكار التى يطرحها حتى لا نتشابه مع الآخرين ، و هو ما نتبعه آيضا مع الهواة ، حيث ندفعهم نحو الإطلاع الدائم و المعرفة ليتمكنوا من اكتساب الثقافة إلى الحد الذى يؤهلهم للمنافسة و للارتجال أمام الجمهور”.

و حول رؤيته لدعم صناعة الإذاعة و أهم التحديات و أبرز الإنجازات و المحطات الفارقة ، و طريق النجاح لكل من أراد أن يتميز فى مجال العمل الإذاعى ، يدور حوارنا مع الأذاعى الكبير يوسف الدالى مدير إذاعة ” تسعينات أف إم”.

إلى نص الحوار..


•  كيف بدأت إذاعة “تسعينات إف إم” ؟

بدأت إذاعة “تسعينات إف إم” ، عام  2009 ، و قبل أن أتولى إدارتها ، كان لدى فكرة  فى حقيقة الأمر و كنت قد نفذتها من خلال عملى بمجال تطوير الإذاعات ، حيث نفذت بعض البرامج من خلال إذاعة الإنترنت “الأون لاين” ، لذلك عند تطبيق الفكرة على أرض الواقع حققت نجاحا كبيرا ، و من هنا انبثقت فكرة إذاعة ” تسعينات إف إم ” ، و كان التوجه العام لمالك الإذاعة حينذاك ، أن تكون الإذاعة عامة أو منوعة دون التركيز على إذاعات متخصصة ، و ربما جاء التخوف من إنشاء إذاعة أغانى متخصصة لوجود إذاعة أغانى فى ذاك الوقت بالفعل بنفس الفكرة ، و لكن الفرق لدينا كان فى المحتوى ، حيث كانت ” إذاعة الأغانى ” تقدم الأغنيات القديمة ، ولكن فكرتى قامت على التركيز على فترة أغانى التسعينات ، و هى الفترة الوسطى ما بين القديم و الحديث ، و هى الفترة التى شهدت تطورا كبيرا في صناعة الموسيقى و فى الأفكار المختلفة .
كما اتسمت هذه الفترة بظهور نجوم شباب مختلفين و متميزين ، أذكر منهم بعض المطربين على سبيل المثال لمعوا فى الثمانينات و التسعينات منهم محمد منير ، حميد الشعري ، يحيى خليل ، و احدثوا فرق كبير جدا في المزيكا .و كانت هذه سمة كل عصر ، فقديما أحدث بعض المطربين العمالقة علامات فارقة فى الغناء مثل محمد فوزى و عبد الوهاب و الموجى .
و بالفعل بدأ بث إذاعة ” تسعينات إف إم ” ، و فى 2010 ، بدأت التعرف على كتير من  صناع المزيكا منهم حميد الشاعري ، وكان مشجعا جدا للفكرة ، و أهدانا مكتبة ألحانة الخاصة بالكامل و التى أنتجها ، كما قدم لنا “بروموهات” الإذاعة و التى نعمل بها حتى الآن ، لمساعدتنا في ظهور الفكرة ، و قد تم تدشين أول استوديو لتسعينات إف إم في منطقة وسط البلد ، و هنا حدثت ثورة يناير .

إذن وضح لنا كيف انعكست الثورة على بدايات الإذاعة ..و أهم التحديات فى ذاك الوقت ؟

عكس المتوقع ، بدأت الإذاعة تنتشر “تسمع” بشكل كبير جدا خلال هذه الفترة و كانت لافته للانتباه .
و كان هدفنا حينذاك استهداف جمهور الإذاعات الموجهه خارج مصر ، و بالأخص دولتى أمريكا وكندا ، و مع وقوع ثورة يناير ، بدأنا ننشر الأخبار من قلب الميدان ، كان بيننا و بين ميدان التحرير محطة واحدة حيث مقر الإذاعة في طلعت حرب ، و كنت و طاقم العمل بالإذاعة نقوم بنقل الأخبار وقتها للخارج صوت وصورة على “الويب سايت” الخاص الإذاعة ، و قدمنا برامج إذاعية و لقاءات مع كثير من الفنانين سواء من موقع الحدث فى الميدان أو من داخل الاستوديو ، فكنا بمثابة استراحة للفنانين خلال تلك الفترة ، و بدأت الإذاعة تجذب الجالية العربية المستهدفة فى الخارج من إذاعتنا ، حيث كان شغف الوصول لمعلومة عن مصر يدفعهم للمواظبة على متابعة برامجنا لنقل الصورة بوضوح و دقة و آيضا بثقه عالية ، و هو ما بدأت الإذاعة تنفيذه بحرفية ، و من هنا بدأت بعض القنوات و الصحف فى دعمنا ، و تم عقد حوارات معى فى بعض الدول العربية آيضا ، و كان إعلامنا محليا و الأكثر دوليا.
بدأنا بث البرامج و تقديم خريطة برامج تخدم المغترب العربي فى الدول الغربية ، فمن واقع معيشتى لفترة خارج مصر ، أعى جيدا السيكولوجي الخاصة بالمغترب فى الدول الغربية ، و على علم باحتياجاته من المادة الإذاعة التى تحقق رضاء الجمهور ، فبدأنا ببث حزمة من البرامج التى تستهدف ذلك ، و بالفعل لدينا تردد لإذاعة تسعينات إف إم فى أمريكا و كندا ، و هذه كانت إنطلاقة بث إذاعة ” تسعينات إف إم” .

