العدو هو نحن

في يوم 3 أبريل، 2023 | بتوقيت 1:49 م

كتب: بقلم /ا.د ريهام رفعت

استخدم والت كيلي وهو رسام كاريكاتير ورسوم متحركة على ملصق ليوم الأرض الأول عام 1970عبارة ” لقد قابلنا العدو، هذا العدو هو نحن”

وهذه العبارة محاكاة ساخرة لرسالة أرسلها العميد البحري الأمريكي أوليفر هازارد بيري  إلى الجنرال ويليام هنري هاريسون بعد معركة بحيرة إيري عام 1813 ويصف هذا البيان باقتدار اللغز المتعلق بالاعتداءات على الأطفال الصغار في عصرنا الحالي .

نعم العدو هو نحن ، نحن السبب في الانفجار السكاني والتحضر وآثاره ، نحن السبب في تراكم الثروة والقضايا الصحية والإعلانات التجارية وتسويق الشركات للمنتجات وتأثيرها على وعي الأطفال و دوافعهم ، نحن السبب في عدم بذل العناية الكافية والمبادرات اللازمة من قبل العديد من أصحاب المصلحة لحمايتهم .

نحن أخطأنا ككبار بالخوف غير المُبرر من احتكاك الأطفال المباشر بالطبيعة خاصة الصغار منهم – فقد يكون هذا الخوف مشروع – ولكن لا يجب أن يستمر الخوف مع نمو أطفالنا، فالبيئات الطبيعية لديها الصفات التصالحية التي تساعد الأطفال على الاسترخاء والتعامل مع الإجهاد اليومي وتعزيز عمليات التكيف لنمو الطفل.

نحن أخطأنا ككبار برسم سياسات تعليم البيئة من وجهة نظر الكبار وليس الصغار فلابد أن نضع أطفالنا في دائرة صنع القرار ماذا يريد الطفل أن يتعلم عن البيئة؟ وكيف يتعلم؟ ما الطرق التي يميل إليها الطفل عند التعلم؟

يجب علينا إعادة التواصل بين البيئة والأطفال من خلال الأشكال المُحببة للأطفال من خلال أغنية ، موسيقى ،  قصيدة ، مسرحية ،قصة ،حكاية شعبية ، رسوم متحركة وأفلام خيال علمي وتواصل اجتماعي وألعاب وغيرها.

إن الإيمان بأن الأطفال وكلاء التغيير لعالم أفضل وإعطاء دفة القيادة لأطفالنا وأنهم قادرون على التغيير وتنمية الثقة في قدراتهم وتنمية مهارات الأطفال للإشراف على البيئة وقيادة البيئة نحو الاستدامة ….. هو الأمل الحقيقي نحو غد أفضل.


وكيل كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية للدراسات العليا والبحوث وأستاذ التربية البيئية بقسم العلوم التربوية والإعلام البيئي