فضيحة

يبحث الناس دائما عما يثير شغفهم ويبهرهم، قد يكون الملل وإيقاع الحياة السريع أفقدهم الحماس والاستمتاع بالحياة وتفاصيلها الكثيرة التي أرهقتهم، فأصبح هناك حاجة ملحة للبحث عن البديل الذي يتناسب مع معطيات العصر الحديث وايقاعه السريع، فكان الملاذ وسائل التواصل الاجتماعي بصورها المختلفة من غرف الدردشة واستعراض الصور والخوض في أدق تفاصيل الحياة الشخصية ليس فقط للمشاهير، ولكن الأمر طال عامة الناس، فأضحى الجميع من الصغير إلى الكبير، يتابع صفحات فيسبوك والانستجرام ومقاطع الفيديو التي فضحت بالصوت والصورة حياة الكثيرين سواء عن قصد أو دون قصد، فالكل انبهر وانساق وراء التكنولوجيا وتطورها الذي يسير بسرعة الصاروخ، والذي داس تحت اقدامه القيم والأعراف والتقاليد التي حاربت المجتمعات العربية من أجل أن تحافظ عليها، إلا أنها انتحرت بسلاح «السوشيال ميديا» التي دخلت دون استثناء كافة البيوت وبدون استئذان.

تلك هي الكارثة الحقيقية التي نحياها الآن حيث اننا بتنا لا نستطيع السيطرة عليها أو ايقافها عند حد معين ومنعها من التغلغل أكثر داخل ثنايا المجتمع حتى لا نتمادى في تعرية كل ما هو مستور، فالأمر بات خطيرًا بعد أن طال أيضا الحياة الزوجية التي أصبحت مشاعا للعامة لإبداء الرأي والاسداء بالنصيحة أو الشماته والحقد، وخير مثال على ذلك، ما نعيشة اليوم، أزمة انفصال المطرب حسن شاكوش وزوجته ريم طارق بعد 40 يوما فقط من الزواح، وكشف أسرارهم على صفحات التواصل الاجتماعي!
وبالرغم من استمرار هذه الزيجة لمدة قصيرة جدا إلا أن الخلافات دبت بينهما سريعا، وللأسف هذا الخلاف لم يكن محله البيت الأسري لكنه خرج وتشعب وكل طرف أدلى بدلوه أمام الرأي العام ليفضحوا بعضهما بكشفهما عن أحداث خاصة جدا، وقعت في الماضي سترها الله ولكن أصحابها هم من كشفوها عن عمد ليكسب كل طرف تعاطف المجتمع وحتى يصبح الطرف الآخر هو المدان «من ستره الله فلا يفضح نفسه». وللمرة الثانية يصبح حسن شاكوش تريند، بعد حفل زفافه الذي تكلف ملايين الجنيهات وحضره عدد كبير من الفنانين.. هذا الحفل الخرافي – كما وصفه البعض – تصدر محركات البحث على جوجل ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
وللأسف هذه الحالة لم تكن الأولى فقد سبقتها قصة زواج وطلاق المطربة شيرين عبد الوهاب من حسام حبيب، وعودتهما مرة أخرى، والخوض في تفاصيل حياتهما التي أصبحت قضية رأي عام تحدث عنها المجتمع العربي الذي تابع بترقب ما ستسفر عنه هذه العلاقة المسمومة كما وصفها البعض .. وأتوقع أنها لن تكون الفضيحة الأخيرة لمشاهير وغيرهم من العامة الذين يسعون وراء «التريند» والحديث عن حياتهم دون أن يلقوا بالا للثمن الباهظ الذي يدفعه اصحاب الفضيحة ..
إلي لقاء آخر في حكاية تكنولوجية جديدة.