•  ما هى خطتكم فى تطوير و تدريب الموارد البشرية فى الإذاعة؟

جاءت فكرة التدريب لدينا منذ عام 2012 ، حيث كنت حينذاك أحاضر فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة في قسم الإعلام الإلكتروني ، فبدأت فكرة التدريب من هنا، و بدأت عمل ال ” ورك شوب” أو مجموعات العمل المستقلة لهواة الإذاعة ، و آيضا للمهنيين  ومستمرين حتى اليوم فى ذلك  .
و بما ان المذيع هو الذى يمثل الإذاعة أمام الجمهور ، فانصب اهتمامنا على تطوير و تدريب المذيع و التركيز على اختلاف الأفكار التى يطرحها حتى لا نتشابه مع الآخرين ، و هذا ما نتبعه آيضا مع الهواة ، حيث ندفعهم نحو الإطلاع الدائم و المعرفة ليتمكنوا من اكتساب الثقافة إلى الحد الذى يؤهلهم للمنافسة و للارتجال أمام الجمهور.
و يحضرني فى هذا ، دراسة أجرتها إذاعة BBC ، فى أثيوبيا اوضحت أن زيادة عدد المحتوى المقدم للجمهور إذاعيا يجب أن يقابله تعزيز للقنوات المتخصصة فى المضمون حتى نقضى على التشابه ، فعلى سبيل المثال عند طرح فكرة برنامج طبي نبحث عن تخصص بعينه لنختلف عن العامة و بالتالي تتشعب الأفكار المتنوعة التى تقدم للجمهور مما يكسب القناة تفرد و خصوصية .
و بالتالى نقيس على ذلك جميع التخصصات ، فمثلا أرى أن برامج الأطفال يجب أن تقسم الشرائح العمرية لفئات حسب السن و حسب الاهتمامات و ما إلى ذلك لنضمن فكرة الإختلاف و التنوع .
و هناك شق أخر لعملية التطوير ألا وهى الأجهزة المتخصصة بالبث الإذاعى ، حيث نعمل على تطوير الأجهزة و الاستوديوهات الإذاعية بأعلى جودة و نتعامل مع أكبر الشركات المتخصصة فى ذلك ، و هو ما يشكل تطوير شامل لعناصر العملية الإذاعية من موارد بشرية تشمل المعد و المذيع وصولا إلى الأجهزة و التكنولوجيا المستخدمة فى عملية البث الإذاعى .

ماهى الخريطة الجغرافية للبث الإذاعى لتسعينات إف إم ؟

تتضمن خريطة أو جغرافية البث الإذاعي لتسعينات إف إم ، دولتى الولايات المتحدة الأمريكية ، و كندا ، ولدينا بث جيد ” اون لاين ” ، فى دول أوروبا ، و التوقيت مقترب جدا بين مصر و بين أوروبا .

وضح لنا أهم ما يميز إذاعة “تسعينات إف إم “؟

أهم ما يميزنا ، طابع التسعينات ، و مزيكا التسعينات بمعنى أن أول ما يستشعره المستمع عند سماع الإذاعة يجد روح مطربى التسعينات ليجد حنان ماضى تتحدث ، محمد الحلو ، علاء عبد الخالق ، و هشام نور ، تقريبا جميع نجوم التسعينات ، بالإضافة إلى الهاى كواليتي لصوت الأغانى ، و هى غير موجودة فى إذاعات كثيرة ، حتى أن بعض الفنانين يطالبوننا بنسخ جيدة لأغنياتهم ، حيث أننا قمنا بتفريغ شرائط كاسيت التسعينات ، و نجحنا فى ذلك و هو ما كان داعم لجميع الإذاعات تقريبا ، لأن حاليا جميع الإذاعات لديها فقرة خاصة بأغانى التسعينات .

ماهى أهم التحديات التى واجهتكم كمستثمرين عند البدء فى تنفيذ فكرة تدشين إذاعة بمواصفات “تسعينات إف إم “؟

التحديات كانت أكثرها مشكلة التمويل ، لأن الفكرة فى الأول كانت تحتاح إلى دعم و تمويل ، و فى مجال الإعلام بشكل خاص نجد أن تكلفة الإنتاج مرتفعة جدا بداية من الإعلانات و الأجهزة الإعلامية ، هذا بخلاف صعوبة إستخراج التراخيص ، خاصة و أن أغلب التراخيص فى مجال الإعلام مرتبطة بالتراخيص الأمنية ، كما أن المنافسة شرسة فى السوق حاليا ، فالتفكير فى دخول مجال الإعلام الآن فيه صعوبة كبيرة ، و الجمهور بدأ الاتجاه إلى الإنترنت لتفادي ذلك ، هذا بخلاف أن الاذاعات الأون لاين تستهدف فئات محددة و بالتالي نستطيع الوصول بشكل أسرع و أكبر للجمهور مع انخفاض التكلفة  ، بالإضافة إلى بث الإعلانات ايضا من خلال الإنترنت .

