تمكين شباب القارة الإفريقية من تحقيق مستقبل أفضل

في يوم 8 فبراير، 2020 | بتوقيت 5:08 م

: العالم اليوم

ما زالت الثورة الصناعية الرابعة مستمرة وتقوم بتشكيل الفرص والتحديات في حياتنا ويشهد العالم طفرة تكنولوجية في هيكلة الوظائف، والسياسات، والصناعات، والاقتصاديات، الناتجة عن اندماج العالم الرقمي والمادي.‬ ‎ يعد تبني تطبيقات التكنولوجيا الحديثة هو جوهر هذا التحول الرقمي، حيث تلعب مؤسسات التكنولوجيا دوراً أساسياً في نشر هذه التقنيات بطريقة أمنة، بالإضافة إلى تزويد المجتمعات والقوى العاملة بالمهارات الأساسية لهذا العصر لإزالة الفجوة التي تتسع يوماً بعد آخر

وتعتبر مشكلة البطالة في العالم وأفريقيا معضلة أساسية، تؤثر على الخريجين وذوي مؤهلات التعليم العالي في بعض أنحاء القارة وتحرص العديد من مؤسساتنا التعليمية على تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للدخول في الاقتصاد الرقمي ويأتي هنا دور شركات القطاع الخاص في دعم الشباب، فالهدف الأسمى هو مساعدة ١،٢ مليار شخص في إفريقيا لاكتساب المؤهلات الضرورية لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة

الاستثمار في الأفراد هو الحل الأمثل لتسريع الأداء وفقا لكبار المديرين التنفيذين وفقا لأحدث دراسة لمعهد آي بي أم لقيمة الأعمال، تحت عنوان دليل المؤسسات لسد الفجوة في المهارات ، قد يحتاج ما يصل إلى ١٢٠ مليون عامل في أكبر ١٢ اقتصاد في العالم بالسنوات الثلاث المقبلة إلى إعادة تدريبهم أو إعادة صقل مهاراتهم وذلك نتيجة لظهور تكنولوجيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية كما أوضحت الدراسة أن معدل التدريب لسد الفجوة في المهارات قد ازداد أكثر من ١٠ مرات في أربع سنوات فقط

فعلى سبيل المثال في عام ٢٠١٤، استغرقت التدريبات المؤسسية اللازمة لسد فجوة القدرات ثلاثة أيام فقط، بينما في عام ٢٠١٨، استغرق التدريب ٣٦ يومًا بالإضافة إلى ذلك، يؤكد ٤١٪ فقط من كبار المديرين التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع أن لديهم الأشخاص والمهارات والموارد اللازمة لتنفيذ استراتيجيات أعمالهم

وفي عام ٢٠١٦، صنف المسئولين التنفيذين القدرات التقنية الأساسية للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)ومهارات الحاسب والبرمجيات الأساسية والتطبيقية كمهارات أساسية وأكثر أهمية للموظفين وقد كشف استطلاع حديث لقادة الأعمال أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي في جنوب إفريقيا أن نحو ٤٢٪ من المهارات الوظيفية الأساسية المطلوبة اليوم ستتغير بشكل كبير بحلول عام ٢٠٢٢

التحديات معروفة ولكن ما هي الحلول؟

أصبح من المهم اتباع منهج شامل لسد فجوة المهارات الرقمية، والتركيز على صقل مهارات القوى العاملة من خلال تصميم برنامج تطويري مخصص، متعدد الوسائط، ومبني على البيانات وعلى المؤسسات الخاصة الاستفادة من اقتصاديات المعرفة النائشة وعمل شراكات لتوسيع نطاق وصولهم للمحتوى وطرح التقنيات التعليمية المبتكرة لدعم أسواقهم الحالية والمستقبلية

وبناءاً على التوصيات المطروحة من دراسة آي بي ام لقيمة الأعمال، أصبح من الضروري أن يتم منهجة تلك المسيرات من خلال طرق تعليمية تم تطبيقها والاستفادة من وجود المؤسسات الخاصة لتحضير محتوى الدورات التجريبية وتكوين فرق عمل مرنة وطرح طرق جديدة للعمل

المشاركة في المعرفة بدون قيود تدعم المصلحة العامة والمؤسسية

يتراوح معدل أعمار سكان القارة الافريقية من ١٥-٢٥ عاماً، مما يمثل فرصة هائلة للمؤسسات لتزويدهم بالمهارات الرقمية اللازمة وإعدادهم لسوق العمل، فتمكين الأفراد يساهم في بناء اقتصاديات متنامية وإنتاجية

وتعد منصة التعلم عبر الإنترنت الخاصة بـ “آي بي أم”، Digital-Nation Africa، مثالا واضحا لكيفية قيام مؤسسات التكنولوجيا بلعب دورهام لسد فجوة المهارات في جميع أنحاء القارة هذا البرنامج القائم على الحوسبة السحابية والتعلم الذاتي عبر الإنترنت يساعد على تمكين شباب إفريقيا من تطوير مهاراتهم في التكنولوجيا والابتكار، وكذلك معالجة ثلاثة فجوات رئيسية: المهارات، والابتكار، والوظائف

ولا يمكن لأي مؤسسة أن تقوم بزيادة مهارات الشباب الإفريقي بمفردها، فالمؤسسات هي الوقود الذي يدفع التنمية في القارة إلى الأمام ويعد برنامج اكاديمية آي بي أم للمهارات IBM Skills Academy مثالا على تعاون ما يزيد عن 340 جامعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا للتركيز على المهارات والوظائف التي يزداد الطلب عليها في سوق العمل اليوم

وقد استخدمت شركة “آي بي أم” بالفعل المنصات التعليمية الخاصة بها لتمكين القطاع العام والخاص والجهات الحكومية من زيادة مهارات الكوادر البشرية العاملة كما تعاونت شركة “آي بي أم” مع كل من وزارات التعليم في مصر والمغرب لتأسيس مدارس متميزة بنظام Pathways in Technology (P-TECH) ويركز هذا النظام على تنمية الكوادر الإفريقية وتأهيلها لدخول سوق العمل الحديث وذلك لتزويد الشباب بمهارات جديدة تناسب الوظائف المطلوبة اليوم ويشمل ذلك وظائف “new collar” حيث تكون المهارات المناسبة أكثر أهمية من الحصول على مؤهل دراسي معين

الشباب يعد أعظم مورد من موارد أفريقيا، وروح المبادرة بالقارة – التي أصبحت جاهزة الآن للقفز نحو مستقبل أفضل