إذن.. ما هى مقترحاتكم للقضاء على هذه التحديات ؟

فى رأيى نحن فى حاجة لدعم من الدولة للكوادر الشابة فى ال “بودكاست ” ،و هو ما بدأ ينافس بقوة الإذاعات ، فنحن لدينا حوالى ٢٠ إذاعة فى الدولة فى مقابل ٢٠٠ إذاعة على الإنترنت .
و أرى ضرورة عمل حضانة لدعم الشباب المتجه نحو ذلك، سواء من خلال كلية الإعلام أو الجهات المختصة ، من خلال عقد دورات تدريبية ، و يمكن ان يشمل التدريب دورات تدريبية على الهندسة الصوتية ، و نحن على أتم إستعداد للمساعدة فى ذلك ، و بالفعل فقد عملت فى وقت سابق على تدريب الطلاب الشباب بجامعة السويس ،و جامعة المنوفية آيضا ، و أرى أن تقوم الدولة بتدشين عدد من الاستديوهات المدعومة بالتعاون مع الشركات العالمية و توفير الأدوات اللازمة لذلك ، بهدف تعزيز فرص التدريب للشباب ، أو تقديم الخدمة لهم بمقابل مادى بسيط ، و هو ما يدعم صناعة الإذاعة.

كيف ترى التسهيلات و الميزات المقدمة من الدولة لدعم صناعة الإعلام؟

فى الحقيقة هناك دعم من هيئة الإستثمار فى هذا الصدد ، و حاليا ندعم التوجه نحو إذاعات الإنترنت لسببين ، الأول : انخفاض التكلفة و الثانى : ضمان الانتشار لجميع دول العالم عبر الإنترنت.
كما نشيد آيضا بمساحة الحرية الإعلامية التى تتيحها الدولة الآن لقنوات البث ، حيث واجهتنا فترة تتسم بعدم وضوح سياسات الدولة منذ ثورة يناير و حتى عام ٢٠١٤ ، و هو ما ساهم فى الحد من دعم الأفكار الإبداعية و المبتكرة.
و بلا شك نطالب بالمزيد من الحرية ،فيما لا يخالف القوانين و الأعراف و سياسية الدولة .

كيف تغلبت على فكرة تقديم محتوى يخلو من الإسفاف المنتشر حاليا .. و فى ذات الوقت استطعت جذب انتباه المستمعين و ارتفاع نسبة المتابعة؟

أكبر مشكلة يقابلها الإعلامي بشكل عام ، هى المادة أو المحتوى الذى يصلح تقديمه للجمهور أو المستمع و هل يخاطب دائرة إهتماماتهم أم لا ، لذلك نؤكد دائما على إختيار الموضوعات التى تمثل أولوية لصالح الفئة المستهدفة ، بمعنى: فى حال تقديم المذيع لبرنامج فنى لا يصلح الحديث عن السياسة مثلا او الإقتصاد لمواكبة الأحداث العامة الطارئة فى هذا الشأن ، و لكن يجب اختيار الموضوعات التى تهم هذه الفئة .
الحقيقة ، نحن نستهدف الشريحة الوسط و التى لا تنتمى للمدرسة الكلاسيكية بشكل كلى أو التى لا تنتمى لإذاعات الشباب ، ولكن لأن الشباب سيظل يبحث عن نفس الأفكار التى تخاطب توجهاته فنحاول تقديم نفس الأفكار مع الموازنة بين أصالة المحتوى و حداثته ، و هو ما يتسم بالمحتوى الايجابي .
و لكننى ضد سياسة المنع بلاشك ، لأن حاليا فى ظل التحول الرقمى لا يوجد حجب لأى محتوى سواء على اليوتيوب او التيكتوك او السوشيال ميديا بوجه عام ، لذلك نستهدف تقديم محتوى يناسب طريقة الشباب و فى ذات الوقت يتسم بأسلوب يبعد عن الإسفاف  ، و هذه هى  مسؤوليتنا المجتمعية تجاه الله أولا ثم تجاه المستمع .

حدثنا عن ماهية المسؤولية المجتمعية للإذاعة تجاه المستمع ؟

أرى ان دورنا يتطلب توصيل المعلومة ببساطة مع تقديم محتوى يناسب جميع الأذواق و لكن نقوم بفلترة ( تنقية ) كل ما يتم تقديمه، و نعمل على تحسين الذوق العام .
على جانب أخر ،  بدأت فى تقديم حلقات على موقع يوتيوب و الانستجرام  لأنقل فيها العلم في كيفية الإعداد ، و كيفية التصوير ، كنوع من الخبرات البسيطة المقدمة للشباب حتى يستطيع إنتاج محتوى قيم بالفعل ، و هذا يعد هدف سامى يندرج تحت مظلة الدور المجتمعي للإذاعة .